قال الكاتب الصحفي يحيى قلاش نقيب الصحفيين الأسبق، إن علاقة البابا شنودة بالنقابة والمهنة كانت لها خصوصية لديه، حيث إنه كان عضوا بنقابة الصحفيين، وكان بجدول المنتسبين بالنقابة عن جريدة وطني، ورقم عضويته 4.
وأوضح “قلاش” فى تصريح خاص لـ"البوابة نيوز": ظلت النقابة محافظة على عضويته، حيث أنه كان هناك تقليد سنوى يتمثل في تقديم كارنية النقابة للبابا في مقر إقامته بوادى النطرون، مشيرا إلى أنه كان لقاء سنوي مفتوح يضم أعضاء من مجلس النقابة ووكيل النقابة المرحوم جلال عيسى وأعضاء من الجمعية العمومية من الشخصيات العامة من بينهم جلال عارف وسمير تادرس، مع قداسة البابا وكان من أهم اللقاءات المفتوحة التي يتم عقدها معه.
وأكد أن البابا شنودة يتمتع بثقافة موسوعية وموقف واضح وصلب بما في ذلك القضايا القومية والوطنية وفي مقدمتها رفض التطبيع، وكان مؤيدا لنقابة الصحفيين في رفض التطبيع وعدم زيارة الأقباط إلى القدس إلا مع أخوتهم المسلمين وعدم زيارة القدس إلا بعد تحريرها.
وتابع: إن من سماته الشخصية سرعة البديهة وخفة الدم وإبداء الرأي بطريقة خفيفة، لافتا إلى أن قداسته كان يحمل تقديرا خاصا لنقابة الصحفيين، وأنه كان لديه مواقف بعينها منها، مثل ما حدث في جريدة "النبأ" ومحاولتها الاساءة إلى الكنيسة المصرية، ووقتها قرر مجلس النقابة آنذاك القيام بزيارة للكاتدرائية بالعباسية ولقاء البابا شنودة وأعضاء المجلس الملي في ٢٠ / ٦ / ٢٠٠١ وذلك للتعبير عن تقدير الصحفيين لرابطة المحبة، والإخاء التي تجمع بين عنصرى الأمة من المسلمين والمسيحيين وحرصهم على تأكيد اعتزازهم بالمقدسات المسيحية ورفض أي إساءة لهم.
وأوضح، في بداية اللقاء الذي استغرق ساعتين رحب قداسة البابا بوفد النقابة وقدم شكره وشكر الكنيسة المصرية لموقف النقابة من الأزمة التي نجمت عما نشر بصحيفتي "النبأ" و"آخر خبر" وتقديره الشخصي لما اتخذته النقابة من قرارات مسئولة، حيث كان لأعضاء مجلس نقابة الصحفيين وقفة حاسمة ضد أي محاولة لاستثمار هذه الأزمة في افتعال الفتنة بين أبناء الوطن الواحد وكذلك إدانتهم لهذه النوعية من الأداء الصحفى، وأنها سوف تقف بالمرصاد للحيلولة دون تكرار هذا النمط الخارج على أخلاقيات المهنة وأصولها، وأنه في ۲۲ يـونيـو قـرر مجلس نقابة الصحفيين، شطب اسم كل من ممدوح مـهـران عبداللطيف، رئيس تحرير جریدتی، « النبأ » و« آخر خبر »، وحاتم ممدوح مهران المحرر بهما من جداول النقابة وإبلاغ لجنة القيد باتخاذ الإجراءات التنفيذية لذلك.
وذكر الكاتب الصحفي يحيي قلاش موقفا آخر للبابا شنوده في يناير عام 2004 عندما تعرض الصحفي الزميل مصطفى سليمان والصحفية الزميلة نشوى الديب بجريدة العربي للاعتداء من قبل المتظاهرين داخل الكاتدرائية المرقسية، وحضر إلى مقر نقابة الصحفيين وفدا من قيادات الكنيسة نيابة عن البابا شنوده الثالث بطريرك الكرازة المرقسية، ضم كلا من الأنبا موسى أسقف الشباب، والأنبا أرميا سكرتير البابا، للقاء جلال عارف نقیب الصحفيين وعدد من أعضاء مجلس النقابة، أعربوا خلاله عن تقديرهم وإعزازهم لنقابة الصحفيين ودورها الوطني والقومي الذي لا يعتبر غريبا عليها، كما أبلغه تقديره الشخصي لجموع الصحفيين، وأبلغ الأنبا موسى تقدير البابا شنوده لموقف النقابة ورفضه القاطع لأي اعتداء على الصحفيين، كما أعرب الأنبا موسى على الآسف العميق لما جرى خلال الأحداث الأخيرة من قيام بعض المتظاهرين بالاعتداء على الصحفيين.
وأكد يحيي قلاش أن البابا شنودة أصدر تعليماته الفورية بالتحقيق في الواقعتين عندما تلقى خطابًا بهما من النقيب، فضلا عن إرساله وفدا من الكنيسة إلى مقر النقابة للتعبير عن تقدير الكنيسة لدور النقابة وعن أسفنا لما حدث، لافتا إلى أن جلال عارف أعرب حينها عن تقديره للدور الوطني للكنيسة المصرية، وقال إنه كان يدرك تمامًا أن البابا لن يقبل بأي تجاوزات بشأن الصحفيين وأن ما حدث هو موقف عابر، كما أكد على استمرار دور النقابة في دعم أواصر الوحدة الوطنية على قاعدة حقوق المواطنة لكل مصري.