أكد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشئون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، أن الإساءة للمصحف الشريف هي تحريض على الكراهية، وتعبير عن رفض الآخر، وتكريس لظاهرة الإسلاموفوبيا، واستفزاز فج لمشاعر حوالي ملياري مسلم لا يمكن، بأي حال من الأحوال، تبريره في سياق حرية التعبير.
جاء ذلك خلال مشاركة الصفدي اليوم الاثنين عبر تقنية الاتصال المرئي، في أعمال الدورة الاستثنائية الـ18 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي بشأن جريمة التدنيس والحرق المتكررة لنسخ من المصحف الشريف في مملكة السويد ومملكة الدنمارك.
وقال الصفدي إن اجتماع المنظمة "رسالة واضحة ومباشرة أننا نرفض الإساءة إلى رموزنا الدينية، وندين حرق نسخ من المصحف الشريف، ومحاولات الإساءة إليه جرائم كراهية يجب منع تكرارها".
وأضاف الصفدي - في كلمة له خلال الاجتماع- أن احترام الرموز والمقدسات الدينية قيمة إنسانية جامعة، وضرورة لتكريس ثقافة احترام الآخر.
وشدد الصفدي على ضرورة "اتخاذ خطوات فورية تجرم الإساءة للمقدسات الدينية وتمنعها" لوقف المتطرفين من نشر أجندة الكراهية والعنصرية، التي تشكل خطراً على كل المجتمعات.
كما شدد الصفدي على وجوب التزام مضامين قرارات الأمم المتحدة، التي تدعو إلى بذل جهودٍ عالمية لتعزيز التسامح والسلام والحوار بين الحضارات، وآخرها القرار المعنون "تعزيز الحوار والتسامح بين الأديان والثقافات في مواجهة خطاب الكراهية"، الذي تبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع قبل أيام.
وأضاف الصفدي قائلا "يجب البناء على مشروع قرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جلسته الطارئة المستهدف مكافحة الكراهية الدينية، التي تشكل تحريضاً على التمييز أو العداء أو العنف" عبر سن القوانين التي تجرم الإساءة للرموز والمقدسات الدينية.
وأشار الصفدي إلى أن الحكومة السويدية بدأت مراجعةً للقانون الذي يحكم النظام العام في ضوء تكرار محاولات الإساءة المصحف الشريف، وقال "نعتقد أن هذه خطوة على الطريق الصحيح، يجب أن تنتهي بقرار يمنع الإساءة للمصحف الشريف وللرموز الدينية، للتصدي لثقافة الكراهية ومروجيها العنصريين. وزاد أن ذلك سيكون إسهاماً في تعزيز ثقافة احترام الآخر وثقافة السلام.
وأثنى الصفدي على المقترحات التي قدمها وزير خارجية جمهورية العراق الشقيق الدكتور فؤاد حسين، والذي دعا إلى الاجتماع الطارئ، واصفاً إياها خطوات عملية يمكن القيام بها بشكل جماعي من أجل التصدي لجرائم حرق نسخ من المصحف الشريف والإساءة إليه، وسن التشريعات والقوانين الدولية التي تجرم مثل هذه الأعمال، وتحول دون تكرارها.
وتابع الصفدي "القدس على أجندة اجتماعنا اليوم، وهي في مقدم أولوياتنا دائماً، لا بد من التأكيد على ضرورة تضامننا وعملنا المشترك لحماية المدينة المحتلة ومقدساتها من محاولات تغيير هويتها العربية الإسلامية والمسيحية، ذاك أن حماية القدس ومقدساتها مسئولية مشتركة لنا جميعاً".
وأدان الصفدي كل الاعتداءات على القدس ومقدساتها، وبما في ذلك اقتحام وزيرين متطرفين في الحكومة الإسرائيلية المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف قبل أيام.
ونوه إلى أن المسجد الأقصى المبارك بكامل مساحته البالغة 144 دونماً هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وعلى أن إدارة أوقاف القدس وشئون المسجد الأقصى المبارك التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية هي الجهة صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة شئون الحرم الشريف كافة، وتنظيم الدخول إليه.
ولفت الصفدي إلى استمرار الأردن، وبمتابعة مباشرة من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، صاحب الوصاية الهاشمية التاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، في تكريس كل إمكانات المملكة لحماية المقدسات وهويتها، والوضع التاريخي والقانوني القائم فيها.
وقال الصفدي - في ختام كلمته - "تحدياتنا المشتركة تتعاظم، وعملنا المشترك في مواجهتها ضرورة تفرضها مصالحنا المشتركة، وأمننا المشترك، وواجبنا الجماعي في الدفاع عن قضايانا وديننا الحنيف ورموزه، وعن ثقافة السلام واحترام الآخر التي يحملها الإسلام الحنيف".
وقدم الصفدي العزاء للأشقاء في جمهورية باكستان الإسلامية، بضحايا العمل الإرهابي الجبان الذي تعرضت له، مؤكداً تضامن المملكة الأردنية المطلق مع الأشقاء في مواجهة الإرهاب.