الرئيس لم يتصرف بمفرده بعد 2013.. ولولا تدخله لتحقق «حلم الخلافة».. والكثيرون فى المجتمع المصرى أدركوا خطورة التطرف
الإخوان «ذئاب فى ثوب الحملان» يريدون بناء مجتمعات بعيدة تمامًا عن المفاهيم الليبرالية إذا نظرنا لخططهم من خلال رؤية أى مراقب موضوعى ويقظ
استمرار الإخوان فى السلطة كان يعنى سيطرة النظام القائم على مصر ومحيطها بما فى ذلك ليبيا.. لتصبح المنطقة مصدر تهديد والأكثر خطورة على الأمن الأوروبى
كتاب عبدالرحيم على «الأفكار الشيطانية» يدق أجراس الإنذار للقارة العجوز.. وعليها أن تنتبه للخطر
حذر الكاتب البرتغالى الكبير ألفونسو مورا من تغلغل الإخوان فى أوروبا، وذلك فى مقالٍ له على موقع "أوبسرفادور".. وأكد ألفونسو مورا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي هو الحائط الوحيد الذي يحمي أوروبا من الإرهاب.. وأن مصر هى قائدة العالم السُنى. وتنشر «البوابة» المقال كاملًا، فيما يلى:
منذ أكثر من عقد، فقدت جماعة الإخوان المسلمين السيطرة على مصر بعد عزل محمد مرسي. انحاز المارشال السيسي للحراك الشعبى وفتح حقبة جديدة في الدولة الأفريقية.
قليلون هم الذين أدركوا أهمية الحدث، لكن وقوعه حدد بوصلة السنوات القادمة، في كل من البحر المتوسط وأوروبا. كان استمرار جماعة الإخوان في السلطة سيؤدى إلى سيطرة النظام القائم حينها في مصر علي محيطه بما في ذلك ليبيا التي كانت علي مشارف الدمار لتصبح بعد ذلك تلك المنطقة مصدر تهديد والأكثر خطورة على الأمن الأوروبي مع موجات غير منضبطة من الهجرة غير الشرعية نحو أوروبا، مما يهدد التوازنات الأوروبية الهشة.
أصيب العديد من "المثاليين" بالصدمة في عام ٢٠١٣. وقالوا إن ما وصفوه بالعملية الديمقراطية في مصر قد توقفت في انقلاب!.. يتجاهل الكثيرون أن الراديكاليين الإسلاميين، من بين آخرين، يختبئون وراء مفاهيم مثل "الليبرالية" أو "سيادة القانون" بقصد تخريب تلك المفاهيم من الداخل. إنهم يريدون بناء مجتمعات بعيدة تمامًا عن المفاهيم الليبرالية إذا نظرنا لها من قبل أى مراقب موضوعى ويقظ.
كان انتصار السيسي هزيمة جيوسياسية لإحدى الدول التى كانت تدعم الإخوان، ويعتقد الكثيرون أن قيادة العالم السني تجعل المملكة العربية السعودية لاعبًا أساسيًا، حيث تقع المدينتان المقدستان عند المسلمين "مكة والمدينة" داخل حدودها، وتتميز البلاد بلا منازع بتراثها الإسلامي أكثر من مصر التي تأسست على تقاليد تاريخية عريقة. ولكننا لا نتفق مع هذا الرأي.. فالجهة الفاعلة الرئيسية، من وجهة نظرنا، هي مصر.
في السنوات الأخيرة، نجت الموجة الجديدة من الأسلمة في تركيا فقط، ومصر بدورها أكثر تسامحًا.. وأحيانًا يكون الجيش هو القوة الوحيدة التي تنجح في ترويض التطرف الإسلامي.
في عام ٢٠٢٠، هنا في الأوبزرفر نشرنا تحقيقاُ بعنوان "أردوغان وآيا صوفيا وعودة الخلافة"، وحذرنا من حلم بعث الخلافة.. ولولا تدخل السيسي لكان هذا الحلم أكثر ترسخًا. لم يتصرف السيسي بمفرده، فقد أدرك الكثيرون في المجتمع المصري خطورة التطرف.
كان أحدهم المفكر الكبير عبد الرحيم علي. لكن "علي" كان يعلم أن الإخوان كيان ذو أذرع متعددة، ولم تكن هزائمهم في شرق البحر المتوسط نهاية الأمر، بل بعيدة كل البعد عن ذلك. كتابه (الأفكار الشيطانية.. أوروبا وتحدي المنظمة الدولية للإخوان المسلمين) هو تحذير، للأسف غير معروف بما فيه الكفاية. أعرب "علي"، الذي قابلته في مكتبه بفرنسا، عن أسفه لأن روح مقاومة الإخوان المسلمين تكاد تكون معدومة في القارة العجوز. دعونا نأمل أن يبدأ بعض القادة الأوروبيين بفتح أعينهم قبل فوات الأوان.. هكذا يقول "علي".
المؤتمر الدولي الذي عقد مؤخرًا في روما هو علامة جيدة، لكنها بالتأكيد ليست كافية. عقدت جيورجيا ميلونى لقاءً مع رئيس الوزراء المصري على هامش الحدث، وهو ما يوضح مدى وضوح الحكومة الإيطالية واستعدادها للتعاون والمواجهة، بخلاف عدد كبير ممن يسمون أنفسهم بالأوروبيين التقدميين الذين رحبوا بتصرفات الإخوان تحت ذريعة "التعددية الثقافية"، برغم أن تلك الجماعة بمثابة "ذئاب في ثوب الحملان".
ستجرى الانتخابات المقبلة للرئاسة المصرية في أوائل عام ٢٠٢٤، وفي جميع أنحاء العالم، تستعد القوى المتطرفة - من جماعة الإخوان المسلمين وحلفائها - للتغلغل في الرأي العام، وخاصةً في أوروبا الغربية. سيقال إن مصر تعيش في ظل ديكتاتورية رهيبة وأن كل شيء يجب أن يتغير في أرض الأهرامات.. لكن هل نحن على يقين من أن التغيير سيكون للأفضل؟.
في عام ١٥١٧، انتهت سلالة المماليك. هزم سليم الأول، زعيم المماليك الأخير - طومان باي الثاني - ودخل القاهرة منتصرًا. لن يمانع ممولو وداعمو الإخوان أن يفعلوا ذلك إذا أعاد التاريخ نفسه. يجب أن نعلم جميعا في أوروبا هذه البديهية البسيطة: إن السيطرة على العالم السني تمر عبر القاهرة وليس أى عاصمة إسلامية أخرى، وأن السيسى السيسي هو الجدار الأخير.. آخر حائط صد لمصر ولنا.