دعا رئيس الوزراء اللبناني المؤقت نجيب ميقاتي الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم الخميس، للمطالبة بإنهاء الوضع المضطرب في أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في البلاد - مخيم عين الحلوة -، محذرا من أن القوات اللبنانية قد تتدخل لوقف القتال الذي خلف العشرات من القتلى والجرحى.
جاءت مكالمة ميقاتي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد أيام من الاشتباكات المتقطعة بين الفصائل الفلسطينية في مخيم عين الحلوة للاجئين بالقرب من مدينة صيدا الساحلية الجنوبية.
ووصف ميقاتي القتال بأنه "انتهاك صارخ للسيادة اللبنانية"، وقال إنه من غير المقبول أن تقوم الفصائل الفلسطينية المتحاربة بـ "ترويع اللبنانيين وخاصة أبناء الجنوب الذين احتضنوا الفلسطينيين لسنوات عديدة"، بحسب بيان صادر عن مكتبه.
وجاءت دعوته مع عودة الهدوء الحذر إلى المخيم والمنطقة المحيطة الخميس بعد تجدد الاشتباكات.
وشهد أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان، والذي يقطنه نحو 50 ألف شخص، منذ يوم الأحد معارك ضارية بين حركة فتح التي يتزعمها عباس والجماعتين الإسلاميتين جند الشام وشباب المسلم.
واتهمت فتح الإسلاميين بقتل قائد عسكري من فتح بالرصاص ابو اشرف العروشي في المخيم يوم الأحد.
وأسفرت الاشتباكات حتى الآن عن مقتل أكثر من عشرة أشخاص وإصابة العشرات وتشريد الآلاف.
وفي مدينة صيدا، خارج حدود المخيم، لجأ نحو 100 من سكان المخيم ممن فروا من الاشتباكات إلى مسجد قريب يوم الخميس، وقال الشيخ أحمد نادر إن حوالي 2000 شخص لجأوا إلى المسجد منذ بداية الاشتباكات.
وفي تصريحات صحفية نشرتها وكالة أسوشيتيد برس قال الدكتور رياض أبو العينين، رئيس مستشفى الهمشري قرب المخيم، إن المستشفى تسلمت جثة شخص قُتل في اشتباكات ليل الأربعاء، ليرتفع العدد الإجمالي للقتلى في المعارك إلى 13، مع العشرات من الجرحى.
وقال إنه في حال استمرار الوضع "لن يؤثر ذلك على عائلات المخيم فقط بل على كل الأهالي في صيدا، خاصة أن عدة قذائف صاروخية وأعيرة نارية أصابت مناطق سكنية في المدينة".
وأكد ماهر شبيطة زعيم فتح في منطقة صيدا مقتل أحد عناصر الجماعة في اشتباكات ليل الأربعاء.
وقال إن مقاتلي فتح دافعوا عن أنفسهم بعد أن هاجمت الجماعات الإسلامية أحد مراكز فتح في المخيم، منتهكة بذلك اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه يوم الاثنين، فيما وصفه بأنه جزء من "مشروع تدمير المخيم وتحويله إلى معسكر من المسلحين، ربما معسكر للإرهابيين".
وأشار إلى أن الفصائل الفلسطينية في المخيم شكلت لجنة تحقيق لتحديد المسؤول عن مقتل العروشي وتسليمهم للقضاء اللبناني لمحاكمتهم.
لا يدخل الجيش اللبناني بشكل عام المخيمات الفلسطينية التي تسيطر عليها شبكة من الفصائل الفلسطينية، ولم يلعب دورًا فاعلًا في الصراع في عين الحلوة.
في عام 2007، حارب الجيش اللبناني متطرفين إسلاميين في مخيم فلسطيني آخر، نهر البارد في شمال لبنان، ودمر معظم المخيم في هذه العملية.
وقال إلياس فرحات، وهو لواء متقاعد من الجيش اللبناني يعمل الآن باحثًا في الشؤون العسكرية، إنه من غير المرجح أن يتدخل الجيش في اشتباكات عين الحلوة، لأن المقاتلين لم يستهدفوا بشكل مباشر الجيش، على عكس ما حدث في نهر البارد.