على مر القرون الماضية لم يختلف أحد على اهتمام أهل مصر للسادة آل البيت وأولياء الله الصالحين من أئمة الصوفية، فكما يكون الاحتفال بمولد سيدي المرسى أبو العباس حاليا في الاسكندرية شمال مصر ورأس وجهها البحري، يكن الاحتفال بمولد سلطان الصعيد الشيخ الفرغل في أسيوط الواقعة في جنوب مصر وقلب صعيدها أيضا.
على الحب الفطري والاتصال الروحي غير المسبب يجتمع أحباب الأولياء في حضرة موالدهم واحياء ذكراهم، وعلى النقيض كذلك يرى المتابعين تشابه في المخالفات ونفس المبالغات التى تحدث في كل مولد سواء في شمال مصر أو في جنوبها.. ومن جانبنا نحاول تفسير الأمر والبحث في سر الحب والجذب للسادة الأولياء وأسباب المخالفات وكيفية مواجهتها.
نجا من الغرق.. حكاية ولي الإسكندرية المرسي أبو العباس
أبو العباس المرسي هو الإمام شهاب الدين أبو العباس أحمد بن عمر بن علي الخزرجي الأنصاري المرسي البلنسي يتصل نسبه بالصحابي الجليل سعد بن عبادة الأنصاري سيد الخزرج وصاحب سقيفة بني ساعدة التي تمت فيها البيعة لأبي بكر الصديق بالخلافة، وجده الأعلى قيس بن سعد كان أميرا على مصر قبل الإمام علي بن أبي طالب عام 36ه، 656م.
ولد أبو العباس بمدينة مرسيه سنة 616هـ.(1219م) ونشأ بها وهي إحدى مدن الأندلس، ونسب إليها فأطلق عليه المرسي.
حفظ القرآن الكريم كاملا في عام واحد وتعلم القراءة والكتابة والخط والحساب وأصول الفقه، وكان والده من تجار مرسيه فشارك معه في تجارته وكان المال الذي يتدفق إليه من تجارته يذهب إلى جيوب الفقراء والمساكين وأبناء السبيل ويكتفي بما يقيم أوده ويحفظ حياته فقط.
اشتهر بالصدق والأمانة والعفة والنزاهة في تجارته، فكان يربح مئات الآلاف ويتصدق بعا، فكان قدوة لتجار عضره في التأدب بأدب الدين الحنيف وقدوة للشباب في التمسك بالعروبة الوثقى و
وفي عام 640هـ. (1242م) حين صحبه والده مع أخيه وأمه عند ذهابه إلي الحج فركبوا البحر عن طريق الجزائر حتى إذا قاربوا الشاطيء هبت عليهم ريح عاصفة غرقت السفينة غير أن عناية الله تعالي أدركت أبا العباس وأخاه فنجاهما الله من الغرق،و قصدا تونس وأقاما فيها واتجه أخوه محمد إلي التجارة واتجه أبو العباس إلي تعليم الصبيان الخط والحساب والقراءة وحفظ القرءان الكريم.
والتقى أبا العباس بأستاذه الشيخ أبي الحسن الشاذلي في تونس وتعلم التصوف على يديه، ويروي أبو عباس عن لقائه بالشيخ أبي حسن الشاذلي:« لما نزلت بتونس وكنت أتيت من مرسيه بالأندلس وأنا إذ ذاك شاب سمعت عن الشيخ أبي الحسن الشاذلي وعن علمه وزهده وروعه فذهبت إليه وتعرفت عليه فأحببته ورافقته».
ولما رآه الشيخ أبا الحسن الشاذلي من طيب النفس وطهارة القلب والاستعداد الطيب للإقبال على الله في أبي العباس غمره بعنايته وأخذ في تربيته ليكون خليفة له قائلا له:« يا أبا العباس ما صحبتك إلا لتكون أنت أنا، وأنا أنت».
وتزوج أبو العباس من ابنة شيخه الشاذلي وأنجب منها محمد وأحمد وبهجة التي تزوجها الشيخ ياقوت العرش.
