في الوقت الذي بدأ فيها الطلبة الإثيوبيون العودة مجددا إلى جامعة ميكيلي بإقليم تيجراي، بعد أكثر عامين من توقف الدراسة بسبب الحرب التي اشتعلت شمال إثيوبيا واستمرت ٢٤ شهرا؛ بدأت الأنظار تتجه صوب ولاية أمهرة التي يبدو أنها ستصبح موقعا لحرب جديدة في البلد الواقع في القرن الأفريقي.
ولم تخفت نيران الحرب في تيجراي، حتى نشبت مواجهات عنيفة بين الجيش الإثيوبي وميليشيات فانو، التي كانت متحالفة مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، ضد جبهة تحرير شعب تيجراي، في الحرب التي اندلعت شهر نوفمبر ٢٠٢٠ وخلفت وراءها أزمات إنسانية مروعة واقتصادية كبيرة، قبل توقيع اتفاقية السلام في مدينة بريتوريا بجنوب أفريقيا في نوفمبر من العام الماضي.
ودخلت المناوشات بين الجيش الإثيوبي وميليشيات فانو، في ولاية أمهرة شهرها الرابع، وأسفرت عن سيطرة الميليشيات على مدينة لاليبيلا التاريخية، ومطار المدينة، ما دعا نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإثيوبي ديميكي ميكونين، للإعراب عن قلقه إزاء الوضع الأمني "المقلق" في منطقة أمهرة،
وكتب "ميكونين" على صفحته على فيسبوك الخميس ٣ أغسطس الجاري "يبدو أننا على وشك الانتهاء من بعضنا البعض والهلاك معا، دون أن ينصحنا كبار السن والعقلاء والزعماء الدينيون".
وأضاف وزير الخارجية الإثيوبي "يمكن أن تكون هناك مظالم لم تتم معالجتها، ولكن أفضل طريقة لحلها هي الحوار لأن أي وسيلة أخرى لن تؤدي إلا إلى إعاقة الجهود لمعالجة نفس المظالم، وتفقدنا ما لدينا وتعقيد القضايا التي نريد حلها بشكل دائم".
وفي أعقاب تصريحات وزير الخارجية الإثيوبي، انقطعت خدمات الانترنت عن إقليم أمهرة.
وشهد يوم الثلاثاء الماضي الأول من أغسطس ٢٠٢٣ اشتباكات عنيفة، بمنطقة ديبري تابور أسفرت عن إصابة عشرة أشخاص بحسب وكالة "رويترز".
وأكد شهود عيان لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، أن الاشتباكات التي وقعت الثلاثاء ١ أغسطس ٢٠٢٣ تسببت في إلغاء الرحلات الجوية في بلدة لاليبيلا التاريخية، حيث تسيطر ميليشيات "فانو" في الوقت الحالي على المطار، بحسب نشطاء ووسائل إعلامية مرتبطة بهم.
وفي بلدة كوبو أكد السكان لصحيفة "إثيوبيا ريبورتر" المحلية في تقرير لها نشرته ٢ أغسطس الجاري، أن "تبادل إطلاق النار استمر في المنطقة لساعات"، وأوضحوا أن القتال استخدم فيه أسلحة ثقيلة لم تر خلال الحرب بين الحكومة الإثيوبية وجبهة تحرير تيجراي".
وأوضح مصدر دبلوماسي لوكالة "رويترز" أن القتال في كوبو اندلع قبل أيام عندما رغب الجيش الإثيوبي في إجبار مقاتلي فانو على الخروج من كوبو ومناطق أخرى، وأضاف المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه أن ميليشيات فانو استولت بعد ذلك على بلدة لاليبيلا المقدسة التي تضم أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو، وأصدرت سفارة إسبانيا في أديس أبابا تعليمات لأي مواطن إسبان في مدينة لاليبيلا بعدم مغادرة فنادقهم أو مساكنهم.
وأصدرت وزارة الدفاع الإثيوبية، تحذيرا باتخاذ "إجراءات" ضد القوات التي قالت إنها "تزعزع السلام في البلاد المعروفة باسم "فانو"، واعترف العقيد جيتنت أدان، مدير العلاقات العامة بوزارة الدفاع الإثيوبية، بالتقارير الأخيرة التي أفادت بتعرض كبار ضباط الجيش الإثيوبي لكمين في غرب منطقة دينبيا ووريدا في منطقة جوندر الوسطى بولاية أمهرة الإقليمية.
كان مسئولون في ولاية أمهرة، أكدوا حدوث مواجهات في ٢٦ يوليو الماضي، بين الجيش الإثيوبي والجماعة المسلحة المحلية خلال رحلة لكبار أعضاء القيادة الشمالية الغربية لقوة الدفاع الوطنية الإثيوبية الذين كانوا في طريقهم إلى مشروع جورجورا، أحد منتجعات رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد.
وذكر العقيد جيتنيت في بيانه اليوم أن الكمين وقع على بعد حوالي كيلومترين من مكان محلي يسمى تشوهيت حيث "تم فتح هجوم على الجيش الإثيوبي"، كما تم نصب كمين آخر في منطقة كولاديبا المحلية لأفراد الجيش الذين "كانوا عائدين".
صحيفة "إثيوبيا ريبورتو" ذكرت في تقرير لها، في ٢ أغسطس الجاري، أن عددا من المسافرين اختطفوا خلال رحلتهم من مدينة بحر دار عاصمة ولاية أمهرة إلى العاصمة أديس أبابا، إلى جانب انقطاع الكهرباء تزامنا مع اندلاع الاشتباكات بين فانو والجيش الإثيوبي، يوم السبت ٢٩ يوليو الماضي.
يذكر أن ميليشيات فانو، شاركت في الاحتجاجات العنيفة في أنحاء أمهرة خلال شهر أبريل الماضي، بعد أن أصدر رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، أوامره بدمج قوات الأمن من ١١ منطقة في إثيوبيا في الشرطة أو الجيش الوطني، وشعر المتظاهرون أن الأمر يهدف إلى إضعاف أمهرة - ثاني أكبر ولاية في البلاد – إلا أن الحكومة الإثيوبية نفت ذلك، وفي ٢٨ أبريل اغتيل رئيس حزب الازدهار الحاكم في منطقة أمهرة جيرما يشيتيلا في ٢٧ أبريل.
وشاركت ميليشيات "فانو" في التحالف الثلاثي الذي كونه رئيس الوزراء الإثوبي آبي أحمد، مع الجيش الإثيوبي والجيش الإريتري، في شن الحملة العسكري ضد جبهة تحرير شعب تيجراي، مع اندلاع الحرب في مستهل نوفمبر من عام ٢٠٢٠ وهي الحرب التي استمرت على مدار عامين، وانتهت بتوقيع اتفاق بريتوريا بجنوب أفريقيا، برعاية الاتحاد الأفريقي والولايات المتحدة، والذي ينص على انسحاب الجيش الإريتري وميليشيات فانو من المناطق التي يحتلونها في تيجراي، إلى جانب تسليم الجبهة الشعبية أسلحتها الثقيلة وتسريح مقاتليها.
بوابة العرب
ماذا يحدث فى إقليم أمهرة الإثيوبي؟.. ميليشيات فانو تسيطر على «لاليبيلا» التاريخية والمطار.. وينصبون كمينًا لكبار ضباط الجيش.. ووزير الخارجية: نحن على وشك الهلاك
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق