تحل اليوم 3 أغسطس الذكرى المئوية لميلاد البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وسائر بلاد المهجر، وهو البابا رقم 117، وكان أول أسقف للتعليم المسيحي قبل أن يصبح البابا، وهو رابع أسقف بعد البابا يوأنس التاسع عشر ومكاريوس الثالث ويوساب الثاني.
وبهذه المناسبة تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية ومصر بأكملها بالرجل الذي طالما وهب حياته لأجل خدمة هذا البلد الأمين وتأصيل روابط المحبة والإخاء والوحدة الوطنية.
ولم يقتصر الدور الوطني القومي لقداسة البابا شنودة الثالث، الذي رحل عن عالمنا قبل نحو 11 عاما، على أرض الكنانة مصر بل كان دائم الانشغال بالقضايا العربية ولا ينسى له التاريخ موقفه التاريخي من الاحتلال الصهيوني الغاشم للأراضي الفلسطينية، لدرجة أنه رفض منح تراخيص للمسيحيين لزيارة بيت لحم ما دام تحت براثن الاحتلال الإسرائيلي.
وربما يكون من قبيل المفاجأة أن تعلم أن البابا شنودة الثالث اشتغل بمهنة الصحافة وقد التحق بعضوية النقابة رقم 156 عام 1966، وذلك تقديرًا من النقابة لدوره الوطني في العديد من المواقف الوطنية، وممارسته للعمل الصحفي في بداية حياته العملية قبل الرهبنة.
ومن أشهر مقولات البابا شنودة الثالث المنشورة عنه:
إن اللَّـه يعطيك ما ينفعك، وليس ما تطلبه، إلاَّ إذا كان ما تطلبه هو النافع لك. وذلك لأنك كثيرًا مــا تطلــب مــا لا ينفعــك.
ليكن الخير طبعًا فيك. وليكن شيئًا تلقائيًا لا يحتاج إلى جهـد، مثلـه مثـل التنفـس عنـدك.
الضمير قاض يحب الخير ولكنه ليس معصومًا من الخطأ.
إذا كان القلب غير كامل فى محبته لله فإن إرادته تكون متزعزعة.
كما قدم البابا الكثير من العبارات التى تحوي إسقاطًا على الحياة الاجتماعية:
إن كنت تشكو من فشل يتعبك فى حياتك ارجع سريعًا إلى نفسك وفتش داخلك جيدًا وانزع الخبيث واصطلح مع الله وهكذا تعود لك البركة.
الإنسان العادل صاحب العقل الحر يقول عن الحق إنه حق ولو كان صادرًا من عدوه، ويقول عن الباطل إنه باطل ولو كان صادرًا من أبيه أو أخيه.
ليس الطموح خطية بل هو طاقة مقدسة به يتجه الإنسان إلى الكمال كصورة الله.
اهتم بالروح وبالنمو الداخلى وبالفضائل المخفاة غير الظاهرة.
أتحب نفسك حسنًا تفعل بهذه المحبة قومها لترجع كما كانت صورة الله واحترس من أن تحب نفسك محبة خاطئة.
حياتك بكل طاقتها وزنة سلمها لك الله، لذلك يلزمك أن تنمى شخصيتك بصفة عامة لتتحول إلى شخصية قوية سوية سواء فى العقل أو الضمير أو الإرادة أو المعرفة أو الحكمة والسلوك أو الحكم على الأمور أو النفسية السوية.
نحن لا نحطم الطاقة الغضبية إنما نحسن توجيهها، لأن الطاقة الغضبية يمكن أن تنتج الحماس والغيرة المقدسة والنخوة، وإن تحطمت صار الإنسان خاملا.
"أريد أن أعطى قلبى لله"، أقول لك "اعطه فكرك أيضًا"، حسبما يكون قلبك يكون فكرك وحسبما يكون فكرك يكون قلبك، لذلك حسنًا قال الكتاب "تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل فكرك ".
