الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

البابا شنودة ورموز الإعلام المصري.. تصريحات ما بين السياسة والعقيدة والرياضة وحب الوطن

البابا شنودة الثالث
البابا شنودة الثالث
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تحل اليوم ٣ أغسطس الذكرى المئوية لميلاد قداسة البابا شنودة الثالث، معلم الأجيال، وبابا العرب، ورجل الحكمة، وبطريرك الكنيسة الأرثوذكسية المصرية.
ولد عام ١٩٢٣م في اليوم الثالث من شهر اغسطس، قرية السلام، محافظة أسيوط.
سترصد البوابة نيوز خلال هذه السطور أشهر اللقاءات الإعلامية لقداسة البابا شنودة الثالث، مع عدد من أشهر الإعلاميين، والصحفيين، كما سنلقي الضوء على مقالاته الصحفية بالجرائد الحكومية، ونكشف عن القصائد، والأشعار الروحية التي قام بتنظيمها، مع بعض من أهم كتبه التي قام بتأليفها، وبين كل هذا مواقف، وحكايات، وطرائف كان قداسته بطلها، وصاحب قصتها.

تنيح، وفارق عالمنا عن عمر يناهز 89 عاما، يوم السبت ١٧ مارس عام ٢٠١٢، وجاء البيان الرسمي للنياحة وقتها ( المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية يودع لأحضان القديسين معلم الأجيال قداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، نياحا لروحه والعزاء للجميع).

جلس قداسته على كرسي البابوية لمدة ٤١ عاما، منذ ١٤ نوفمبر عام ١٩٧١م، وحتى ١٧ مارس ٢٠١٢، كان يدعى نظير جيد روفائيل قبل الكهنوت، ولد في ٣ أغسطس ١٩٢٣م، قرية السالم، محافظة أسيوط، تخرج من جامعة القاهرة،جامعة الملك فؤاد الأول وقتها، كلية الأداب، ثم التحق بالكلية الإكليركية، كلية اللاهوت القبطي، وحصل على جائزة القذافي لحقوق الإنسان، وكان سبب الوفاة قصور كلوي حاد، ودُفن في دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، ويذكر أنه تم نقل جثمانه بطائرة عسكرية بقرار من المشير طنطاوي إلى الدير، حيث وصيته بأن يدفن، ودفن في تابوت أهداه له البابا بندكت ال ١٦ الڤاتيكاني.

(لقاءات إعلامية)

ويأتي أبرز لقاء للبابا شنودة مع فضيلة الشيخ الشعراوي حينما زاره الأخير في الكاتدرائية بعد عودته من رحلة علاجية بلندن، والتقى فيها الاثنان بأحضان قوية، وتحية حارة، وقال البابا لفضيلته: "توجد مساحة واسعة مشتركة بيننا نستطيع أن نعمل من خلالها، ليس فقط ضد الملحدين، إنما أيضا ضد المنحلين أخلاقيا، واجتماعيا، وفكريا، لأن الناس حاليا يستغلون حرية الفكر بأن ينحرفوا به".

ليرد فضيلته: "لو كانوا عبيدا لفكر واحد لأراحهم الله من حرية الفكر هذه".

وقال البابا أيضا لفضيلته: "الإنسان يحتاج إلي صيانة، ويظن أنه لا يحتاج"، ليرد فضيلة الشيخ الشعراوي: "هذا هو الجهل المركب، فالذي يعطي العمى حقه يفتّح، ومن يظن أنه مفتح يقع "، وكان من أقوى كلمات الشيخ الشعراوي لقداسة البابا في هذا اللقاء قول فضيلته: "زيارتي للبابا في الكاتدرائية كان لابد أن تكون قبل هذا بكثير، لكن أعتقد أنها جاءت مع محنتي المرضية كمنحة لي من الله.

ويذكر أيضا أن قداسته كان قد أرسل باقة شوكولاتة لفضيلة الشعراوي وقت ما كان بلندن بعد إجراءه عمليه جراحية، وحال عودة فضيلته لمصر وزيارته للكاتدرائية قدم له البابا الشوكولاته فقال له فضيلته: "هذه ليست مثل التي أرسلتها لي في لندن"، ليتبع ذلك موجة من الضحك بينهم، وبين الحاضرين.

