أكد مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية أن التفجير الذي وقع أول أمس الأحد في منطقة خيبر بختونخوا في باكستان، مما أسفر عن مقتل 54 شخصا وإصابة آخرين، ينذر بوقوع المزيد من التفجيرات وتفاقم الحالة الأمنية في البلاد خلال الأشهر القليلة القادمة.
وأشار المقال، الذي شارك في كتابته كل من شاه مير بالوتش وهانا إليس بيترسون، إلى أن الهجوم الانتحاري، الذي وقع أول أمس الأحد مستهدفا تجمعا سياسيا لحزب موالي حركة طالبان التي تتولي مقاليد الحكم في أفغانستان، يأتي في وقت تعاني فيه باكستان بالفعل من ارتفاع وتيرة الهجمات المسلحة وتردي الحالة الأمنية في البلاد.
وذكر المقال أن الهجوم وقع في منطقة قريبة من الحدود مع أفغانستان والتي تعاني بدورها من تردي الأوضاع الأمنية وارتفاع معدلات الهجمات المسلحة من جانب الجماعات المسلحة ومنها "حركة طالبان في باكستان" و"جماعة داعش في خورسان".
ولفت المقال إلى أن هجوم خيبر بختونخوا استهدف تجمعا سياسيا يضم ما يقرب من ألف شخص من حزب "جمعية علماء الإسلام" الموالي لحركة طالبان والمعروف بتوجهاته الإسلامية المتشددة وبعلاقاته الوثيقة بحركة طالبان في أفغانستان، موضحا أن أعداد المصابين، والتي تجاوزت 200، فاقت قدرات المستشفيات القريبة مما دفع السلطات إلى نقل بعض المصابين بالطائرات لأقاليم قريبة لتلقي العلاج.
وأضاف المقال أن جماعة "داعش في خورسان" أعلنت بالفعل مسؤليتها عن الهجوم الانتحاري مؤكدة أن أحد أعضائها نفذ الهجوم الانتحاري، موضحا أن داعش تناصب حركة طالبان العداء حيث تتهمها بعدم تطبيق الشريعة الإسلامية كما يجب في أفغانستان.
وتابع المقال أن جماعة داعش قامت بالإعلان عن مسؤوليتها عن العديد من الهجمات المسلحة مؤخرا والتي استهدفت العديد من رجال الدين والدبلوماسيين والمدارس في أفغانستان، بينما أدانت الجماعة في نفس الوقت حزب علماء الإسلام لصلاته الوثيقة بحركة طالبان والحكومة الباكستانية، متهمة الحزب بخيانة مبادئ الشريعة الإسلامية.
وأوضح أن تفجير خيبر بختونخوا يأتي في إطار سلسلة من التفجيرات استهدفت المنطقة في الأشهر القليلة الماضية بمعدلات مرتفعة مما أدى إلى تدهور الحالة الأمنية وسط مساع مضنية من جانب الحكومة وقوات الجيش للسيطرة على الأوضاع الأمنية هناك.