كشفت مجموعة صور حصلت عليها “البوابة نيوز” عن قيام وزارة السياحة والآثار بعمل سقف خشبي أعلى صالة الأعمدة الكبرى في معابد الكرنك بمحافظة الأقصر، وهو ما كان مثار دهشة واستنكار من البعض، بدعوى أن ذلك غير مناسب لطبيعة الأثر.
وقد تواصلنا مع أحد مسئولي وزارة السياحة والآثار الذي فضل عدم ذكر اسمه،وذلك سعيًا منا لاستجلاء الحقيقة، وقال لنا إن تغطية المكان بعمل سقف خشبي له أمر إيجابي جدًا، حيث يغطي ذلك الربع الجنوبي الشرقي من صالة الأعمدة الكبري في الكرنك، والغرض منه الحفاظ على الأعمدة وحماية ألوانها من الشمس والحرارة العالية.
وقال المسئول: الخشب الذي تم عمل السقف منه ذو طبيعة خاصة ومعالج ومقاوم للمياه والأمطار، ومن الناحية الأثرية فإن صالة الأعمدة الكبري أيام المصري القديم كانت مغطاة بسقف، وكان حينها عبارة عن كتل من الأحجار الضخمة من الحجر الرملي، ولو أردنا صناعتها حاليًا بحجمها لوضعها علي هذه الارتفاعات الشاهقة في صالة الأعمدة فهذا صعب جدا.
وأوضح المسئول بالآثار أن فكرة إعادة السقف الخشبي بشكل مقارب كثيرًا لشكل ولون المعابد الأثرية ليس بجديد ولا يتم تنفيذه لأول مرة كما يعتقد البعض، فهناك أجزاء كبيرة من معابد مغطاة بالفعل، مثل غرفة الولادة المقدسة الموجودة في معبد الأقصر، وهي مغطاة منذ التسعينات تقريبًا، وتم عمل سقف لها من ألواح الخشب، وذلك لحماية الغرفة والحفاظ عليها، وهذا ليس اجتهاد من جانبنا بل هو إعادة الشيء لأصله،
لأن صالة الأعمدة الكبري هذه كانت مغطاة بسقف من أيام الدولة الحديثة،وهو العصر الزمني الذي تم فيه إنشاء صالة الأعمدة الكبري،والمردود إيجابي واتمني أن تتم تغطية الصالة كلها لتعود لحالتها الطبيعية كما كانت أيام المصري القديم، حيث كانت حينها لها سقف ذو مستويين،في المنتصف كان أعلي من مستوي السقف علي الجانبين، ونأمل بعد إنتهاء ترميم الصالة كلها أن تتم تغطيتها كاملة بسقف خشبي،وهذا سيكون شيء إيجابي ومميز.
وعن الانتقادات التي طالت الأمر وما طرحه البعض من عمل كشافات إضاءة في الأسقف،قال المسئول في الآثار: هذا لن يحدث لأن السقف ببساطة لن يحجب أشعة الشمس،لأن بعض الحوائط الجانبية خاصة من الناحية الشرقية ليست مكتملة حتي النهاية،وبالتالي هناك مجال وفتحات لدخول الشمس والهواء بشكل طبيعي إلي صالة الأعمدة،وفي نفس الوقت لا يؤثر علي الألوان وستكون الإضاءة الطبيعية كافية جدًا.
واضاف:السقف لن يعيق إضاءات الصوت والضوء، وهذا ليس تخريب ولا يمثل إضرارا بالمكان الأثري كما قال البعض،وهذا ليس شيئا مستحدثا،خاصة أن إستخدام الأخشاب بصفة عامة في المعابد المصرية القديمة كان شيئا أساسيا قديما،وهو ما يمكن ملاحظته في كثير من المعابد،وبالتالي هذا ليس ضد طبيعة الأثر.