وفي عام 642هـ. 1244م خرج أبو الحسن الشاذلي إلي الحج وسافر إلي مصر عبر الإسكندرية وكان معه جماعة من العلماء والصالحين وعلي رأسهم الشيخ أبو العباس المرسى وأخوه أبو عبد الله جمال الدين محمد وأبو العزائم ماضي.
وقد حج الشيخ أبو الحسن الشاذلي وعاد إلي تونس وأقام بها ولحق به أبو العباس المرسى ثم وفدوا جميعا إلي مصر للإقامة الدائمة بها واتخذ من الإسكندرية مقاما له ولأصحابه، و لما قدموا إلي الإسكندرية نزلوا عند عامود السواري وكان ذلك في عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب.
و لما استقروا بالإسكندرية اتخذ الشاذلي دارا في كوم الدكة نزل بها هو وأصحابه وعلي رأسهم أبو العباس وبدأوا يدعون إلي الله في كل مكان حتى قصدهم العلماء والفضلاء ولازم مجالسهم الطلاب والمريدون وذاع صيتهم في الديار المصرية
و اختار الشيخ أبو الحسن الشاذلي جامع العطارين لإلقاء دروسه فيه وعقد حلقات الوعظ والإرشاد وفيه وأقام الشيخ أبو العباس المرسى خليفة له وأذن له في إلقاء الدروس وإرشاد المريدين وتعليم الطلاب ومناظرة العلماء وتلقين مبادئ وآداب السلوك.
و أقام أبو العباس المرسى رضي الله عنه 43 عاما بالإسكندرية ينشر فيها العلم ويهذب فيها النفوس ويربي المريدين ويضرب المثل بورعه وتقواه.
ثم استأذن أبو العباس شيخه في القيام بأمر الدعوة في القاهرة واتخذ من جامع أولاد عنان مدرسة لبث تعاليمه ومبادئه بين الطلاب والمريدين واتخذ هذا المسجد مأوي له وكان يذهب كل ليلة إلي الإسكندرية ليلتقي بشيخه أبي الحسن ثم يعود إلي القاهرة ولم يستمر طويلا إذ عاد واستقر بالإسكندرية.
و في عام 656هـ- 1258م اعتزم الشيخ أبو الحسن الشاذلي الحج فصحب معه جماعة من إخوانه وعلي رأسهم أبو العباس المرسى وأبو العزائم ماضي وفي الطريق مرض مرضا شديدا فمات رضي الله عنه ودفن بحميثرة من صحراء عذاب وهي في الجنوب من أسوان علي ساحل البحر الأحمر.
و عاد الشيخ أبو العباس إلى الإسكندرية بعد آدائه فريضة الحج بعد وفاة شيخه، وتصدر مجالسه وأخذ شأنه في الارتفاع وذاع صيته فأمه الطلاب والمريدون من جميع البلاد ورحل إليه الزوار وذوو الحاجات من جميع الأقطار وتوافد عليه العلماء والأمراء والأغنياء والفقراء.
وكان يذهب إلى القاهرة في الصيف وينزل بجامع الحاكم وينتقل بينه وبين جامع عمر بالفسطاط ليلقي دروسه ومواعظه.
وتوفي في الخامس والعشرين من ذي القعدة 685هـ. (1287م.) ودفن في قبره المعروف خارج باب البحر بالإسكندرية.
الإمام محمد الفرغل.. حكاية سلطان الأولياء
يتصل نسبه بسيدنا الحسن بن الإمام علي بن أبي طالب، من ناحية الأب، هو محمد الفرغل بن أحمد بن محمد بن حسن بن أحمد بن محسن بن إسماعيل بن عمر بن محمد بن عبدالعزيز، بن موسي بن قرشي بن علي أبو الكرامات بن أحمد أبو العباس بن محمد ذو النورين بن محمد الفاضل بن عبدالله بن حسن المثني بن الحسن.
ومن ناحية الأم يتصل نسبه بسيدنا الحسين فهي فاطمة بنت شهاب الدين بن جمال الدين بن يوسف أبو الحجاج بن عبدالرحيم بن يوسف بن عيسى بن محي الدين منصور بن عبد الرحمن بن سليمان بن منصور بن إبراهيم بن رضوان بن نصر الدين بن إبراهيم بن أحمد بن عيسى بن تقي الدين بن عبدالله بن زين الدين بن عبد الخالق بن أحمد بن إسماعيل بن عبدالله بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين.
