قال هشام عفيفي خبير المعلومات والتكنولوجيا إن البدايات الحقيقية للذكاء الاصطناعي كانت مبكرة جدا مع بدايات ما يسمى بالكمبيوتر الرقمي وهذا كان في بداية الخمسينيات وكان الغرض من الذكاء الاصطناعي وقتها هو محاكاة الذكاء البشري .
وتابع في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز": كان كل دوره هو القيام بوظائف تحاكي الذكاء البشري، لكن في البداية كانت الأمور بسيطة جدا فعندما تسأله سؤالا يرد عليك ومع تطور الآلة الحاسبة نفسها وظهورها كان تطورا كبيرا في البشرية أن نرى آلة صماء تنفذ جميع المعادلات الرياضية، ومع حلول الثمانينيات ظهر عصر الشبكات العصبية ووضع كل القواعد والجذور التي قام عليها الذكاء الاصطناعي، وبداية من الثمانينيات وحتى عام ٢٠١٠ كان عصر التعلم الآلي وهذه المرحلة وصل الإنسان فيها لمرحلة كبيرة من البرمجيات والخوارزميات وبدأ يقول الكمبيوتر تعلم لوحدك ومن الأساسيات في الذكاء الاصطناعي هو وجود البيانات، والإنسان تقدم في علم البرمجيات وسرعات الكمبيوتر وبدأت المعالجات والذاكرة وتطورت قوة الكمبيوتر بشكل كبير ووضع الإنسان للكمبيوتر قواعد معينة بحيث يستطيع أن يعلم نفسه بنفسه أو يتعلم من البيانات التي تدخل له وظهر وقتها ما يسمى دعم اتخاذ القرار وهذه كان مرحلة فارقة جدا ومنذ عام ٢٠١٠ وحتى الآن حصل امتداد وتطوير لعلم التطور الآلي الذي يسمى بالتعلم العميق وهذه المرحلة بدأ الإنسان دوره في الذكاء الاصطناعي والمشاركة يكاد يختفي لأن الكمبيوتر بكم المعلومات والمعادلات والخوارزمات الموجودة فيه على مستوى العالم قوية جدا ولا نهائية وتعتمد على التعلم الذاتي فالذكاء الاصطناعي وجد من الأصل لخدمة الإنسان ولتزويد جودة حياة الإنسان ورفاهية الإنسان وبالتالي يستطيع أن يخفف من المهام التقليدية واليدوية التي يعملها الإنسان وانتقل بعدها للمهام الرقمية التي تحتاج فكرا وعقلا فعن طريق الذكاء الاصطناعي الكمبيوتر يقوم بهذه المهام ليتفرغ الإنسان لوظائف أرقى.
وأضاف عفيفي أن الذكاء الاصطناعي يستخدم في مجالات كثيرة من الحياة فعلى سبيل المثال الفحص الطبي لدرجة وصل فيه من فحص التحاليل والأشعة بعرضه على الذكاء الاصطناعي تعدت فيه نسبة الدقة ٩٦ بالمائة في حين أن الإنسان البشري ما زال في نسبة ٨٠ بالمائة، وفي مجال البورصة والأسهم فالذكاء الاصطناعي عن طريق تحليل البيانات يستطيع أن يتنبأ ويتوقع الأسهم إلى أن ستصل وبالتالي يمكن الاعتماد عليه في البيع والشراء، والتزوير والتزييف فالذكاء الاصطناعي المتوافر لدى المنصات من الفيسبوك والتويتر وغيرها من منصات التواصل الاجتماعي يستطيع أن يعرف البروفايل المزيف، والمساعد الشخصي مثل جوجل المساعد فأنت تتحدث وتسأل وتطلب وأوامر ينفذها للإنسان وهذا قائم أن الذكاء الاصطناعي يستطيع أن يفهم اللغات الطبيعية للبشر فمن قديم الأزل أن تكتب للذكاء الصطناعي على لوحة المفاتيح فيفهمك لكن اليوم أنت تستطيع أن تتكلم معه وتتناقش وتتحاور وله استخامات أخرى مثل السيارات ذاتية القيادة وحركات تنظيم المرور والإشارات وتحديد السيارات ولوحاتها وتحديد نوع الشيء سواء كان شخصا أو غيره مثل السيارة أو الأتوبيس أو الموتوسكل وغيره وتمييز الأصوات فيمكن الاستعانة بالذكاء الاصطناعي ببصمة الصوت ويستخدم في البحث الجنائي والصور فمن خلاله يستطيعون الحصول على صور من قديم الأزل وهذا حدث مع مجرم كان هاربا منذ سنوات، الذكاء الاصطناعي قارن بين صور قديمة له وصورة له ظهر فيها بجزء من وجهه وحصل تطابق حتى تم القبض عليه وكذلك الترجمة وتوليد الصور والروبوت.
وأردف عفيفي: كما للذكاء الاصطناعي استخدامات حميدة فله أيضا استخدامات سيئة فيمكن استخدامه في الجرائم مثل جرائم التزوير والرقمية وعندما نسأل أنفسنا هل جاء الذكاء الاصطناعي لتدمير الإنسان سنجد آراء كثيرة فلا يوجد إجابة مطلقة واحدة فهناك من يقول الذكاء الاصطناعي اليوم يشبه الأنترنت في بداياته كان الإنسان متخوفا منه وأنه سيأخذ مكانه ولكن مع ذلك اتضح أنه أداة مساعدة في تطوير التكنولوجيا وتطوير حياة الإنسان وتطوير أجهزة ومنتجاته وهناك رأي لإحدى الاحصائيات يقول بحلول عام ٢٠٢٥ هناك ٨٥ بالمائة من الوظائف ستختفي وعلى الجانب الآخر سيكون حوالى ٩٧ مليون وظيفة أخرى ستنشأ سيتم إيجادها لكن الوظائف التقليدية للمحاسب التقليدي مثلا والسكرتارية وإدخال البيانات ستختفي، فنجد مثلا قراءة نشرة الأخبار ومقدم البرامج بدأت تتم بالذكاء الاصطناعي أما الوظائف المطلوبة الآن هو محلل البيانات ووظائف البروجرامر والأمن السيبراني، الحوسبة السحابية والمطلوب الآن نؤهل أنفسنا للحديث فكل الشباب وطلبة الثانوية بالأخص يبدأ إعداد نفسه لهذا الأمر، والخريجون لا بد أن يعيدوا تأهيل أنفسهم ويعرفون ما يحتاجه سوق العمل.