الأربعاء 09 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

في ذكرى رحيله|أحمد زويل.. إرث علمي لا يُنسى

أحمد زويل
أحمد زويل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تحل اليوم الأربعاء ذكرى رحيل العالم المصري الرائد أحمد حسن زويل، والذي أسهم في تقديم خدمات علمية جليلة للبشرية، وأصبح نجمه ساطعا في سماء العالم أجمع بعد انجازاته الهائلة في علم الكيمياء والليزر.

ولد زويل  في 26 فبراير 1946، ورحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 2 أغسطس 2016،  في مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة في مصر، وفي سن الرابعة، انتقلت أسرته إلى مدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ، حيث نشأ وتلقى تعليمه الأساسي.

بعد اجتيازه الثانوية العامة بتفوق، التحق بكلية العلوم بجامعة الإسكندرية،  وفي عام 1967، حصل على درجة البكالوريوس بامتياز مع مرتبة الشرف في الكيمياء. بعد ذلك، عمل كمعيد بالكلية وحصل على درجة الماجستير في علم الضوء عن بحث أجراه.

رحلة البحث عن المعرفة 

سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية لمتابعة دراساته العليا وحصل على درجة الدكتوراه في علوم الليزر من جامعة بنسلفانيا. بعد ذلك، عمل كباحث في جامعة كاليفورنيا، بركلي، ثم انتقل إلى معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (كالتك) في عام 1976.

ومن هناك بدأت مسيرة علمية حافلة، حيث ارتقى في المناصب العلمية داخل جامعة كالتك ليصبح أستاذًا رئيسيًا لعلم الكيمياء بها، وهو أعلى منصب علمي جامعي في الولايات المتحدة. حقق تقدمًا رائدًا في مجال الليزر وعلم الفيمتو، ونشر أكثر من 350 بحثًا علميًا في المجلات العلمية العالمية المتخصصة.

تعتبر مسيرة أحمد زويل العلمية والتعليمية استثنائية، وتعكس إصراره وتفانيه في التفوق والابتكار، مما جعله يحقق إنجازات هائلة في علم الكيمياء والليزر.

إنجازات علمية لا مثيل لها 

إنجازات العالم المصري أحمد زويل العلمية تمثل نقطة تحول في مجال الكيمياء والفيزياء. فهو من أبرز العلماء الذين أسهموا بشكل كبير في تطور العلوم في القرن العشرين. تتنوع إنجازاته بين الأبحاث الأساسية والتطبيقية، وتشمل مجموعة واسعة من المجالات مثل علم الكيمياء، والليزر، والطيف، وكيمياء الفيمتو ثانية، وعلم الأحياء الفيزيائي، والتكنولوجيا.

في مجال علم الكيمياء، أحدث زويل ثورةً حقيقيةً في دراسة التفاعلات الكيميائية باستخدام تقنية الليزر فائقة السرعة، والتي أصبحت معروفة بـ "كيمياء الفيمتو ثانية". استطاع أحمد زويل من خلال هذه التقنية مراقبة حركة الذرات داخل الجزيئات أثناء التفاعلات الكيميائية عن قرب وبدقة فائقة. كما ابتكر نظامًا لتصوير سريع للغاية يعمل بواسطة الليزر ويمكنه رصد تحرك الجزيئات بسرعة الفيمتو ثانية، وهي جزء من مليون مليار جزء من الثانية.

أما في مجال الليزر، فقد كان لأحمد زويل الدور البارز في تطوير أنظمة الليزر عالية الأداء والتطبيقات المتعددة. اخترع أنواعًا جديدة من الليزر تستخدم في الأبحاث العلمية والتكنولوجيا الحديثة. كما ساهم في استخدام الليزر في تحليل الطيف والتصوير الفائق الدقة.

مجال الطيف وكيمياء الفيمتو ثانية كانا من بين الأهمية القصوى في إسهامات أحمد زويل. تمكن من استخدام تقنيات الفيمتو ثانية لفهم المزيد عن التفاعلات الكيميائية وتحديد التركيب الدقيق للجزيئات والمركبات.

في مجال علم الأحياء الفيزيائي، ساهم زويل في تطوير أساليب جديدة لدراسة البيولوجيا باستخدام تقنيات الليزر. تمكن من مراقبة تفاعلات الجزيئات الحية في الخلايا والأنسجة، وهو ما ساهم في توسيع مجال البحوث الحيوية والطبية.

تأثير أحمد زويل على العلم والبحث العلمي لا يمكن إغفاله. نشر أكثر من 350 بحثًا علميًا في المجلات العلمية العالمية المرموقة، وأسهم في تطوير العديد من التقنيات الحديثة المستخدمة في مختلف المجالات العلمية.

أهم الشخصيات التي أسهمت في النهضة الأمريكية

لاقى عمل أحمد زويل اعترافًا وتقديرًا عالميًا، حيث أدرج اسمه في قائمة الشرف بالولايات المتحدة، وجاء اسمه ضمن أهم الشخصيات التي أسهمت في النهضة الأمريكية. حصل على العديد من الجوائز والتكريمات، بما في ذلك جائزة نوبل في الكيمياء عام 1999، وجائزة الملك فيصل العالمية في العلوم.

كان أحمد زويل أيضًا من مؤسسي مشروع زويل القومي للعلوم والتكنولوجيا في مصر، الذي يهدف إلى تعزيز البحث العلمي وتطوير المعرفة في البلاد. وتعد هذه المؤسسة إرثًا علميًا مهمًا يواصل تأثيره على العلماء والباحثين في مصر والعالم العربي.

بهذه الإنجازات الرائدة والمتميزة، أثبت أحمد زويل نفسه كواحد من أعظم العلماء في العالم، وأنجز الكثير لتطوير المعرفة والعلوم، وسطر اسمه في تاريخ البشرية كواحد من أعلام العلم والتفوق العلمي.

اسم خالد في ذاكرة البشرية

نعم، رحل العالم المصري الكبير أحمد زويل، ولكن اسمه سيبقى خالداً في ذاكرة البشرية. إن إرثه العلمي الذي تركه خلفه سيظل محفوراً في التاريخ، وإنجازاته الرائدة ستظل تلهم الأجيال القادمة. كان زويل رمزاً للتفوق والعلم في مصر والعالم العربي، وأثرى العلوم بأبحاثه واكتشافاته الرائدة.

تاريخ زويل سيبقى محط إعجاب وإلهام للكثيرين، فقد جسد روح العلم والبحث والتطوير، وعمل جاهداً لنشر المعرفة وتعزيز العلوم في وطنه وخارجه. كان مثالاً يحتذى به للشباب الطموح والمبدعين، وقد حقق الكثير من الإنجازات التي تبقى محفورة في ذاكرة البشرية.

رحيله قد ترك فراغاً كبيراً في مجال العلم والبحث العلمي، ولكن تراثه العلمي سيستمر في التأثير والإلهام للأجيال القادمة. سيبقى اسمه يحمل معاني التميز والتفاني في العلم، وستستمر إنجازاته في تحفيز العلماء والباحثين على مواصلة السعي نحو التفوق والابتكار.

على الرغم من رحيله، إلا أن أحمد زويل سيظل حاضراً في قلوب الملايين من الناس، وستبقى ذكراه تلهم الجيل الحالي والقادم لمواصلة السعي نحو تحقيق التميز وتطوير المعرفة في مختلف المجالات العلمية. إن إسهاماته الكبيرة ستبقى تشكل جزءًا لا يتجزأ من تاريخ العلم والتطور العلمي في مصر والعالم.