الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

تعرف على قصة سيدة حريصا

ارشيف
ارشيف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

رُفع تمثال السيدة العذراء الذي يحتضن في قاعدته كنيسة صغيرة، ويقود إليه درجٌ لولبيّ. على بعد أمتار، يقع دير مار بطرس البيزنطي الكاثوليكي وكنيسة مار بطرس المتعددة القبب التي بُنيت عام 94.

تغطي جدران الكنيسة الذهبية رسوم موزاييك من الطراز البيزنطي وتمثل المسيح والعذراء والعشاء السري وغيرها من مشاهد الإنجيل. ويتميّز محيط حريصا بكثرة الكنائس والأديرة التي تقارب العشرين،

الفكرة الأولى كانت عام 1904 عندما احتفلت الكنيسة الجامعة باليوبيل الخمسيسني لإعلان البابا بيوس التاسع عقيدة الحبل بلا دنس 1854). 

حيث فكر البطريرك الماروني مار الياس الحويك والقاصد الرسولي في لبنان وسوريا المطران كرلوس دوفال بانشاء أثر دينيٍ يخلّد ذكرى تثبيت عقيدة الحبل بلا دنس، ويشيد بمحبة شعب لبنان لـمريم على مر الأجيال.

- فكرة التأسيس:

الفكرة الأولى كانت عام 1904 عندما احتفلت الكنيسة الجامعة باليوبيل الخمسيسني لإعلان البابا بيوس التاسع عقيدة الحبل بلا دنس 1854). حيث فكر البطريرك الماروني مار الياس الحويك والقاصد الرسولي في لبنان وسوريا المطران كرلوس دوفال بانشاء أثر دينيٍ يخلّد ذكرى تثبيت عقيدة الحبل بلا دنس، ويشيد بمحبة شعب لبنان لـمريم على مر الأجيال.
ورأى الحبر ان، بعد إستشارة أساقفة وكهنة، أن يطلق علىذلك الأثر لقب: "سيدة لبنان".
تلك الفكرة الرائعة العائدة إلى الحبرين اللذين خلّد التاريخ ذكرهما، كان لها التأثير القوي ففعلت في النفوس فعل الخميرة في العجين. فوقع الاختيار على المحلة المدعوة "الصخرة" في قمة تلة حريصا.
و"الصخرة" رابية فتّانة تطل على مدينة جونية والبحر المتوسط وتشرف على بيروت والجبل، تقع في جوار السفارة البابوية - التي كانت تسمى القصادة الرسولية - على مقربة من بكركي مقر البطريرك الماروني. فكأن العناية الإلهيّة أوحت للمسؤولين اختيار تلك الرابية لترمز بجمالها إلـى روعة وقداسة مريم العذراء سيدة لبنان.
أما النُصب (التمثال) فهو من صنع فرنسا. وهو من البرونز المسكوب طوله ثمانية أمتار ونصف، قطره خمسة عشر طنًا. وهو فريد في جماله. تبسط العذراء ذراعيها نحو العاصمة بيروت، ولسان حالها يقول:
"تعالوا إليّ أيها الراغبون فيّ، وأشبعوا من ثماري". قاعدة التمثال مبنية من الحجر الطبيعي. علوها عشرون مترا، محيطها الأسفل أربعة وستون مترا، والأعلى إثنا عشر مترا. أما الصعود إلى قمتها، على قدمي التمثال، فيتم على درج لولبي من مائة وأربع درجات.
تمّ إنجاز المعبد الصغير مع التمثال في أواخر عام 1907، على يد الملتزم إبراهيم مخلوف، تحت إشراف الرئيس العام لجمعية المرسلين اللبنانيين الأب شكرالله خوري

2 - حفلة التدشـين:

