أثار تعميم خطاب إلى المستشفيات يشترط ارتداء الحجاب الصارم لمسئولات الخدمات الطبية فى شمال إيران ردود فعل شعبية قوية.
وأثارت الرسالة، التى وقعها محمد تقى نجف زاده، مدير شبكة الصحة والعلاج فى مدينة لاهيجان، إلى رؤساء المستشفيات المحلية، ردود فعل كبيرة على منصات التواصل الاجتماعى.
فى الرسالة، أصر نجف زاده بشكل لا لبس فيه على أن المراكز الطبية والعاملين الصحيين يجب أن يلتزموا بأنظمة الحجاب التى وضعتها السلطات.
ومع ذلك، تركت الرسالة السؤال الحاسم دون إجابة فيما يتعلق ببروتوكول الخدمة الطبية فى حالات الطوارئ، حيث قد تكون هناك حاجة إلى رعاية فورية بغض النظر عن التزام المريض بالحجاب.
ولقد حصل هذا الخطاب على ردود فعل متنوعة، مع شخصيات بارزة ومستخدمى الإنترنت عبروا عن مخاوفهم.
وحمل عباس عبدى، وهو ناشط سياسى وثيق الصلة بالحركة الإصلاحية، كلا من الحكومة ووزارة الصحة المسؤولية لتأييد مثل هذا الإجراء.
وأشار فى تغريدة على تويتر: «هذا انتهاك مناهض للانسان، وسط صمت الحكومة».
من خلال رسم مقارنات تاريخية، شبه مستخدم آخر التوجيه بـ«أحلك أيام سيادة الكنيسة» خلال العصور الوسطى عندما فرضت المراسيم الدينية بشأن المسائل المجتمعية.
كما اعتبر النقاد على تويتر هذا التوجيه بمثابة خرق لـ«القسم الطبى»، مؤكدين أهمية تقديم الخدمات الطبية دون تمييز أو إكراه.
وذهب الصحفى سعيد المالكى إلى أبعد من ذلك وقارن بين تصرفات السلطات وبين تصرفات تنظيم داعش، مقارنا بين فرض الالتزام بالحجاب والتكتيكات التى تستخدمها الجماعة المتطرفة لإجبار الناس على الالتزام بتفسيرها الصارم للشريعة الإسلامية.
ومن المهم أن نلاحظ أن هذه ليست الحالة الأولى التى تؤثر فيها مسألة ارتداء الحجاب على الخدمات الطبية فى إيران.
فى أعقاب احتجاجات المرأة والحياة والحرية وظهور الحركات النسائية، ظهرت تقارير عن تأجيل المراكز الطبية والمستشفيات للرعاية ما لم يتم الالتزام بقواعد الحجاب بشكل صارم.
فى وقت سابق من هذا الشهر، تعرضت موظفة طبية إيرانية لسلسلة من العقوبات، بما فى ذلك أداء «خدمات التنظيف»، لعدم امتثالها للحجاب الإلزامى.
وأفادت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان «HRANA» ومقرها الولايات المتحدة فى 14 يوليو أن السلطة القضائية لإيران حكمت عليها بحظر العمل وخدمات التنظيف بسبب مزاعم بعدم التزامها بالحجاب أثناء القيادة.
وسط التحديات، سعت شريحة من المجتمع الطبى للتعبير عن احتجاجات مدنية ضد هذه الضغوط الحكومية.
فى مارس، عقب أمر إحدى المؤسسات بإجبار النساء على ارتداء الحجاب الأسود فى الصيدليات، أظهر بعض الأطباء الصيدلانيين والفنيين الذكور غضبهم بارتداء الحجاب الأسود.
وتستخدم الحكومة الإيرانية مثل هذه العقوبات بهدف قمع معارضى الحجاب الإلزامى.
ومع ذلك، تشير التقارير إلى أن هذه الإجراءات العقابية لم تنجح فى قمع الاحتجاجات، وتشير الدراسات إلى زيادة هجرة الأطباء والممرضات الإيرانيين فى الأشهر الأخيرة.