(مع عمرو أديب)

ويأتي لقاء أخر لقداسته مع الإعلامي عمرو أديب الذي افتتحه بمقدمة عن البابا شنودة قائلا عنه: "شخصية تاريخية، قلما في هذا العصر أن يكون بيننا شخصية تاريخية، وواحد من هذه الشخصيات هو ضيف حلقتي اليوم".

 وتابع الإعلامي عمرو أديب: "هذا الرجل اتسم بحكمة، وذكاء، عرف عنه النضال، والتعب، وحتى السجن، هذا الرجل لا زال يشقي حتى الأن، عندما يمرض، وعندما أيضا يكون بصحة جيدة، ويستقبل الجميع، مسيحي مصر ومسلميها"، وألقى قداسة البابا في هذا اللقاء الضوء على شائعة طالته حيث قال: "قالوا عني أنني أصاب بإغماء، وفي الحقيقة لم يحدث لي إغماء ولا مرة واحدة من قبل"، ليطرح الإعلامي عمرو أديب عليه شائعة أخرى سائلا إياه: "وقالوا أيضا البابا مصاب بأمراض في الكبد" ليرد قداسته: "لم يحدث هذا أبدا أيضا، قالوا أنني أصبت بنزيف في الكبد، وكل هذا غير حقيقي"، وأوضح أن مثل هذه الشائعات قد تعود إلي بعض الصحف التي تحب افتعال الإثارة. 

وفي هذا اللقاء أيضا سأله الإعلامي عن الموت قائلا: "عندما يذكر الموت، فيما يفكر البابا شنودة، هل يخاف؟." فيرد قداسته قائلا: "يخاف الموت من لا يستعد له، أما الموت هو جسر ذهبي بين الحياة الحاضرة، والحياة الأخرى لكن لمن يكون مستعدا له".

(لقاء مع لميس الحديدي)

أما عن اللقاء الثالث فنذكر لقائه مع الإعلامية لميس الحديدي عام 2011 بدأته الإعلامية قائلة: "أحمل أسئلتي إلي رجل حكيم، يجلس على رأس الكنيسة الأرثوذكسية منذ أربعين عاما، تعد هذه المرة الرابعة التي ألتقي فيها بهذا الرجل شديد الحكمة." وفي هذا اللقاء ركزت الإعلامية على مطالبات أقباط المهجر بتدخل الكونجرس الأمريكي لحل أزمات الأقباط داخل مصر من خلال لجان دولية، سائلة قداسته:"ما رأيك في هذا الأمر؟." وأجاب بكل حكمة: "لسنا في حاجة إلي أقباط يدّولون الأزمات، وما يحدث في مصر يعرفه العالم كله، وليس في حاجة إلي تدخل أطراف لتوضيح مشاكل أقباط مصر" وتابع قداسته: "ونحن نشكر كل من الدولة، والشعب بكل طوائفه، ووسائل الإعلام، نشكرهم من قلوبنا، ولايمكن أبدا أن ننكر تعاطف الجميع معنا في حادثة الأسكندرية" كما سألته الإعلامية في هذا اللقاء عن شائعة مقابلته للمحامي موريس صادق، والذي ُعرف عنه مواقفه المتعصبة تجاه المسلمين، سائلة قداسته: "هل قابلت موريس صادق في واشنطن كما سمعنا؟." ليرد بكل حسم: "ولا أعرف شكل موريس صادق، ولا شوفته، ولا قابلني، أسمع عنه، لكن لم ألتقي به أبدا، لدرجة أنه لو أتاني من بين ثلاثة لن أعرف من هو منهم" وتابع قداسته: "حتى شائعة طلبه مقابلتي لم تحدث، كله مجرد كلام صحف يكتب بلا حساب وبلا مبالاه." وأكد قداسته أن مطالبات موريس صادق بدولة قبطية داخل مصر مجرد رأي فردي لا يسانده أي من جمعيات قبطية ولا الكنيسة القبطية المصرية، ويستحيل على الكنيسة أن تفكر في أمر كهذا.

صور لقاءات البابا الإعلامية

(لقاء مع مفيد فوزي)

ولقاء رابع كان مع الإعلامي والصحفي مفيد فوزي، وسأل قداسته عن مهاجمة الأنبا بيشوي الكنيسة الإنجيلية وما رأي قداسته في هذا، فقال قداسته: "أعلم أن البروتستانت غاضبين من الأنبا بيشوي، وفي هذا التوجه أنا رفضت مسمى هذا المؤتمر الذي دعي بتثبيت العقيدة، كما لو كانت العقيدة غير ثابتة".

