في تصعيد جديد للتوترات بين روسيا وأوكرانيا، شنت القوات الأوكرانية فجر اليوم الجمعة، هجوما على ميناء نوفوروسيسك الروسي المطل على البحر الأسود، باستخدام زورقين مسيرين.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، إنها تمكنت من تدمير الزورقين دون وقوع إصابات أو أضرار كبيرة في الميناء، وأظهرت مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لحظات الهجوم وصوت إطلاق النار والانفجارات.
هذا الهجوم يعد الأول من نوعه على أحد الموانئ التجارية الروسية، ويأتي ردا على هجوم روسي سابق على ميناء أوديسا الأوكرانية بالطائرات المسيرة في 2 أغسطس، مما أدى إلى خسائر مادية في الميناء وبنيته التحتية. وتشهد المنطقة تصعيدا للصراع بين البلدين منذ أن رفضت روسيا تمديد اتفاق يضمن حرية الملاحة للسفن الأوكرانية في البحر الأسود.
وفي سياق متصل، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها أحبطت هجمات أخرى بـ13 طائرة مسيرة أوكرانية على شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا في 2014 بعد استفتاء لم تعترف به كثير من الدول. وأضافت أنها أسقطت 10 طائرات واعترضت 3 طائرات باستخدام تدابير إلكترونية مضادة.
هذه التطورات تثير المخاوف من اندلاع حرب شاملة بين روسيا وأوكرانيا، التي تشهد منذ سبع سنوات نزاعا مسلحا في شرقها بين قواتها والانفصاليين المدعومين من روسيا. وقد دعت دول غربية إلى ضبط النفس والحوار لحل الأزمة بالطرق السلمية.
في هذا السياق، أكد الجيش الأوكراني أن روسيا نشرت 17 سفينة حربية في البحر الأسود قبالة السواحل الجنوبية لأوكرانيا، إضافة لسفينة حربية أخرى في بحر آزوف. وأضاف أن سفينتين من هذه السفن تحملان منصات لإطلاق صواريخ من طراز كاليبر التي يتجاوز مدى بعضها 600 كيلومتر. وقال محللون إن روسيا تهدف إلى تعزيز سيطرتها على الملاحة في المنطقة وإثارة القلق لدى حلفائها الغربيين.
ولم تكتف روسيا بالتعزيزات البحرية فقط، بل نشرت أيضا قوات برية وجوية في شبه جزيرة القرم ومناطق أخرى قرب الحدود مع أوكرانيا. وأعلنت عن إجراء مناورات عسكرية واسعة النطاق شاركت فيها طائرات مقاتلة ومروحيات ودبابات وصواريخ. وقالت إن هذه التدريبات تهدف إلى رفع مستوى الجاهزية للتصدي لأي تهديد محتمل.
من جانبها، أعربت أوكرانيا عن قلقها من التصعيد الروسي وطالبت بدعم دولي لمواجهة ما وصفته بالعدوان.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن بلاده تسعى للحفاظ على السلام والأمن في المنطقة ولا تخشى المواجهة مع روسيا.
وأضاف أن أوكرانيا تبحث عن طرق بديلة لتصدير منتجاتها الزراعية لتجاوز المشكلات التي تسببت بها روسيا في الملاحة