الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

قبلة على جبين طارق حجى

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لا أكتب عن طارق حجى لكى أواسيه فى ظروف مرضه، فأنا أعرف مدى مرونته النفسية وحكمته ونظرته الفلسفية للحياة وقوة عزيمته وثقتى فى تجاوزه هذه الأزمة، ولكنى أكتب عنه كمثقف حقيقى ومختلف ومتفرد فى حياتنا الثقافية، فهو قد مر بمراحل ومنعطفات كثيرة وأحيانًا متناقضة، فمن حياة ووظيفة أمنية إلى منصب اقتصادى رفيع فى أهم شركة بترول، إلى متحدث أمام أهم برلمانات ومنتديات العالم، وضيف على منصات أهم المنتديات والمؤسسات الثقافية والسياسية.. من أكثر المفكرين المصريين الذين ترجمت كتبهم إلى مختلف لغات العالم، عدد من الإصدارات يتجاوز الثلاثين كتابًا، تنقلات فكرية متمردة على السائد، ليست على مقاس الموضة الجمعية، حتى وقت سيادة الماركسية تمرد هو عليها، حتى المناصب التى عرضت عليه رفضها؛ لأنه آمن بأن المثقف الحقيقى لا يدجن فى منصب، عرفته أول ما عرفته من خلال المجلة التى كان يصدرها عن شركة شل التى كان يرأسها، وهى إنجاز ثقافى يحتاج إلى دراسة مستقلة، فلم يحدث أن صدر عن شركة أو مؤسسة مجلة بتلك الدسامة الثقافية والشياكة فى الطباعة والإخراج، كانت موضوعاتها الثقافية والفنية فى مستوى أرقى المجلات الثقافية العالمية، كان كبار المثقفين المصريين يحاولون إيجاد واسطة لشرائها قبل النفاد، ثم تعرفت عليه عن قرب أكثر ولمست مدى موسوعيته، وقراءاته المتعددة فى الأدب العربى والإنجليزى وغوصه فى التاريخ العربى الإسلامى والعالمى والفرعونى والقبطي، والأهم جرأته فى انتقاد ظاهرة الإسلام السياسى وربطه بنشأة الوهابية، والتحذير المتكرر منه لدرجة تشبيهه بالطاعون.. ظل طارق حجى مقاتلًا شرسًا لا يلين، وأثق أنه كما قاوم الطاعون سيقاوم السرطان.