قال محمد سعد عبد الحفيظ، عضو مجلس نقابة الصحفيين، إن البابا شنودة كان رجلا مستقلا، ابتعد بنفسه عن السلطة منذ أن جاء على رأس الكنيسة المصرية، وكان له توجه عروبي بامتياز، ومواقفه الرافضة من التطبيع مع الاحتلال الصهيوني، ظلت موجودة في تاريخه كصفحة بيضاء يمكن الرجوع اليها في أوقات الهرولة.
وأضاف “عبد الحفيظ” فى تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن البابا شنودة كانت له معارك شرسة ومواقف سياسية مع الرئيس الراحل أنور السادات التي أدت إلى التحفظ عليه داخل الدير بسبب موقفه برفض مرافقة السادات في زيارته لإسرائيل وهو موقف يحسب له.
وأكد أن الكنيسة الأرثوذكسية ظلت لعقود طويلة تقاوم كل دعوات التطبيع مع الكيان الصهيوني، منذ سبعينات القرن الماضي، كما أعلن رفضه لزيارة الأقباط للقدس إلا بعد عودة كامل الحقوق إلى أصحابها، متحديا رأس الدولة الذي طلب منه أن يرافقه في زيارته إلى القدس عام 1977.
وتابع: عندما اثير التطبيع مع إسرائيل لفتح الباب لذهاب المصليين إلى القدس رفض البابا شنودة وكانت له مواقف قاطعة وقال لا أذهب إلى القدس إلا مع اخواتي المسلمين، لذا اطلق على البابا شنوده بابا العرب لتوجهاته القومية العروبية، وستظل هذه المواقف صفحة في سجل حافل بالمواقف المشرفة.
ونوه عبدالحفيظ بأن الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل ذكر في كتابه «خريف الغضب» تفاصيل تلك الواقعة فيقول: «أخطر السادات البابا بأنه أما وقد تم الصلح مع إسرائيل وتحقق السلام، فيسعده أن يبلغه بأن طريق الحج إلى الأماكن المقدسة أصبح مفتوحًا»، لكن البابا رفض هذه الفكرة، ورد على رُسل السادات قائلا "أرجوكم إبلاغ الرئيس أنني لا أرى الوقت مناسبًا لتنفيذ اقتراحه"ن، ولم يكتف البابا بهذا الرد، وفقا لرواية هيكل، وإنما وجه نصيحته إلى عدد من الأقباط البارزين فى مجال السلطة بأن يقللوا من ظهورهم فى مجال العلاقات مع إسرائيل، لأن هذا من شأنه أن يحدث ردود فعل غير ملائمة لوضع الأقباط، ليس في مصر وحدها، ولكن فى العالم العربى كله.
وذكر عضو مجلس نقابة الصحفيين أنه في وقت لاحق سألت إحدى الصحف البابا شنودة عما إذا كان يقبل بتدويل المدينة، فأجاب:"القدس قبل الاحتلال الإسرائيلي كانت مدينة عربية، وإذا تم تدويل القدس، فمعنى هذا أن العرب قد تنازلوا بالتمام عن حقهم فيها، وتنازلهم عن حقهم فى القدس يتطور إلى طلب إسرائيل فى أن تظل يهودية".
وفي نهاية السبعينيات سافر البابا شنودة إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، والتقى هناك الرئيس الأمريكي جيمي كارتر الذي بادره بسؤال: «لماذا ترفض زيارة إسرائيل.. أوليس اليهود شعب الله المختار؟» فرد البابا: "إن اليهود ليسوا شعب الله المختار وإلا ماذا نسمى الكنيسة المسيحية؟، فإذا كنا نعتقد أنهم شعب الله المختار فمعنى ذلك أننا المسيحيين لسنا مختارين من الله بالمرة".
واكمل: في موقع آخر قال: "لن أزور القدس إلا مع شيخ الأزهر، ثم عاد وأكد أنه لن يزورها حتى لو ذهب شيخ الأزهر، مختتما لذا فهو يستحق لقب بابا العرب لتوجهاته القومية العروبية.