هناك عقل يقوده مبدأ معين يؤمن به، فهو يعيش داخل هذا المبدأ، سواء كان سليمًا أم خاطئًا ولا يجب أن يتزحزح عنه، بل يظل حبيسًا فيه ويشكل هذا المبدأ هيكلًا أساسيًا لحياته.
يجب ألا تأخذ القوة أسلوبًا شمشونيًا أو عالميًا، ولا تعنى القوة الانتصار على الغير وإنما كسب الغير.
ليتنى يارب أنسى الكل، وتبقى أنت وحــدك تُشــبِع حيــاتى.. وأنت سائر فى الطريق الروحى احرص لئلا تكـبُر فى عينى نفسك فتسقط.
قابلت فى طريق الحياة أشخاصًا كل مواهبهم فى النقد وليس فى البناء. ينتقدون كثيرًا، ولا يفعلون شيئًا إيجابيا والنقد سهل، إنما الصعوبة فى البناء، من السهل أن تنقد قصيدة من الشعر، ولكن من الصعب أن تكتب بيتًا واحدا، وربما ينتقد الإنسان عن غير معرفة، وقد تشرح له الأمور فيعتذر ويقول "ما كنت أعرف قداسة البابا شنودة الثالث.
كل فضيلة خالية من الحب لا تحسب فضيلة.. ومصير الجسد أن ينتهى فياليته ينتهى من أجل عمل صالح.
ضع الله بينك وبين الضيقة فتختفى الضيقة ويبقى الله المحب.
ليس القوى من يهزم عدوه وإنما القوى من يربحه.
يقول قداسة البابا معزيا أهل المصائب:
(ربنا موجود - كله للخير - مسيرها تنتهى).
إن ضعفت يومًا فاعرف أنك نسيت قوة الله.
لا توجد ضيقة دائمة تستمر مدى الحياة لذلك فى كل تجربة تمر بك قل: مصيرها تنتهى، سيأتي عليها وقت وتعبر فيه بسلام، إنما خلال هذا الوقت ينبغى أن تحتفظ بهدوئك وأعصابك، فلا تضعف ولا تنهار، ولا تفقد الثقة فى معونة الله وحفظه.
النفس القوية لا تقلق ولا تضطرب، ولا تخاف، ولا تنهار، ولا تتردد، أما الضعيف فإنه يتخيل مخاوف وينزعج بسببها.
إن المؤمن لا يمكن أن تتعبه التجربة أو الضيقات.. ذلك لأنه يؤمن بعمل اللـه وحفظه، ويؤمن أن اللـه يهتم به أثناء التجربة، أكثر من إهتمامه هو بنفسه.. إنه يؤمن بقوة اللـه الذى يتدخل فى المشكلة. ويؤمن أن حكمة اللـه لديها حلول كثيرة، مهما بدت الأمور معقدة.
دائمًا الرب يرحم الضعفاء، أما الشخص الجبار العنيف القاسى الشديد، يكون بعيدًا عن رحمة اللَّـه. إلهنا هو إله الضعفاء. اختار اللَّـه ضعفاء العالم، ليخزى بهم الأقوياء.. القوى يعتمد على قوته، أما الضعيف فهو الذى يقف اللَّـه إلى جواره.
إن أردت أن تريح الناس؛ فافعل ذلك بالطريقة التى يرونها مريحة لهم، ليس حسب فكرك، لأنك ربما تحـاول أن تريحهـم بأسـلوب يتعبهـم.
إن لم تستطع أن تحمل عن الناس متاعبهم فعلى الأقل لا تكن سببا فى أتعابهم.
كن واقعيا فكر فى حل مشاكلك ولا تركز على الاكتئاب وإن لم تجد حلا لمشكلتك انتظر الرب أو احتمل وعش فى واقعك.
الحق اسم من أسماء الله، فالذى يحب الحق، يحب الله والذى يبعد عن الحق يبعد عن الله.