قال الناقد الأدبي الدكتور محمد سليم شوشة:أنه لو كتب الذكاء الاصطناعي رواية أو قصة أو شعر أو أي نص أدبي، فتصوري أن هذا النص سيبقى مفتقدا لشيء مهم جدا لا يمكن تحديده بدقة الآن، ولكن هو في قناعي أمر منطقي، ويمكن الكشف عنه في المستقبل حين يكون الإنسان قادرا على المقارنة الدقيقة بين منتج البشر المبدعين في أعلى نماذج الإبداع لديهم وبين منتج الذكاء الاصطناعي الذي هو بالأساس يقوم في عمله على ما يغذيه به البشر من معادلات ذهنية ومعلومات ومهارات يكون عمله محكوما بها، أما العقل البشري نفسه فيبقى حتى الآن غير محدود وغير مكتشف بكامل أبعاده وحدوده حتى الوقت الحالي برغم تطور الدراسات النفسية والتشريحية والعصبية.
واضاف في تصريحات خاصة للبوابة نيوز: بالطبع يختلف الإنسان تماما عن الذكاء الاصطناعي ليس فقط في مسألة وجود الروح والإحساس، لأن الذكاء الاصطناعي يتم تغذيته بما يجعله لديه حالة أقرب للروح والإحساس، الفكرة الأساسية أن الذكاء الاصطناعي إنما يقوم على محاكاة الإنسان في كل شيء بما فيها الروح والإحساس، وهذه العملية من المحاكاة محكومة بعمليات البرمجة والتغذية التي تتم على نموذج الذكاء الاصطناعي ونحن حتى الآن ليس لدينا إحاطة كاملة بالنموذج الأصلي وهو الإنسان، فإذا كنا نسيطر على الذكاء الاصطناعي أو نعرف حدوده وأبعاده بحكم أنه من صنيعة الإنسان فالإنسان نفسه لا يعرف نفسه بالكيفية نفسها، ولهذا فالغلبة في اعتقادي دائما ستكون للأصل وليس لمن يحاكيه أو يقلده.
وتابع : أتصور أن تدخل الذكاء الاصطناعي في كافة مناحي الحياة مفيد وليس فقط في الفاعليات الثقافية فقط، وبالطبع هو بالفعل يستطيع محاورة الضيوف وفي الموضوع المدروس أو المطروح عليه ويمكن أيضا أن يكون محكما في جائزة أدبية وهو حينها سيكون قريبا من نظام التصحيح الإلكتروني في التعليم أو الجامعات وأتصور أنه وقتها سيكون مثالا للنزاهة أو الدقة والتجرد ولكن مهم جدا أن تكون هناك معايير علمية في تغذيته بالمعلومات والمهارات والمعارف التي سيعمل وفقها.
وأوضح شوشة :أن الذكاء الاصطناعي سيشكل تطويرا في الحياة كلها وسيصبح أحد التحديات الكبرى أمام الإنسان في الفترات القادمة وهو اختبار على مستوى الفكر والحضارة والإنتاج وعلى المستوى الأخلاقي وعلى مستويات أخرى عديدة.
وأوضح شوشة : أنه لا يتصور أن الذكاء الاصطناعي سيكون خطرا إلا إذا أساء الإنسان نفسه استخدامه أو كان يتعامل معه وهو خاضع لنزعات الشر، أما لو كان الإنسان قاصدا لتوظيفه لخير البشرية ولتقدم الإنسان وراحته ورفاهيته وكان المجتمع الذي يستخدم فيه محصن بما يكفي من النشاط الفكري والعقلاني فلن يكون إلا للخير وكما قلت قد يكون مجالا للتطوير وتوسيع مدارك البشر وتوسيع دائرة التحديات والفكر أو إعادة مساءلة الحياة والوجود في ضوء هذه التحولات الصناعية والمعرفية العميقة مثلا سؤال الإنجاب أو الكم المهمل من البشر وأدوار التعليم وطرقه أو أنماطه وغيرها من الأمور.