تعتبر منطقة شامب دو مارس(Champ-de-Mars) ،ساحرة ، فهي تدخل في تراث فرنسا ، وتعد متعلقة ببرج إيفل ، بأزقتها الجميلة المظللة ، وأشجارها التي يعود تاريخها إلى قرن من الزمان، وهي ميدان شاسع يمتد من برج إيفل ويحظى بشعبية كبيرة بين السياح والسكان المحليين.
وعلى عكس معظم الحدائق الباريسية التي تغلق ليلا، يمكن دخول ميدان شان دو مارس على مدار الساعة، لكنه في الأواني الأخيرة أصبح مصدرا لإزعاج الشرطة والسكان والسياح على السواء بسبب كثرة الحوادث والجرائم التي ترتكب فيه، فخلال ليلة الأربعاء إلى الخميس الماضي، تعرضت سائحة مكسيكية (27 سنة) لاغتصاب جماعي هناك. ما يثير غضب ومشاعر قوية لدى الفرنسيين قبل عام واحد فقط من افتتاح أولمبياد باريس.
كانت الساعة الواحدة صباحا عندما تعرضت الشابة للهجوم، ووفقا لمصادر، كانت الضحية تحت تأثير الكحول وقت وقوع الحادث ، وهو ما استغله الجناة لاستهداف ضحيتهم في هذا الوضع الهش حيث افترسها خمسة من الذئاب البشرية عند سفح برج إيفل حيث تكررت فيه حوادث الاغتصاب، كانت الشابة وحدها في حوالي الساعة الواحدة صباحا في الحديقة وتم الاعتداء عليها حتى صباح الخميس، ونقلت الشابة المكسيكية إلى المستشفى في حالة صدمة وإعياء شديدين، فيما فتح مكتب المدعي العام في باريس تحقيقا ، عهد به إلى منطقة الشرطة القضائية.
وعلمت "البوابة نيوز" من مصادرها أنه تم اعتقال رجلين من الجناة صباح اليوم السبت ولكن لا يزال ثلاثة أشخاص آخرين مطلوبين بحسب ما أفادت النيابة العامة. ولازال لم يعرف جنسية الجناة هل هم من السياح الأجانب أم من الأفارقة العاملين في فرنسا.
كثرة حوادث الاغتصاب في حديقة برج إيفل
كانت ولاتزال هذه المنطقة السياحية الشهيرة بشام دو مارس، محور جدل بين عمدة باريس آن هيدالجو وعمدة الحي السابع الباريسية رشيدة داتي ( وزيرة العدل السابقة) بسبب كثرة حوادث الاغتصاب تحت تأثير الكحول والمخدرات، حيث تطالب داتي بإغلاق الحديقة والمنطقة في الساعة الثامنة مساءا كبقية الحدائق ليلا للحد من الجرائم فيما ترفض هيدالجو بحجة تواجد السياح وزيادة الاستثمارات حيث تنوي بيعها لمستثمرين.
ففي سبتمبر 2022 ، تم اغتصاب سائحة بالقرب من برج إيفل قبل اختطافها، وفي أبريل الماضي ، تعرضت شابة ألمانية لمحاولة اغتصاب على يد مواطن من مولدوفا. وفي الآونة الأخيرة ، تعرضت شقيقتان برازيليتان لاعتداء جنسي عند برج ايفل في وقت سابق من هذا العام.
وفي مواجهة تكاثر هذه الحوادث ، كان رد فعل يمين الطيف السياسي الفرنسي سريعا، حيث هاجمت رشيدة داتي عمدة باريس آن هيدالجو بأنها تفضل الاقتصاد على مصالح الناس فبلدية باريس لديها عجز بمليار يورو، لهذا ترفض اغلاق المنطقة وتسجيلها كموقع أثري كي تتمكن من بيعها لمستثمرين أجانب فيما لا تعبأ بمصير السياح أو حتى بالمضيفات العاملات في المنطقة السياحية حينما ينهون اعمالهن ليلا.
وتساءلت رشيدة داتي متهكمة، "كم عدد الاعتداءات الجنسية وحالات الاغتصاب التي تتوقع آن هيدالجو حدوثها قبل أن توافق على إغلاق شامب دو مارس ليلا ليكون الباريسيون والسياح بأمان؟" فيما يصف زميلها من الحزب الجمهوريين ( اليمين المحافظ)، فيليب جوجون ، شامب دي مارس بأنها "منطقة خارجة عن القانون" و "قاطعة الحنجرة" وقال: "فقدنا اصواتنا بالمطالبة بزيادة الأمن الليلي او اغلاق الحديقة دون جدوى. "
صورة باريس على المحك قبل الأولمبياد
يخشى الفرنسيون من اهتزاز صورة باريس قبل عام من تنظيمها دورة الألعاب الأولمبية، بعد كثرة المشاكل التي عانت وماتزال تعاني منها بدءا من احتجاجات السترات الصفراء مرورا باحتجاجات عمال البنزين مرورا باحتجاجات الموظفين ضد قانون التقاعد والتي حول خلالها عمال النظافة عاصمة النور إلى عاصمة القمامات والفئران، واليوم مع حوادث الاغتصاب المتكررة لا تدور الأمور على مايرام الأمر الذي دفع وزير الداخلية جيرارد دارمانا إلى تعزيز الأمن في المنطقة من أجل تأمين المباني والسكان بهدف إنجاح الألعاب الأولمبية وكذلك حماية السياح من جرائم السرقة والاغتصاب الشائعة، كما تم نشر مركز شرطة متنقل.
أعاد الاغتصاب البشع إحياء الضغوط على رئيسة بلدية باريس الاشتراكية آن هيدالجو لإغلاق شامب دو مارس ليلا لأسباب تتعلق بالسلامة.