الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

بعد فشل هجومها المضاد.. أوكرانيا تسعى لحفظ ماء وجهها أمام الغرب بالطائرات المسيرة

آثار هجوم أوكراني
آثار هجوم أوكراني بالطائرات المسيرة على موسكو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تزايدت في الأشهر الأخيرة، عمليات كييف ضد موسكو باستخدام الطائرات المسيرة لضرب أهداف روسية فيما وقعت بعض الهجمات داخل العاصمة، وهو ما يشير إلى رغبة أوكرانيا في نقل الصراع إلى عمق الأراضي الروسية في محاولة للخروج من المأزق الذي وقعت فيه أمام الغرب عقب فشل هجومها المضاد- حتى الآن - في تحقيق الأهداف المرجوة منه، والتي كان يعول عليها حلفاء أوكرانيا في استنزاف روسيا.

ويوم الثلاثاء قالت السلطات الروسية إن أوكرانيا شنت هجوما على موسكو ومقاطعة موسكو بثلاث طائرات مسيرة، مؤكدة إسقاط اثنتين منها وتحطم الثالثة بعد التشويش عليها بأجهزة الحرب الإلكترونية.

ويعرف المبنى الذي تعرض للقصف باسم حي IQ، الذي يضم وزارة التنمية الاقتصادية ووزارة الرقمية ووزارة الصناعة والتجارة.

وقال عمدة موسكو سيرجي سوبيانين إن الطائرة بدون طيار تحطمت في نفس المبنى الذي تضرر يوم الأحد في هجوم مماثل. يقع IQ-Quarter على بعد ٧.٢ كيلومترات "٤.٥ أميال" من الكرملين، ويضم العديد من الوكالات الحكومية، بما في ذلك مقر وزارة التنمية الاقتصادية ووزارة التنمية الرقمية والاتصالات ووزارة الصناعة والتجارة.

وبعدها بساعات، أعلنت روسيا إحباط هجوم آخر وفقا لوكالة أنباء تاس الروسية بطائرات مسيرة على سفينتين روسيتين في البحر الأسود على مسافة ٣٤٠ كيلومترا جنوب غربي سيفاستوبول، مؤكدة تدمير المسيرات وإحباط الهجوم، وذلك عقب تصريحات لمستشار رئاسي أوكراني بأن على موسكو أن تتوقع المزيد من الهجمات بطائرات بدون طيار ومزيد من الحرب.

الهجمات الأوكرانية بـ"الدرونز"
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أفادت في تقرير لها، الإثنين الماضي، بأن أوكرانيا تهدف لتعزيز صناعة الطائرات المسيرة المستخدمة في ضرب الأراضي الروسية، واستند التقرير إلى تحليل البيانات والصور ومقاطع الفيديو، حيث تم تحديد ما لا يقل عن ٣ أنواع من الطائرات المسيرة ذات الصنع الأوكراني، والتي تم استخدامها في هجمات تستهدف روسيا.

وأشارت الصحيفة إلى أن أوكرانيا قد استخدمت طائرات مسيرة من طراز بوبر وأوج ٢٢ بالإضافة إلى طراز ثالث لم يتم تحديد اسمه، في عمليات استهداف لمواقع داخل روسيا، بما في ذلك العاصمة موسكو.

وأوضحت التقارير أن الطائرات المسيرة من طراز بوبر تم استخدامها في الهجمات على موسكو في تاريخي ٣٠ مايو و٢٤ يوليو، هذه المعلومات مستندة إلى مقاطع فيديو تم تداولها عبر الإنترنت.

كما تم تحديد استخدام طائرات أوج ٢٢ في ما لا يقل عن ٣ هجمات على الأراضي الروسية، والتي تقول شركة "أوكرجت" التي تصنعها، إنها قادرة على التحليق خلال ٦ ساعات وقطع مسافة نحو ٨٠٠ كلم، ما يساوي المسافة بين المناطق الحدودية الأوكرانية وموسكو.

وأضافت أن عدد الطائرات المسيرة التي دخلت الأجواء الروسية خلال الفترة بين مايو ويوليو الجاري يشكل ضعفي ما تم إطلاقه خلال عام ٢٠٢٢ بأكمله.

وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، أن الرئيس فولوديمير زيلينسكي قال سابقا إن أوكرانيا تهاجم مواقع في روسيا، مشيرا إلى أن الحرب تعود تدريجيا إلى أراضي روسيا إلى مراكزها الرمزية وقواعدها العسكرية، وهذه عملية حتمية وطبيعية وعادلة تماما، وذلك على الرغم من أن أوكرانيا لم تعلن مسئوليتها عن ضربات محددة بطائرات بدون طيار.

ووفقا لتقارير وسائل الإعلام الروسية التي رصدتها "بي بي سي"، كان هناك أكثر من ١٢٠ هجوما مشتبها بطائرات بدون طيار هذا العام في روسيا والأراضي التي تسيطر عليها روسيا في أوكرانيا.

تركزت يعض هذه الهجمات في منطقتي بريانسك وبلغورود في روسيا بالقرب من الحدود الغربية مع أوكرانيا، وكذلك في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا.

ووقعت سلسلة من الهجمات بطائرات مسيرة في منطقة موسكو في الأشهر الأخيرة، على بعد حوالي ٤٥٠ كيلومترا من الحدود، بما في ذلك موجة من الضربات في ٣٠ مايو دمرت عدة مبان.

تم إجبار الرحلات الجوية على تحويل مسارها من مطار فنوكوفو الدولي في موسكو بعد هجوم بطائرة بدون طيار في ٤ يوليو، كما تم إغلاقه لفترة وجيزة بعد هجمات الطائرات بدون طيار في ٣٠ يوليو. و١ أغسطس.

وكانت قد اتهمت روسيا، أوكرانيا بمحاولة قتل الرئيس فلاديمير بوتين في هجوم على مقر إقامته في الكرملين في ٣ مايو الماضي، وهو ما نفته كييف.

تم استهداف المنشآت النفطية والمطارات والبنية التحتية للطاقة في عام ٢٠٢٣، حيث أفادت "بي بي سي".

ومن جهتهم أعلن المسئولون الروس أن الهجمات المتكررة على منطقة العاصمة تعكس إخفاقات في الهجوم المضاد الأوكراني لاستعادة الأراضي التي تحتلها روسيا.

المسيرات تشكل تهديدا لعمق الأراضي الروسية
ونقلا عن "BBC"، يقول الخبراء إن الطائرات بدون طيار التي يتم إطلاقها من أوكرانيا يمكن أن تصل إلى عمق الأراضي الروسية، وحتى موسكو، التي تبعد حوالي ٤٥٠ كيلومترا عن الحدود.

وعبر وزير التحول الرقمي الأوكراني ميخايلو فيدوروف عن فخره بطائرة أوكرانية بدون طيار تسمى R18 يمكنها الطيران من كييف إلى موسكو والعودة، لكنه نفى أنه كان يدعو إلى شن ضربات بطائرات مسيرة على موسكو.

الاتحاد الأوروبي وأمريكا على الخط
ذكرت وكالة الأنباء الروسية الرسمية تاس يوم الثلاثاء، أن الاتحاد الأوروبي حث روسيا على عدم تصعيد الأعمال العدائية في أوكرانيا، بعد أن شنت كييف هجوما بطائرة بدون طيار على وسط موسكو.

ونقلت الصحيفة عن المتحدثة باسم الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي نبيلة مصرالي قولها في مؤتمر صحفي في بروكسل إنه يجب ألا تستخدم روسيا هذا ذريعة لمزيد من التصعيد، مضيفة أن الاتحاد الأوروبي ليس لديه معلومات مستقلة عن منشأ الطائرات المسيرة وتفاصيل الحادث، كما وشددت على أن أوكرانيا يجب أن تستخدم الأسلحة التي قدمها الاتحاد الأوروبي فقط للدفاع عن أراضيها.

وتابعت: "المعدات التي قدمتها الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى أوكرانيا من خلال مرفق السلام الأوروبي لا يمكن استخدامها إلا للدفاع عن وحدة أراضي وسيادة أوكرانيا".

من جانبها عبرت الولايات المتحدة عن عدم موافقتها على تصرفات كييف، قائلة إنها لا تدعم الهجمات داخل روسيا بعد سؤالها عن الهجوم، بحسب رويترز، حيث قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير للصحفيين في مؤتمر صحفي: "بشكل عام، نحن لا ندعم الهجمات داخل روسيا".