"توت توت تعالو تعالو.. توت توت.. علشان ايه علشان نسمع أبلة فضيلة راح تحكيلنا حكاية جميلة" أغنية اعتاد جيل الثمانينات والتسعينات علي سماعها كل صباح في الراديو قبل النزول من المنزل والذهاب إلي المدرسة، هذه البرامج مثل ابلة فضيلة وعمو فؤاد شكلت وعي وادراك وثقافة جيل بأكمله، لكن مع التطور التكنولوجي الهائل ودخول العالم في ثورة تكنولوجية رابعة أصبح لا مكان لمثل هذه البرامج، حيث تسيطر السوشيال ميديا بمنصاتها المختلفة علي تشكيل وعي وفهم النشء الجديد.
"البوابة نيوز" فتحت هذا الملف للتعرف علي أختفاء برامج الأطفال وأهم الاسباب التي دفعت شركات الانتاج للابتعاد عن أنتاج برامج الاطفال، وكيفية عودتها مرة أخري:
سهير شلبي: مخاطبة الطفل بعقلية الألفية الجديدة ضروري في المرحلة الحالية
في البدابة الإعلامية الكبيرة سهير شلبي تقول: للأسف الشديد أري أن برامج الأطفال ليس لها وجود علي الساحة الإعلامية الأن بالشكل المطلوب مع التطور التكنولوجي والطفرة الإعلامية خاصة الإنترنت والسوشيال ميديا أصبح الطفل الحالي ليس مثل الأجيال الماضية فهو الأن علي وعي غير طبيعي فعلي الوسيلة الإعلامية أن تخاطبة بعقليتة الجديدة التي تناسبه بعيدًا عن قنوات الاطفال التي تعتمد على أفلام الكرتون.
وتابعت سهير شلبي: أتمني تقديم برامج متخصصة تجمع بين أساتذة الإجتماع وعلم النفس لكي لا نترك الطفل الحالي فريسة للإنترنت.
عميد كلية الإعلام الأسبق يطالب ببرامج أطفال مثل برامج التوك شو والطبخ
من جانبه، أكد الدكتور سامي عبد العزيز عميد كلية الإعلام الأسبق بجامعة القاهرة: أنه كان من ضمن التوصيات الكبيرة عبر المراحل الماضية أن تكون هناك العديد من القنوات التي تخاطب عقول الأطفال وتجيد الحديث وتعرف كيفية التخاطب معهم لكن أحد الأسباب لعدم وجود محتوي متخصص للأطفال هو التكلفة الإنتاجية التي تعد من اغلى التكاليف سواء كانت برامج او قنوات تبث.
وقال عبدالعزيز: بالنسبة لي أري ان هذه البرامج تعد استمثار حقيقي وهام ولا ينبغي أن توزع برامج الاطفال ضمن خريطة البرامج المعتاد عليها مثل التوك شو والسياسة والفن مطالبا بأن يكون هناك قناة متخصصة موجهة للطفل مثل برامج الطبخ التي نراها ويقوم عليها عدد من الخبراء في علم النفس والإجتماع والطفولة والتربية ثم الحرفيين اللذين يستطيعون أخراج برامج جذابة ومناسبة للجيل الجديد الذي أصبح من الصعب جدا إبهارة في ظل التطور التكنولوجي الكبير مقترحا تسمية تلك القناة بطفل اليوم.
استشاري نفسي يدعو المنصات الالكترونية لتقديم محتوي هادف للطفل
فيما أرجع الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي: أختفاء برامج الأطفال من علي الساحة الأن لعدة أسباب أهمها أن التكلفة الإنتاجية باهظة للغاية ولا تحقق نسبب مشاهدة ومتابعة عالية خاصة أن الجيل الحالي كله وسليتهم الأساسية هو الموبايل والإنترنت ولذلك هناك تراجع كبير فى الاقبال علي هذه البارمج وهذا ينطبق علي كافة الوسائل الإعلامية سواء التليفزيون أو الصحف الورقية
وقال فرويز ان السببب الرئيسي فى هذا التراجع يكمن في الطفرة التكنولوجية خاصة الإنترنت مؤكدا أن إنتاج برامج متخصصة للأطفال ليست مربحة للقنوات وإذ تم إنتاجها فسوف يضع العديد من الإعلانات ليعوض التكلفة الإنتاجية الضخمة فيحدث ملل كبير للطفل ويتجه إلي المشاهدة عبر الإنترنت.
واستطرد: بالنسبة لي أري أن المشكلة لا تكمن في وجود قنوات متخصصة للطفل عبر التليفزيون ولكن لابد أن يكون هناك ثقافة ووعي ويتم إنتاج برامج مصرية عبر المنصات الإلكترونية حيث أن الإنترنت أصبح هو المسيطر والأفلام الغربية للأطفال التي تبث عبر المنصات الأجنبية لا تناسب تقاليد وعادات وتطور عقل الطفل فينبغي وجود برامج عبر المنصات المصرية كي نسيطر علي المحتوي الذي يقدم للطفل.
سامية خضر: أبلة فضيلة وماما سميحة برامج شكلت وعي أجيال وعلينا العودة لمثلها
وقالت الدكتورة سامية خضر أستاذة علم الإجتماع بجامعة عين شمس: أولا أنا سعيدة بفتح هذا الملف الهام للغاية وعدم وجود برامج للأطفال تعمل علي تشكيل وعي وثقافة الطفل كارثة كبري في المجتمع لأن هذه البرامج تغرس القيم والأخلاق والمثل العليا للأطفال والتحلي بالصبر منذ الصغر وابعادهم عن السلوكيات الخاطئة والجار للجار والصدق والأمانة وموضوعات أخري يتعلمها الطفل من خلال تلك البرامح.
وتساءلت أين نوعية برامج أبلة فضيلة وماما سميحة؟ نحن للأسف الشديد نفتقد هذه النوعية من البرامج الهادفة للطفولة
وأضافت بالنسبه لي نشأت وتربيت علي برنامج بابا شارو الذى غرس في الكثير من الصفات الطيبة والمشكلة في عدم وجود محتوي متخصص للأطفال تكمن في عدم وجود وعي كاف بأهمية تشكيل وعي وثقافة الطفل والتربية الصحيحة والتوعية وتلبية أحتياجاته وفحص سلوكياته وعلي القائمين أخذ الموضوع على محمل الجد لأن هذا الأمر لم يعد للتسلية فبرامج الأطفال لا تقل أهمية عن دور الأسرة والمدرسة.