قال أحمد توفيق ٣٦ عاما، وهو صاحب مزرعة تين شوكى فى منطقة الخانكة بالقليوبية، إنه يعمل فى كار التين منذ ١٥ عاما وقد ورث هذه المهنة عن والده الذى يعمل بها منذ أكثر من ٤٠ عاما ولكنه قد استقل الآن وأصبح لديه مزرعة تين شوكى تبلغ ٨ أفدنة، كما أنه اصطحب معه ابنه «مروان» صاحب العشر سنوات لأول مرة هذا العام بسبب خوفه عليه من قسوة الحرارة وأشواك التين لكنه وقف عاجزا أمام تصميم ولده على النزول والتجارة معه.
وأوضح «توفيق» الملقب بالصعيدى بين زملائه لأن موطنه الأصلى فى صعيد مصر ويأتى فى موسم حصاد التين كل عام، أنه يقوم بشراء مزرعة التين الشوكى من أصحابها بسعر يتراوح من ٥٠ إلى ٦٠ ألفا للفدان الواحد، ويقوم بمراعاته طول العام وريه كل شهرين، وفى موسم الحصاد يتم جني الثمار يوميا وبيعها لتجار الجملة والتجزئة وحتى للباعة «السريحة» والمارة.
وأضاف، أن زراعة التين الشوكى سهلة للغاية وغير مكلفة بالمرة، حيث لا يحتاج للرى إلا مرة كل شهرين، وقبل الحصاد بشهرين يتم «تصويم» الشجر عن الماء «عشان السكارة تنزل فى الثمر» على حد وصفه، مضيفا أن موسم التين يكون من منتصف شهر يونيو وحتى نهاية شهر أغسطس قائلا: «دايما بييجى فى عز الحر عشان يرطب على قلوب الناس».
وأوضح، أن مزارع التين الشوكى لم تؤت بثمارها هذا العام مثل الأعوام السابقة بسبب تغيرات وتقلبات الجو الشديدة وخاصة العاصفة الترابية التى مرت بالبلاد فى منتصف يونيو الماضى والتى أدت لتساقط نصف الثمار تقريبًا.
وأوضح، أن زراعة التين تتم على حد سواء ولكن يختلف «الطرح» من صنع الخالق وحده، فنرى ألوانا مختلفة للثمار ما بين الأصفر والأخضر والبرتقالى والأحمر والمائل للأرجوانى، مؤكدا أن «كل حاجة وليها زبونها».
وأشار إلى أن الثمانية أفدنة تطرح حوالى ١٢٠٠ قفص، ما يعنى أن الفدان الواحد يطرح ١٥٠ قفصا، وأن تجار الجملة يشترون القفص الكبير بـ ١٤٠ جنيها والصغير بـ ٨٠ جنيها، ويتم بيعه للزبون العادى بـ ١٧٥ للعداية الكبيرة وبـ ١١٠ للعداية الصغيرة، حتى تصل للمستهلك عن طريق الباعة السريحة التلاثة ثمار الكبار أو الأربع حبات الصغار بعشرة جنيهات.
وأشار إلى أن ذلك هو «أكل عيشهم ولازم يكسبوا فيه عشان بيتحملوا الحر والشوك طول النهار»، فيقوم البائع المتجول ببيع القفص بضعف سعره تقريبا، لافتا إلى أن القفص الكبير يحتوى على ١٦٠ حباية تين ويتم بيعه بـ ١٤٠ جنيها ويصل الربح من البيع بالواحدة إلى ٣٥٠ جنيها للقفص الواحد.
وقال إنه على الرغم من انخفاض سعر تكلفة زراعة التين الشوكى، إلا أن الوضع بدأ فى التغيير حيث ارتفعت أسعار الملح والكيماوى، وأصبحت شجرة التين الواحدة تكلف صاحبها حوالى ٢٠٠ جنيه فى العام، موضحا أن تلك المزارع تكون عبارة عن مناطق جبلية وصحراوية فيتم استغلالها عن طريق زراعة محصول قليل التكلفة والمجهود ويطرح ثمار نهاية العام.
وتابع: «إحنا بننساه طول السنة تقريبا وبنكسب منه فى آخرها»، لأن زراعة بقية الفواكه مكلفة وتحتاج لإصلاح التربة أولا ورش المبيدات وإمداد الأرض بالأسمدة باستمرار، أما زراعة ألواح التين تعتبر ببلاش.
وأكد أن هناك مستثمرين يقومون ببيع الفدادين المملوكة لهم فى أبو زعبل، حيث يبلغ سعر الفدان أكثر من مليون جنيه، ويقومون بشراء فدادين فى المناطق النائية مثل الوادى الجديد، حيث يبلغ سعر الفدان هناك ٥٠ ألف جنيه، قائلا: «بيشتروا عشر فدادين هناك بسعر فدان هنا»، ثم يقومون بإقتلاع ألواح التين من جذورها وزراعتها هناك وتوسيع الزراعة والإنتاج، مشيرا إلى أن الجميع يعشق التين الشوكى فى مختلف ربوع المحروسة ويتم بيع المحاصيل بالكامل خلال شهرين الموسم.