(لقاء مع سمير صبري)

ولقاء خامس كان مع الإعلامي والفنان الشامل سمير صبري، ودار هذا اللقاء عن الموهبة الشعرية لقداسة البابا، سائلا قداسته: "العامية أيضا يحبها البابا، أم عشقك للغة الفصيحة فقط لا يجعلك تتذوق الأشعار العامية؟." فقال قداسته: "الشعر العامي كنت أعرفه جيدا، وكنت أنظم فيه بالعامية، مثل ما يسمى بالزجل، وما يسمى بالشعر الفكاهي، وحتى ما يسمى بالموال." وفي هذا ذكر قداسته موقف مع شخص كان دائما له طلبات ملحة ثقيلة على قداسته لدرجة كان يتدخل البعض لإخراجه من محضر البابا فكتب في هذا الرجل شعرا عاميا قال فيه:"جاني فلان وقال أني أنا وحشته، وقعد يطلب طلبات وجت الناس وحاشته، وأخرجوه من أجل ثقالته ووحاشته، فمشي وأخد عزاله، وحاجته." ليدخل بعدها الإعلامي سمير صبري في موجة من الضحك، قال عقبها البابا: "هذا ما يعرف بالكلمة التي لها أكثر من معنى، وكل معنى يجلس بجوار الأخر يداعبه مداعبة شعرية." وأيضا سأله سمير صبري عن توجهاته ال ُكروية، قائلا: "ألا يحب قداستك الأهلي أو الزمالك؟ فأجاب البابا: "أه طبعا، أعجبت بأن الزمالك بقى بطل أفريقيا، وأهنيء لاعبيه بأنهم رفعوا اسم مصر، والأهلي أيضا صاحب بطولات سابقة، الإسماعيلي أيضا، كما ظهرت فرق جديدة مثل إنبي، واتابعه حيث صعد سريعا، وأثبت وجوده." وأكد قداسته أنه في الكهنوت لا يوجد أي اهتمامات كروية تشغلهم عن الحياة الروحية.

(مع خالد صالح)

وحظي أيضا الإعلامي والصحفي خالد صالح،رئيس تحرير اليوم السابع سابقا، ويشغل حاليا منصب مساعد لرئيس مجلس إدارة الشركة لقطاع الصحف والمواقع الإلكترونية، فرصة لإجراء لقاء إعلامي مع قداسة البابا شنودة، وأبرز ما جاء في هذا اللقاء أولها سؤال خالد صالح لقداسته: "ما أكثر ما تشتاق إليه في مصر وأنت في رحلاتك الخارجية؟." ورد قداسته قائلا: مصر دي لي فيها ذكريات في كل مكان، ومع كل شخص، سواء مسلمين أو مسيحيين، كلهم أحباء لي." وسأله أيضا عن صباه في محافظة أسيوط وأجاب قداسته: "كنت طفل صغير، ولدت يتيما، توفيت والدتي ولم أرضع منها، وكان والدي يعطف عليا جدا، وذهبت إلي المدرسة في سن 5 سنوات، وعندما أعود من المدرسة يسألني والدي حفظت ألف باء يا نظير أقوله لسه يابوي." وتابع قداسته: "ثم أخذني أخي الأكبر من أسيوط لأذهب معه إلي دمنهور، وهناك درست سنة تسمى بالتحضيري، ونجحت في أولى إبتدائي، ثم ذهبت إلي الإسكندرية، أخذت تانية وتالتة إبتدائي، وبعدها رجعت إلي أسيوط." وذكر قداسته في هذا اللقاء أنه كان له أخ أكبر منه يدعى شوقي وُرسم كاهنا بإسم أبونا بطرس جيد. وسأله الإعلامي خالد صالح عن موعد قراره بالرهبنة، فقال قداسته: "فكرت في الرهبنة، وأنا في أواخر دراستي الجامعية، وبعد تخرجي درست الدراسة اللاهوتية، وتخرجت من الكلية الإكليريكية، وعينت في هيئة التدريس بها، وانتظرت لحين الوقت المناسب سنة 54 وكان عمري 31 عاما عندما ترهبنت.

