علَّق الدكتور جاسم محمد رئيس المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب بألمانيا، على أحداث حرق المصحف الكريم والإستفزازات المستمرة ضد المسلمين في عدة دول أوروبية، قائلا: إن عمليات حرق نسخ المصحف في السويد والنرويج ودول أوروبية أخرى يصب في صالح الجماعات اليمنية المتطرفة، وكذلك الجماعات الإسلاموية المتطرفة، ويعمل على تصاعد الإسلاموفوبيا بدون شك، وهنا أود أن أذكر أن الجماعات اليمنية والجماعات الإسلاموية يتغذى كل منها على الآخر، وهي ممكن أن تصعد من الإسلاموفوبيا.
وأضاف "رئيس المركز" في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن تكرار هذه الأعمال مثل حرق القرآن في السويد، وذلك يعود للدستور والقانون فما زالت السويد لا تفصل ما بين ازدراء الأديان وبين التعبير عن حرية الرأي، ويبدو أن السويد غير قادرة على تعديل القوانين والدساتير، وبعض التحليلات ترى أن السويد تحتاج على الأقل ثلاث سنوات لتعديل مثل هذا النوع من القوانين، فهي تحتاج لإجراء تصويت وربما استفتاء عام ثم التصويت في البرلمان، وهو يحتاج إلى سنوات وهو ما يجعل الأمر معقدا في السويد.
وتابع: لذا نرى الوضع الدستوري والوضع القانوني ملائمًا لمثل هذه الأفعال ناهيك عن الحكومة السويدية كونها حكومة يمينية ولديها مواقفها ضد الجاليات المسلمة، على الرغم من أنه لا توجد مشكلة بعينها مع المسلمين لكن يوجد توجه منذ سنتين أو ثلاثة لدى الحكومة السويدية وربما في بعض دول أوروبا، وبدأت تتقلص، وهو موضوع الهجرة وقد اتخذت مواقف في ترحيل المرفوضة طلباتهم، وأكدت الحكومة أن هذه السياسات لا تقصد المسلمين لكن بدون شك المسلمين هم أكثر شريحة تضررا.
وأشار "جاسم"، إلى أنه يجد أن لطبيعة المجتمع السويدي تأثير، وقد ذكرت بعض الإحصاءات أنه أكثر من خمسين بالمائة لا يؤمنون بالأديان السماوية وهو ما يشجع الحكومات في البقاء على نهج ربما لا تكون له حسابات في موضوع ازدراء الأديان، ومع ذلك فقد أصدر الاتحاد الأوروبي من خلال مسئول الشئون الخارجية بيانا أكد فيه على أن الاتحاد يحترم الأديان وقدسيتها ولا يشجع على ازدراء الأديان، كون مثل هذه العمليات يثير الكثير من الكراهية. وفي تقدير أن هذه العمليات مستمرة في النرويج والسويد وبعض دول أوروبا.
وفي تقرير بعنوان "محاربة التطرف: تداعيات حرق القرآن الكريم وتجديف الأديان" الصادر عن المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب في ألمانيا، أكد أن السويد تشهد أزمة دبلوماسية وسياسية مع أغلب دول العالم الإسلامي، بسبب منحها حق حرق نسخ القرآن الكريم أكثر من مرة على أيدي جماعات وعناصر متطرفة، تبحث الحصول على الأصوات والشعبية في المجتمع السويدي. وبالتوازي مع المشكلة الدبلوماسية التي تعيشها السويد، هي تعاني من أزمة أمن مجتمعي داخلي وسبقتها فرنسا عام 2015.
وجاء في التقرير أيضا، أن هيئة رئاسة المجلس المسيحي السويدي (SKR) أصدرت بيانًا جاء فيه "بصفتنا كنائس مسيحية، ندافع عن حق كل شخص في ممارسة عقيدته بغض النظر عن الدين. مؤكدة أن حرق القرآن يعد انتهاكًا متعمدًا لعقيدة وهوية المسلمين، لكننا نعتبره أيضًا هجومًا على جميع المؤمنين. لذلك نريد أن نعبر عن تضامننا مع المسلمين المؤمنين في بلادنا.