أطلق عليه العديد من الألقاب منها « السلطان الفرغل، سلطان الصعيد، سلطان المجاذيب، سلطان الأولياء، أبو مجلى، أبو المعالي، أبو أحمد، سكرتير السيدة زينب، مجمع الأحباب، قطب العصر، الكرار ويرجع سبب تسميته بالكرار لأنه كانوا يبدلون له كل يوم حذاء جديد لكثرة مشيه من إقليم لآخر.
هاجرت أسرته من الحجاز إلى قرية زرنيخ في أقصى محافظة قنا بصعيد مصر بسبب الاضطهاد الذي واجهه من ينتمون لسيدنا علي بن أبي طالب، إلى أن انتقل والده إلى قرية بني سميع غرب أبو تيج بمحافظة أسيوط، حيث ولد بها يتيمًا في أوائل عام 810 هـ الموافق 1406
عمل في بداية حياته بقرية بني سميع في رعي الأغنام ثم بالحراسة ثم بالزراعة إلى أن رحل إلى أبو تيج، كما أنه درس علوم الفقه والحديث والتفسير وصار مقصدا للناس ينهلون من علمه المتدفق، وقطبا كبيرا في الصعيد ومن أقطاب التصوف الكبار.
وبدأت شهرته عندما دخل ديوان السلطنة المملوكي وقال للسلطان الظاهر جقمق الذي حكم مصر عام 842هـ:« أنت وليت على البلاد فاعدل بين العباد» فقال له جقمق في وجود الحاشية السلطانية والقضاء والعلماء سمعًا وطاعة يا سلطان الأولياء.
توفي الإمام محمد أحمد الفرغل سلطان الصعيد عام 851 هـ - 1447م.
علت همته وشهد له ملايين البشر المسلمين والعلماء منهم: الإمام الشعراني بالقطبانية فقال منهم سيدي محمد بن أحمد الفرغل المدفون بأبو تيج بالصعيد فكان من الرجال المتمكنين أصحاب التصريف.
وروى الدكتور علي جمعة، حكايته الشيخ ابن حجر العسقلاني شارح البخاري وقاضي القضاة، قائلًا:« كان السلطان فرغل في القرن الثامن التاسع الهجري يبيع حشيش أمام الجامع الأزهر، فسأل ما هذا فقالوا له إنه الشيخ الفرغل يبيع حشيش فحدث نفسه قائلًأ لو كان هذا وليا ما أقامه الله في هذا المقام، ودخل ليصلي بالناس فنسي الفاتحة وبعد الصلاة سأله الناس هل فعلت حاجة اليوم فهو حافظ الدنيا الحافظ الكبير كيف تنسى الفاتحة، فقال والله ما عملت حاجة بس الراجل اللي بره ده قلبي لم يرتاح له كيف يبيع حشيش فقالوا له أذهب له وأسأله فذهب إليه وقال له الفاتحة فرد عليه لم أخذ منك شيء، قال له أنا قاضي القضاة، فرد عليه أرجع إلى الله وأطلب التوبة منه كيف تستخف بخلق الله هل قال الدين هذا، فرد قائلًا ليس منطقى أنك تبيع حشيش فقال له أقعد بيع معي فجلس يبيع معه وقال له اختار أي واحد وشوفه وهو بياخد الحشيش مني بيعمل ايه فاختار واحد ومشي وراه وشافه وهو بيشرب الحشيش فطرده من جوفه ولم يعد للحشيش مرة أخرى، فرجع إلى الشيخ الفرغل وحكى له ما حدث فرد عليه قائلًا أنا ببيع الحشيش من 20 سنة ومن يشتريه مني لم يعد إليه مرة أخرى»
الصوفية: بالحب يجتمع المصريين من كل حدب وصوب للاحتفال بموالد الأولياء.. ومطالب بوقف الاختراقات التي تحدث
من المعروف عن المصريين حبهم لآل البيت وأولياء الله الصالحين واتجاههم إلى إحياء ذكرى مولدهم بالاحتفال كل على طريقته، ويتصف الصوفية بحبهم الشديد لآل البيت ومشايخهم وساداتهم وإحياء ذكراهم دائمًا بالذكر وإلقاء الدروس الدينية والتعريف بتاريخ مشايخهم وساداتهم.
