تولى البابا شنودة الثالث رئاسة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في عام 1971، وقاد الكنيسة لمدة 40 عامًا حتى وفاته في عام 2012. خلال فترة رئاسته للكنيسة، قام البابا شنودة بتعزيز التعليم الديني والثقافي داخل الكنيسة، وزاد عدد الأديرة والمدارس الدينية التابعة للكنيسة.
كما قاد البابا شنودة حركة الحوار الإسلامي المسيحي، وعمل على تعزيز العلاقات بين الطوائف المسيحية المختلفة في مصر والعالم العربي. وكان له دور كبير في إرساء الأسس للحوار الإسلامي المسيحي في مصر والشرق الأوسط.
يذكر أيضًا أن البابا شنودة قاد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية خلال فترة صعبة في تاريخ مصر، حيث شهدت البلاد عدة أحداث سياسية واجتماعية هامة، وقام بالعمل على تحسين الأوضاع داخل الكنيسة وخارجها، ودعم الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار في البلاد.
البابا شنودة ودوره في السياسة المصرية،،،،
خلال فترة رئاسة البابا شنودة الثالث للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، شهدت مصر العديد من الأحداث السياسية الهامة، من بينها:
1- حرب أكتوبر 1973: كانت حربًا بين مصر وإسرائيل في أكتوبر 1973، وشهدت مصر نصرًا عسكريًا هامًا في هذه الحرب.
2- مؤتمر القمة العربي الأول: عُقد في الخرطوم في عام 1964، وكان البابا شنودة حاضرًا في المؤتمر كممثل للكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
3- اغتيال الرئيس أنور السادات في عام 1981: كان البابا شنودة حاضرًا في جنازة الرئيس السادات وقام بالدعاء من أجل روحه.
4- محاولة اغتيال الرئيس السابق محمد حسني مبارك في اديس ابابا عام ١٩٩٥
5- ثورة 25 يناير 2011: كانت ثورة شعبية ضد النظام السابق في مصر، وشهدت العديد من الاحتجاجات والتظاهرات في مختلف أنحاء البلاد.
وقد قام البابا شنودة الثالث بإصدار بيانات عدة بشأن الأحداث السياسية المهمة في مصر والعالم العربي، مثل الحرب العراقية والصراع الفلسطيني الإسرائيلي وكان له موقف سياسي واضح من زيارة المسحيين الى القدس وغيرها. كما قام بدعوة المصريين إلى التضامن والوحدة الوطنية في مواجهة التحديات السياسية والاجتماعية.
وفي مواجهة الأحداث السياسية الهامة مثل حرب أكتوبر 1973 واغتيال الرئيس السادات في عام 1981، كان البابا شنودة يحث على الصلاة والتضرع إلى الله، وكان يطلب من مؤمنيه الصوم والصلاة والتكفير، وكان يدعوهم إلى المشاركة في العمل الخيري وتقديم المساعدة للمحتاجين.
ولكن بشكل عام، كان البابا شنودة الثالث يتجنب التدخل في السياسة بشكل مباشر، وكان يعتبر أن دوره الأساسي هو العمل على تعزيز القيم الدينية والمساهمة في بناء المجتمع الأرثوذكسي وتعزيز الحوار الإسلامي المسيحي.
البابا شنودة وخطبه الاربعاء،،،
البابا شنودة يتحدث عن الأحداث السياسية الهامة التي شهدتها مصر في عظه الاربعاء من كل اسبوع وكان الجميع ينتظر تعليق البابا على الموضوعات المطروحة من كل اسبوع والجميع ينتظر الاجابة على الاسئلة المطروحة ومازلنا نتمتع بتسجيلات الاربعاء بما فيها من ضحيكات وخفه دم البابا المعروفة لدي الجميع.
تأثير البابا شنودة على المجتمع المصري خلال فترة حكمه،،،
كان للبابا شنودة تأثير كبير على المجتمع المصري خلال فترة حكمه. فهو كان يتمتع بسلطة دينية كبيرة وتأثير واسع في مصر والشرق الأوسط، وكان يعد أحد الشخصيات الدينية الأكثر تأثيرًا في المنطقة.
وقد قاد البابا شنودة حركة التجديد داخل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وعمل على تعزيز التعليم الديني والثقافي داخل الكنيسة، وزاد عدد المدارس والأديرة التابعة للكنيسة.
وكان له دور هام في تعزيز الحوار الإسلامي المسيحي والوحدة الوطنية في مصر. كما كان يشجع المؤمنين على العمل الخيري وتقديم المساعدة للمحتاجين بغض النظر عن الدين، وكان يعمل على تطوير المجتمع المصري وتحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية.
