حروب على الهوية المصرية لا تتوقف، تتخذ أشكالا عديدة وفي النهاية الهدف واحد، وهو القضاء على الهوية المصرية، ونسب الحضارة المصرية لغير المصريين.
« الأفروسنتريك» حركة عالمية متطرفة وعنصرية، تعتمد أفكارها على التعصب للون الأسود، وهي أشبه بالحركة الصهيونية التي روج لها "تيودور هرتزل" في عام 1897، ونشطت بعد فترة الاستعمار، وتدعي أنها تحاول استعادة الهوية الأفريقية من تشويه متعمد من قبل المحتل الأبيض، وتحاول بشتى الطرق إثبات تأثير السود على ثقافات وحضارات العالم، مرة بالادعاءات الباطلة، ومرة بنسب وقائع تاريخية غير حقيقية.
كانت بدايات هذه الأصوات في عشرينات القرن الماضي، في الولايات المتحدة الأمريكية، وانتشرت بين أصحاب الأصول الأفريقية "الأفرو- أمريكان" وكان هدفها في البداية الدفاع عن حقوق السود والمناهضة ضد العنصرية، لتتحول بعد ذلك لحركة متطرفة بعد أن استقطبت أنصارها من كل بقاع الأرض، ووصلت لحد المجاهرة للقضاء على البيض في شمال أفريقيا واسترداد وطنهم من أصحاب البشرة البيضاء.
أنصار «الأفروسنتريك» روجوا لأفكارهم من خلال العديد من الكتب منها " أصل الحضارة الأفريقية" للمؤرخ السنغالي شيخ أنتا ديوب، عشق سكان أوروبا الحضارة المصرية القديمة، فانتهز «الأفروسنتريك» حالة الهوس، فنسبت الحركة الحضارة الفرعونية إليهم.
في الأيام الماضية تصدرت حركة «الأفروسنتريك»، وشغلت الرأي العام بعد إلغاء نقابة المهن الموسيقية، حفل ترافيس سكوت في منطقة الأهرامات، وقال ناشطون أن "سكوت" يدعم حركة "الأفروسنتريك" ويقدم طقوسا تتنافى مع العادات المصرية، وأن اختياره لإقامة حفله أمام الأهرامات لتحقيق أفكار الحركة في نسب الحضارة المصرية إليهم، فقررت نقابة المهن الموسيقية الاستجابة للدعوات التي تم إطلاقها بإلغاء الحفل قائلة:
«حيث إن النقابة العامة من نسيج هذا الوطن الحبيب تعمل على استقراره وأمنه وترفض العبث بالقيم المجتمعية والعادات والتقاليد المصرية والعربية، فإنه بعد استقراء واستطلاع آراء رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وبعد ما ورد لنقابة المهن الموسيقية ونقيبها العام ومجلس إدارتها من أنباء تصدرت محركات البحث ووسائل التواصل الاجتماعي تضمنت صورا ومعلومات موثقة عن طقوس غريبة لنجم هذا الحفل يقدمها أثناء فقرته وتسخير أدواته من أجل إقامة طقوس تتنافي مع قيمنا وتقاليدنا المجتمعية الأصيلة، قرر النقيب العام ومجلس الإدارة إلغاء الترخيص الصادر لإقامة هذا النوع من الحفلات الذي يتنافى مع الهوية الثقافية للشعب المصري»