عقد المهرجان القومي للمسرح المصري ضمن فعاليات دورته ال16، مائدة مستديرة تحت عنوان "الفنانون المسرحيون الراحلون"، مساء أمس الخميس، بقاعة المجلس الأعلى للثقافة، احتفاء بتجارب ومسيرة كل من الفنانين: رجاء حسين، وسلوى محمود، وشريفة فاضل، ولبنى محمود، وأدار المائدة الناقد المسرحي، عصام عبدالله، وذلك بحضور الدكتورة سامية حبيب، والفنان سيف عبد الرحمن.
في بداية قدم الناقد المسرحي عصام عبدالله، الفنانة رجاء حسين في كلمات قائلا: إنها فنانة لها تاريخ طويل في الفن والإبداع قدمت العديد من الأعمال الراسخة في الأذهان، فهي مواليد ١ فبراير ١٩٣٦، بمحافظة القليوبية، حصلت على بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية عام ١٩٥٩، وشاركت في العديد من المسرحيات لمسرح الدولة منها: "العشرة الطيبة، والناس اللي فوق، واللحظة الحرجة، والسبنسة، وكوبري الناموس، وبير السلم، ودائرة الطباشير".
وأضاف عبدالله، أنها فنانة عملاقة شاملة، قدمت العديد من المسلسلات التليفزيونية والأفلام.
ومن جهتها قالت الدكتورة سامية حبيب، أستاذ الدراما والنقد المسرحي بأكاديمية الفنون: إنه تقديم مستحق، وكل الشكر للدكتور عمرو دوارة والقائمين على المائدة المستديرة "الراحلون المسرحيون"، فيظل تاريخهم نفخر به لأننا نمتلك قيم وقامات يجب أن نفتخر بها على مدار ٦٠ عاما.
وأضافت حبيب، أن الفنانون الراحلون أساتذة رحلوا وتركوا لنا تاريخ نفخر به مثل ما قالت في ندوة عادل إمام" لدينا فنانين حملت أسمائهم تاريخ، وتمتلك الفنانة العظيمة رجاء حسين تاريخ عظيم مليء بالأعمال المميزة في تاريخ المسرح المصري، فهي أخلصت للمهنة بشدة حيث أن المسرح يحتاج إلى المزيد من الإخلاص والتسابق لنصل إلى الجودة.
كما أشادت حبيب، بدور الفنانة رجاء حسين الإنساني في الإفطار الرمضاني السنوي بالمسرح القومي.
من ناحيته قال الفنان سيف عبد الرحمن: "سعيد جدا للغاية إني متواجد معكم اليوم لكي أتحدث عن رفيقة دربي وصديقتي وحبيبتي إنها الفنانة القديرة "رجاء حسين" التي جاءت من القليوبية إلى القاهرة عشقا للتمثيل، لكن تم رفض الفكرة من قبل والدها، وتوجهت إلى عمها لكي يساعدها، وهو فنان يعزف على آلة العود، وبالفعل دعمها وساعدها في تحقيق حلمها وبدأت مشوارها.
وتابع: أنها في الحقيقية كانت فنانة عظيمة جدا ربنا أعطاها مميزات لم يعطيها لأحد آخر .
وأشاد عبدالرحمن، بدور الفنانة "رجاء حسين" كأم، فكانت أم عظيمة ومعطائه وكريمة، تساعد الفقير والبسيط، وأيضا "الكومبارس"، فهى فنانة لها كاريزما غير طبيعية، وتواجدها على الشاشة يخطف جميع الأنظار من كل المشاهدين وكان لها طلة على المسرح وكاريزما شديدة.
وواصل: نحن نمتلك أفضل حضارة وأفضل فنانين، لكن للأسف حدث انحدار للفن ولم يتم الاهتمام به مثل أيام الرئيس عبدالناصر، والسادات، فكانت نموذجا قديرا يحتذى به.
وأشار إلى أن بدايتها الفنية كانت مع فرقة نجيب الريحاني، فهى نموذج لا يعوض مثلها مثل الفنانين العظام .
وبمداخلة زوجة الفنان سيف عبد الرحمن دينا واصف قالت: لقد جئت اليوم أتحدث عن الإنسانة رجاء حسين وليس الفنانة هتحدث عن "ماما رجاء حسين" التي كانت بمثابة الأم، فلها الكثير من المواقف، على سبيل المثال فقد تعرضت لموقف صعب جدا وهو وفاة إبني، لكن هي التي قدمت يد العون ووقفت بجواري.
وقال الناقد المسرحي محمد الروبي عن الفنانة رجاء حسين: إنها فنانة كبيرة وعظيمة على المستوى الفني والمستوى الشخصي متعاونة وتتعامل مع الجميع باحترام وقدر كبير من التقدير.
قدم الأستاذ معتز السويفي، شهادة في حق الفنانة رجاء حسين قائلا: "كانت تقوم بإعطائي بعض الأموال لكي أكمل دراستي ومسيرتي وعند غيابي من المعهد كانت تقوم بمحاسبتي وتعاقبني على عدم الحضور، ثم علمتني التمثيل بمعني الكلمة وقوانينها التي تؤهلك إلى أن تكون فنان حقيقي".
قالت الفنانة عايدة فهمي عن الفنانة رجاء حسين: إنها فنانة ملتزمة تأتي قبل ميعادها بساعة على الأقل وتقوم بالمذاكرة وكأنها طفلة بتذاكر بكل اجتهاد.
وكشف المؤرخ عمرو دوارة تفاصيل عن الفنانة رجاء حسين قائلا: من أول يوم كان عندها استعداد تمثل مع جميع الممثلين بشكل متميز وعندها قدرة فريدة من نوعها علي لفت الانتباه لها حتي لو لم تكن البطلة لكنك تشعر وكأنها البطلة في أي عمل فني وخاصة في السينما وظهر ذلك مع يوسف شاهين الذي كان يستعين دائما برجاء حسين وكانت أكثر فنانة اشتغلت معه وأيضا كانت أختها ناهد حسين نفس القدرة.