وعلاوة على ذلك، فإن البابا شنودة كان يحظى بشعبية كبيرة بين المصريين، وكان يتلقى العديد من الزيارات من قادة سياسيين وشخصيات دولية، وكان يفتح الباب للحوار والتعاون مع الجميع، مما جعله يلعب دورًا هامًا في تعزيز العلاقات الدبلوماسية بين مصر والدول الأخرى.
بعض الإنجازات التي حققها البابا شنودة؟
حقق البابا شنودة الثالث العديد من الإنجازات خلال فترة رئاسته للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ومن بين هذه الإنجازات:
1- تأسيس المعهد القبطي للأرثوذكسية اللاهوتية: كان المعهد يهدف إلى تعليم اللاهوت والكتاب المقدس والتراث القبطي للشباب والراغبين في دراسة اللاهوت.
2- إصدار ترجمة جديدة للكتاب المقدس إلى اللغة العربية: وهي ترجمة تعتمد على الأصول الأصلية للكتاب المقدس.
3- تأسيس جامعة الأنبا تكلا هايمانوت الحكومية: والتي تعد أول جامعة أرثوذكسية في الشرق الأوسط، وتقدم العديد من البرامج الأكاديمية والثقافية والدينية.
4- عقد المؤتمر الدولي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية: والذي عقد في عام 1974 وحضره ممثلون من جميع أنحاء العالم، وقد تم خلاله مناقشة العديد من القضايا الدينية والاجتماعية التي تواجه العالم.
5- إصدار العديد من الكتب والمؤلفات الدينية والثقافية: والتي تركز على اللاهوت والتراث القبطي والحوار الإسلامي المسيحي.
6- تأسيس العديد من المدارس والمشافي والمؤسسات الخيرية: والتي تعمل على تقديم الخدمات الاجتماعية والصحية والتعليمية للمجتمع.
7- تعزيز دور مدارس الأحد من كل اسبوع دخل كل كنيسة.
8- - خلق مناخ رياضي داخل الكنيسة وجعله تنافسيا بين المحافظات المختلفة.
9- امتدت أنشطة البابا شنودة إلى الكتابة في الصحافة وكان يكتب في جريدة الأهرام وقد منحته نقابة الصحفيين عضوية النقابة عام 1966م، وكان رقم عضويته 156.
كتب البابا القصائد الشعرية وكان لعدة سنوات محررًا ثم رئيسًا للتحرير في مجلة "مدارس الأحد".
10- هو أول من أهتم بالشباب ورسم أسقفًا عامًا للشباب وهو الأنبا موسى واسقفية لخدمة الشباب وتنتشر في عهده مؤتمرات خدمة الشباب بمصر وبلاد المهجر.
11- تضاعف في عهده عدد الإيبارشيات في مصر من 23 إلى 50 إيبارشية.
12- أول بابا في العصر الحديث يقوم بسيامة 117 مطرانًا وأسقفًا.
13- أول بابا يقوم بسيامة ألف وواحد (1001) كاهن للقاهرة والإسكندرية وبلاد المهجر.
14- أول بابا يقسم القاهرة إلى قطاعات جغرافية ويكلف أسقف عام برعاية كل قطاع .
15- أول بابا يقوم بسيامة كهنة لخدمة الإرشاد الروحي، وكهنة لخدمة المناطق العشوائية، وكهنة لخدمة الشباب، وكهنة لخدمة التربية الكنسية.
16- أول بابا يقوم برسامة كهنة لخدمة الصم والبكم، وخدمة متحدي الإعاقة، وخدمة الذين ليس لهم أحد يذكرهم، وكهنة لخدمة دور الإيواء.
17- أول بابا يصدر قرارات بابوية بتشكيل مجالس الكنائس بالقاهرة والإسكندرية وبلاد المهجر.
18- أول بابا يحصل على جائزة اليونسكو للتسامح الديني.
19- أول بابا يقوم بسيامة أساقفة من جنسيات متعددة: منها الجنسية الفرنسية والهولندية والبريطانية والإريترية والسودانية…
20- أول بابا يقوم بسيامة مطران فرنسي وأسقف هولندي لرعاية الفرنسيين الأرثوذكس ومطران بريطانى لرعاية البريطانيين الأرثوذكس…
21- اول بابا يقوم بنشاء المركز الثقافي تحت رعاية الانبا أرميا
22- اول بابا يقوم بتدشين اكثر من قناة تلفزيونية دينية ارثوذكسية.
ويمكن القول إن بابا شنودة الثالث كان يعمل بجد لتعزيز التعليم والثقافة والدين في مصر والعالم العربي، وقد حقق العديد من الإنجازات التي تركت بصمة إيجابية في المجتمع المصري والمسيحي بصفة خاصة.. تحيه وحب من صاحب هذه الكلامات التي عجز لساني عن وصف شخصية مثل البابا شنودة فكل هذا لاشئ مقابل ما فعله أبينا البطريرك ال ١١٧ …
مايكل جورج باحث سياسي