(مع محمود سعد)

ونورد اللقاء الأخير هنا لقداسته مع الإعلامي محمود سعد، وكان خلال برنامج البيت بيتك، تاركين لقاءات عديدة لايمكن حصرها في أسطر، ودار في هذا اللقاء حوار عن الخنازير، وقرار الحكومة بذبحها عقب انتشار ڤيروس انفلونزا الخنازير وقتها، حيث سأله الإعلامي بكل صراحة هل الخنازير محرمة في المسيحية، ليجيب قداسة البابا قائلا: "كانت محرمة في العهد القديم، وفي العهد الجديد لم يتم تحريمها ولا تحليلها، لكننا كأقباط لا نحبذ أكلها لما لها من مخاطر صحية، يمكن أن تصيب الإنسان بالدودة الشرطية، وأمراض أخرى، ولسنا معتادين عليها هنا في مصر." كما سأله محمود سعد عن رأيه في عالقة الدين بالسياسة، وأوضح قداسته قائلا: "نحن كرجال دين نرفض التدخل في السياسة، ولا نعمل أو نتحرك بالسياسة، وليس لدينا وقت لها. وتابع قداسته: "لكن نحن علينا واجبات في السياسة، مثل الذهاب إلي الانتخابات، كما نشارك في جميع النواحي الوطنية التي يظن البعض أنها سياسة".

(مقالات صحفية في الجرائد الرسمية)

يعد قداسة البابا شنودة الثالث من الكتاب المتمرسين والمتميزين في أسلوب الكتابة، والبلاغة، وله في صحف كثيرة مقالات روحية عامية، استفاد منها المسلم والمسيحي، وحظيت جريدة الجمهورية بقلم البابا من سنة ١٩٧١ وحتى ١٩٧٢ وضع فيهم ٣٢ مقالا صحفيا روحيا، وبدأت هذه الفكرة منذ ١٤ عاما من سنة 1971 بعد حفلة تجلس قداسته على كرسي مارمرقس، حيث زاره مصطفى بهجت بدوي رئيس مجلس إدارة جريدة الجمهورية، وأحمد حمروش عضو مجلس الإدارة المنتدب، وطلبا منه تحرير مقال أسبوعي يُنشر في الجريدة صباح كل أحد، وبالفعل بدأ النشر تباعا في الصفحة رقم ٣، ولاقت كتابات قداسته رواجا كبيرا بين القراء من المسلمين والمسيحيين لدرجة دفعت الجريدة لزيادة نسخها حتى تغطي حاجة الجماهير.

ومن أشهر هذه المقالات التي حملتها أوراق الجمهورية مقالة بعنوان (الذاتية وإنكار الذات)، وأخرى بعنوان (محاسبة النفس)، و(لا تغط أخطائك بالأعذار)، و(فوائد النسيان)، و(بين الصمت والكلام).

 ولعل أجمل ما قاله في مقاله فوائد النسيان: "النسيان له مساويء، لكن ليس كل النسيان، فنسيان أخطاء الناس، يجعله يحب الجميع".

(قلمه على أوراق جريدة أخبار اليوم)

وفي جريدة أخبار اليوم نشر قداسته مقالاته من عام ٢٠٠٥ وحتى عام ٢٠٠٧ حررت خلالها ٩٠ مقالة، لعل أشهرها المال الحرام في التجارة، والعولمة ومناقشة تأثيرها، الكآبة المؤقتة والمرضية، ورعاية الشباب، والصراحة، والوقت.

وجاء في مقالة الكآبة قوله هذا: "يأتي الاكتئاب للذين لا يعيشون في الواقع، بل يرفضونه، ولا يقبلون غيره سوى بديل خيالي لا يتحقق، فهم ثائرون على وضعهم، ولكنهم لا يحاولون تغييره بطريقة عملية توصلهم إلى ما يريدون، إنما يكتفون بالثورة، ويبقون حيث هم، في كآبة وفي سخط على كل شيء".

(سطوره في جريدة الأهرام)

وأيضا جريدة الأهرام نالت شرف تسطير كلمات البابا شنودة على مدار ٦ سنوات من عام ٢٠٠٦ وحتى عام ٢٠١١ نشرت خلال تلك المدة ٢٨٨ مقالة، ما بين روحية، واجتماعية، وأخلاقية، وشبابية، وكانت أشهرها أنصاف الحقائق، وتهنئة لجريدة الأهرام في عيدها المائة والثلاثين، والحرية، والغضب، والبطالة، جحيم الرغبات.

وجاءت في مقالة تهنئة البابا لجريدة الأهرام قوله: "يسرني أن أهنئ جريدة الأهرام على هذا الجسر الطويل الممتد الذي عبرته خلال ثلاثة قرون من الزمان، في عهود تنّوع حكامها من خديوى، إلى سلطان، إلى ملك، إلى رئيس جمهورية.

