تحتفي الأوساط الفنية بذكرى ميلاد الفنان رشدي أباظة هذه الأيام، أحد أبرز نجوم السينما في القرن العشرين، ومثال للفتي الجان، الذي تقع في غرامه الكثيرات، حتى لقب بـ"دنجوان السينما المصرية"، فقدم العديد من الأدوار المركبة بنجاح إلى التراجيديا والكوميديا حتى أصبح النجم الأبرز على مدار سنوات حياته.
نشأ “أباظة” وسط أسرة ثرية، فكان والدة سعيد أباظة يعمل ضابط بوليس، ووالدته من أصول إيطالية، حيث تلقى تعليمه بمدرسة سان مارك بمدينة الإسكندرية، ثم التحق بكلية التجارة، فأجاد بعد ذلك الحديث بخمسة لغات مختلفة وهى: "الإنجليزية، والفرنسية، والإيطالية، والألمانية، والإسبانية"، فقد عشق الرياضة خاصة ألعاب الملاكمة، وكمال الأجسام، والبلياردو.
بدأ مشواره الفني حينما قدمه المخرج كمال بركات في فيلم "المليونيرة الصغيرة" عام 1948، الذي شارك في بطولته مع الفنانين: فاتن حمامة، وماري منيب، وعز الدين شاكر، وعبدالسلام النابلسي، وحسين زايد، ولولا صدقي، وفؤاد شاهين، ولم يلقى استحسان الجمهور، فأتبعه بمجموعة من الأعمال السينمائية التي حققت بعد ذلك نجاحا كبيرا جماهيريا ونقديا.
ويعد فيلم "غروب وشروق" من أهم وأنجح أفلامه في تاريخ السينما المصرية في العام 1970، سيناريو وحوار رأفت الميهي، وتأليف جمال جماد، وإخراج كمال الشيخ، وشاركه البطولة الفنانين: محمود المليجي، وسعاد حسني، وصلاح ذو الفقار، وإبراهيم خان، ومحمد الدفراوي، قدم خلالها شخصية "عصام" الذي يعملا مهندسا في شركة الطيران، فهو شخصية عبثية، يقضي حياته بين العمل نهارا، والسهر ليلا في المنزل مع أصدقائه وصديقاته، لقضاء أمتع أوقاته، حتى تنقلب حياته رأسا على عقب، وذلك بعد مقتل أعز أصدقائه "سمير" الذي يعملا ضابط طيران، وفي أعقاب حريق القاهرة، يشعر "عصام" بالذنب من جراء خيانته لصديقه "سمير" حين عبث مع زوجته "مديحة"، فيقرر الانتقام من عزمي باشا والد "مديحة" الذي ضغط عليه للزواج منها درءا للفضيحة.
قدم أباظة للسينما مجموعة من الأفلام التي لاقت نجاحا كبيرا منها: "في بيتنا رجل، وصراع في الجبل، والحب الضائع، وزوجة لخمس رجال، وجعلوني مجرما، وسبع الليل، والزوجة 13، وصغيرة ع الحب، وإسماعيل يس في البوليس، وتمر حنة، وحكايتي مع الزمان، وحواء على الطريق، وإسلاماه، وكلمة شرف" وغيرها من الأعمال الناجحة.
تزوج أباظة خمس مرات، وهم: تحية كاريوكا، وبربارا الأميريكة، وأنجب منها ابنته الوحيدة "قسمت"، وسامية جمال، وصباح، ونبيلة أباظة إبنة عمه، واستمر زواجهما حتى وفاته في 27 يوليو 1980، بعد صراع مع مرض سرطان الدماغ.