وفي هذا الإطار أكد مشايخ الصوفية على أن الاحتفال بموالد أولياء الله الصالحين واهتمام والتزام المصريين بإحياء هذه الذكرى نابع من الحب الروحاني، مشيرين إلى أن هناك بعض الاختراقات المرفوضة التي تحدث أثناء الاحتفال والتي تستوجب تدخل المشيخة العامة للطرق الصوفية لوقف مثل هذه الاختراقات التي تتسبب في تشويه صورة الصوفية في الاحتفالات الدينية.
من جانبه، قال الدكتور إبراهيم مجدي، طبيب نفسي، إن الاحتفال بذكرى مولد الشيخ أبو العباس المرسي له واقع خاص نظرا لأن اسمه مرتبط بأغاني التراث للإسكندرية.
وأكد مجدي، في تصريحات خاصة، أن الشيخ أبو العباس المرسي له محبة خاصة في قلوب الصوفية كونه من أول تلاميذ الشيخ أبو الحسن الشاذلي أبو الصوفية، مشيرا إلى تميزه بجمع الزهد والعلم معا فهو قطب من أقطاب التصوف لما له من علم ومدرسة وتلاميذ.
وتابع، أن حب المصريين للاحتفال بذكرى أولياء الله الصالحين مرتبط ارتباطا وثيقا بتاريخ أولياء الله الصالحين وحبهم لآل البيت، والراحة النفسية التي يشعرون بها عند زيارة مساجدهم.
وأوضح أن البعض يحتفل بجانب من الراحة النفسية داخل مساجد وأضرحة الأولياء، والخروج من طغيان المادة وصعوبات الحياة بزيارة هذه الأماكن، قائلا:« مفيش حد بيروح مصيف في إسكندرية إلا ويزور المرسي أبو العباس ».
وتابع أن الجزء الآخر من الاحتفال هم من يعرفون تاريخ الشيخ أبا العباس ومقولاته المأثورة، كما أن البعض يذهب لأنه استجاب دعائه لشيء ما عندما كان يصلي في المسجد وهو ما يسمى بالكرامات، كما أن هناك روحانيات خاصة ومختلفة تولد السعادة والبهجة في النفس.
وأكد على أن التزام واهتمام المصريين باحتفالتهم بذكرى مولد أولياء الله الصالحين مرتبط بحبهم الروحي لهم سواء في إسكندرية لسيدي أبي العباس المرسي أو الشيخ أحمد البدوي في طنطا أو الشيخ إبراهيم الدسوقي في كفر الشيخ وغيرهم في كافة أنحاء الجمهورية.
وأشار إلى أن البعض يذهب للاحتفال بالمولد ولم يعرف ماذا يفعل أو ما يجب الالتزام به، مؤكدا على أن الاحتفال الصحيح يكون بقراءة القرآن الكريم والأوراد وإلقاء بعض الدروس والتعريف بتاريخ الشيخ وعلومه.
وتابع أن الاحتفال بمظاهر البهرجة والطبل أو بعض الأفعال التي نلاحظها في عصرنا ليس لها أي علاقة دينية بالاحتفال ومنافية لآداب الاحتفال الصحيح الواجب اتباعه لإحياء ذكرى أولياء الله الصالحين.
واتفق معه، قال الدكتور صلاح حامد، مؤسس زمرة المحبين المحمدية الشاذلية بالمطرية، إن الإمام الرائد الشيخ محمد زكي الدين إبراهيم له كتيب خاص بالاحتفال بموالد أولياء الله الصالحين وطرق وآليات الاحتفال «المولد وموالد الصالحين» يشرح بالأدلة كافة طرق الاحتفال وجوازها.
وأكد حامد، في تصريحات خاصة، أن الاحتفال يحتاج إلى طريقة تنظيم حقيقية من جانب كافة الطرق الصوفية من خلال عمل سرادق يضم علماء الطريقة للحديث عن الولي الذي يحتفلون به فيما يتعلق بعلومه وتاريخه الديني وتلاوة القرآن والأوراد والأدعية.