وقد زارها ثلاثة من رؤساء جمهوريتنا: جمال عبد الناصر، وأنور السادات، وحسني مبارك. وجلسوا في مكاتبها، وتحدثوا إلى محرريها، وامتدحوا خط سيرها الذي تحّول باستمرار إلى الأفضل." وجاءت في مقالة البطالة، وعن حلولها قوله: "يلزم لذلك مؤتمر أو اجتماع يضم كافة التخصصات من رجال الدولة، ورجال العلم والاجتماع والاقتصاد والعمل، ومن كبار المفكرين لكي يدرسوا كيف يمكن أن يوجدوا عملا لملايين العاطلين؟ وما هي المشروعات النافعة؟ وماذا تكون مصادر التمويل؟"

مقالات البابا في الجرائد

(أشعار وقصائد البابا شنودة)

قبل رهبنة قداسته، كان يكتب الشعر، ثم اتقنه أكثر من خلا كتاب قديم في الشعر، يسمى 'أهدى سبيل إلى علمي الخليل' لمحمود مصطفى، واتقن البحر، والقوافي، ونظم الشعر كافة، كتب بعض الأشعار وهو طالبًا وكانت عن الدراسة، وبعد رهبنته بدأ في كتابة قصائد روحية، وأشعار دينية تم ترتيل بعضها وإذاعتها، وصل عدد ما كتبه البابا من أشعار وقصائد حوالي ٤٢ قصيدة ما بين الفصحى، والعامية، ومن أشهر قصائده غريبا عشت في الدنيا والتي نظمها عام ١٩٤٦م، وقصيدة الأمومة والتي قال فيها عن الأم "سهرت في ارتياح ما شكوت أو وهنت"، ونظمها عام ١٩٤٩م، وقصيدة قم حطم الشيطان لا تبق لدولته بقية، وتم تلحينها، ونظمها عام ١٩٥١م، وقصيدة في جنة عدن التي تقول في مطلعها "تعالى الله مولانا وبورك حيثما كان"، ونظمها عام ١٩٥٤م، وقصيدة للكون إله الذي كتب في بدايتها "إن للكون إله، ليس معبودا سواه"، وقصيدة في حب مصر التي قال فيها "جعلتك يا مصر في مهجتي، وأهواك يا مصر عمق الهوى"، وأيضا قصيدة جغرافية فكاهية كتبها وهو طالب في السنة الأولى بكلية الأداب بعنوان "حاجة غريبة بادخلها بالعافية في مخي ما تدخلشي"، والتي نظمها عام ١٩٤٤م.

أشعار وقصائد البابا شنودة

(كتب قام بتأليفها)

وصل عدد الكتب التي قام قداسة البابا شنودة بتأليفها، والتي جمع معظمها من محاضراته، والاجتماعات الروحية التي ألقاها لحوالي ١٣٧ كتابا، ومنها كتاب إدانة الآخرين، وكتاب الأرواح بين الدين وعلماء الروح، وكتاب أيوب الصديق، وكتب اللاهوت المقارن والتي لاقت شهرة كبيرة، بجانب كتب سنوات مع اسئلة البابا، وكتاب شريعة الزوجة في المسيحية، وأهم مبادئنا في الأحوال الشخصية، وكتاب من هو الإنسان.

وعرف عن قداسته بحسمه الشديد في مسألة الأحوال الشخصية، حيث جاء في كتابه شريعة الزوجة الواحدة: "الزواج المسيحي هو اثنان فقط ذكر وأنثى، يجمعهما الله، في وحدة عجيبة لا يصبحان فيها اثنين بل واحد، ولا يستطيع إنسان أن يفرقهما، نعم، لا يستطيع جسد ثالث أن يدخل بينهما." وقال أيضا في مسألة الطلاق: "إذا ما اعتبر الطلاق باطلا، لسبب كونه لغير عله الزنا، وتبعًا لذلك اعتبر الزواج الأول ما زال قائما، وعلاقة الزواج بمن طلقها ما زالت علاقة زوجية لم تنفصل، فإنه إن تزوج غيرها ل يزن ِعليها، وكلمة "عليها" تدل على ُجرم هذا الذي أتخذ زيادة علي زوجته الواحدة، التي لاتحل له زوجه أخرى عليها".