مع إطلالة فجر الأحد الأول مـن سنة 1908 بدأت الوفود تتقاطر بأعلامها وأخوياتها من كل أنحاء لبنان. وعند العاشرة صباحًا بدأ الإحتفال الديني بمباركة القاصد الرسولـي فريديانو جيانيني بناء المعبد والتمثال.
ثم احتفل  البطريرك بالقداس الحبّري يعاونه بعض الأساقفة والكهنة، وناب عن متصرف جبل لبنان عزتلو بربر الخازن أمير الاي الجند اللبناني مع موظفين آخرين.
وختم الاحتفال بزياح أيقونة سيّدة لبنان فـي ساحة المعبد. وأعلن غبطته الأحد الأول من ايار عيدًا سنويا لسيدة لبنان.
- الولاية علـى المزار وإدارته

حيث ان المعبد - المزار تمّ تشييده بمسعىالبطريرك الـمارونـي والقـاصد الرسولـي وجب أن الـملكيّة والولاية تختصّان بالكنيستين الـمارونية واللاتينيّة، وتحت إشرافهـما.
اسندت خدمة معبد سيّدة لبنان وإدارته إلـى جمعيّة الـمرسلين اللبنانيين وتمّ التسليم الرسمي في دار القصـادة الرسولية فـي حريصـا، فـي  سنة 1908. وذلك بشخص الرئيس العام أنذاك الاب يوسف مـبارك ومنذ أن تسلّـمت جـمعيّة الـمرسلين اللبنانيين الـموارنة إدارة الـمعبد، قامت فعلًا بإنشاءات عديدة بعد شراء عقارات قريبة اليه وأوصلته إلـى حالته الحاضـرة كمزار لبنانـي وعالـمي في آن.
مما دفع أحدهم لأن يكتب في سجل الـمعبد: "أجادوا بما جدّدوا حول معبدكِ الـمقدّس. جدّدي في قلوبنا العواطف اللائقة لعبادتكِ. وجدّدي في لبنان الحياة الـمسيحيّة، يا أم الحياة والصلاح!".

- حريصا مزار الشرق
لا غرابة من أن تصبح حريصا البلدة الصغيرة قطب بلدان الشرق الـمـسيحي لأنه من بيت لحم خرج الـمسيح، ومن مغارة لورد تدفقت العجائب، وفوق رابية حريصا ارتفعت مليكة السماء كالأرز في لبنان.
فـفي الأساس لم يقصد البطريرك الـماروني ولا القاصد الرسولي سوى إقامة أثر تذكاري، لكن محبّة اللبنانيين عامة والـمسيحيين خاصة لـمريم العذراء جعلت من هذا الـمعبد محجّا مقدّسًا ومزارًا عالـميًا.

أهم الأحداث والـمواسم التي مرّت على مزار "سـيدة لبنان" اليوبيل الخمسيني لتشييده سنة 1954. وهي أيضًا الذكرى الـمئوية لتحديد عقيدة الحبل بلا دنس. في هذا اليوبيل مثل البابا بيوس الثاني عشر نيافة الكردينال أنجلو رونكلي الذي أصبح في ما بعد البابا يوحنا الثالث والعشرين مع إزدياد توافد الناس إلـى هذا الـمزار خصوصًا في شهر اّيار،

أرسى حجرها الأساسي البطريرك بولس الـمعوشي في 15 آغسطس 1970، بعدما تمَّ اختيار تصميم مبتكر ورائع وضعه الـمهندس بيار فؤاد الخوري.
شيّدت هذه البازليك بعونه تعالى وبمساهمة الـمؤمنين ومنذ سنة 1990 بوشرت فيها الاحتفالات الكبيرة الرائعة. إنها تتسع لأربعة آلاف مؤمن يمكنهم الجلوس ومشاهدة تمثال العذراء من خلال واجهة زجاجيّة عرضها 20 مترًا وعلوها 42 مترًا. ارتفاع قبة الأجراس 62 مترًا.
مزار العذراء سيّدة لبنان علامة ناطقة بعبادة مريم الراسخة عبر تاريخنا. رفعناه على قمة الجبل أثرا وطنيًا ودينيًّا خالدا