وأشار إلى أن البعض يعتبرون الاحتفالات عادة لا يعرفون أهمية العلم، ولكن الاحتفال بطرق صحيحة يحول الإنسان من جاهل إلى عالم في الطهارة وطرق العبادة الصحيحة وآداب الإسلام الحقيقة في التعامل مع الجميع وكافة الأمور الحياتية المختلفة سواء الطعام أو البيت أو الدخول والخروج من المساجد وغيرها.
وتابع أن اهتمام المصريين والتزامهم بالاحتفال بآل البيت وأولياء الله الصالحين نابع من حبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال:« لن تدخلوا الجنة حتى تحابوا»، فالاحتفال بذكرى أولياء الله الصالحين يأتي من مردود حب الله سبحانه وتعالى رسوله.
ولفت إلى أن الحب هو من يجمع المصريين حول آل البيت وأولياء الله، ولكن من خلال الاحتفال بالعبادة وتلاوة القرآن الكريم والأوراد وإلقاء الدروس العلمية الدينية.
وأشار إلى أن بعض مظاهر الاحتفال الحالية ما هي إلا فلكلور شعبي لا يجوز فعله مؤكدا على ضرورة التخلص من أساليب البهرجة والطبل والألعاب التي ليس لها علاقة بالروحانيات الدينية.
وفي ذات الصدد قال الشيخ رامي الشهاوي، شيخ الطريقة الشهاوية البرهامية، إن الشعب المصري يعشق آل البيت بالفطرة وبالتالي يحب أولياء الله الصالحين والصوفيين.
وأوضح الشهاوي في تصريحات خاصة، أن الآلاف يصطفون حول مساجد آل البيت وأولياء الله الصالحين أثناء الاحتفال بذكرى مولدهم.
وتابع قائلا:« ليس كل من يذهب للاحتفال متصوف أو ولي ولكن البعض يذهب لإحياء ذكراهم بالحب والارتباط الروحي».
وأشار إلى أن هناك نوعين من المحتلفين وهم المتصوفة القائم والزائر، فالمتصوف القائم هو من يذهب لإحياء ذكرى الولي والتذكرة بطريقته وعلومه وأوراده وقراءة القرآن وإلقاء بعض الدروس والحضارة ثم إطعام الطعام الذي يعد سمة أساسية عند الصوفية لتحقيق التكافل الاجتماعي، أما الزائر فالكثير منهم يذهب لتناول الطعام أو الترفيه أو الاستمتاع بالمظهر الديني.
وأكد على أن طرق الاحتفال منها الحسن والأحسن من حيث التركيز على تلاوة القرآن والأوراد والتذكير بالشيخ وعلومه وغيرها من المظاهر الدينية الراقية التي تهدف للارتقاء بالنفس البشرية.
وأشار إلى وجود مظاهر سيئة تتسبب في بعض التجاوزات غير المقبولة دينيا ومجتمعيا، تحتاج إلى وقفة من جانب المشيخة العامة للطرق الصوفية بمنع الاختراقات التي تحدث للطرق الصوفية أثناء الاحتفال وتتسبب في تشويه الاحتفال الديني الذي تسعى إليه الصوفية.
وفي سياق متصل، قال الدكتور محمد نصار، الأستاذ بجامعة عين شمس، الداعية بالطريقة النقشبندية الجودية بالقاهرة، إن ظاهرة الاحتفال بموالد آل البيت وأولياء الله الصالحين طيبة ولكن في إطار تلاوة القرآن والذكر والأوراد وإلقاء الدروس الدينية والتعريف بتاريخ الولي الذي نحتفل به.
وأوضح نصار، في تصريحات خاصة، أن الاحتفال بصورته الحالية بحاجة إلى تقويم كما أن أحوال الدنيا كلها تحتاج إلى تقويم، قائلًا: «كلما وجدنا سبيلا إلى التجويد جودنا، والموالد هى اجتماعات بشرية كبيرة يظهر فيها الجيد وقد يظهر فيها غير الجيد من ممارسات بعض الناس السلبية الوارد حدوثها».