رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

الرئيس الفرنسى ينتقد «الإمبريالية الجديدة» فى رحلة المحيط الهادئ.. «بلومبرج»: ماكرون يسعى لدور أكبر مع تنامى نفوذ الصين

ماكرون
ماكرون
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

انتقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ما أسماه "إمبريالية القوى المجاورة" خلال زيارة لجنوب المحيط الهادئ ، سعيا للترويج لفرنسا كقوة موازية في منطقة ذات أهمية استراتيجية لكل من الصين والولايات المتحدة.
وقال الرئيس الفرنسي خلال زيارته  فانواتو، الأرخبيل الذي شيدت فيه بكين الطرق والملاعب وحتى مبنى البرلمان : "إن سيادة العديد من الدول ، غالبًا ما تكون الأصغر والأكثر هشاشة ، مهددة بالإمبريالية الجديدة وديناميات القوة". 
وأشار إلى الدوريات البحرية غير القانونية والقروض المفترسة، دون أن يذكر الصين صراحة.
وسعت الصين والولايات المتحدة إلى بناء نفوذ في المنطقة، وهي منطقة من شأنها تسهيل الوصول العسكري إلى تايوان في أي نزاع، وتعهدت الولايات المتحدة بمنع بكين من وضع الجزيرة التي تدار ديمقراطيًا تحت السيطرة بالقوة.
وذكرت وكالة "بلومبرج" أن ماكرون يريد من باريس أن تعمل كقوة موازية ، لكنه لا يمتلك القوة الدبلوماسية أو العسكرية للقوتين العظميين. لذا فهو يتسابق لتحديد دور فرنسا وما يمكن أن تقدمه للدول الجزرية الصغيرة المهددة بتغير المناخ.
كانت المحطة الرئيسية لماكرون في المنطقة في وقت سابق من الأسبوع الماضي هي كاليدونيا الجديدة، وهي منطقة فرنسية تمثل مفتاحًا للاستراتيجية الفرنسية. ثم يتوجه بعد ذلك إلى بابوا غينيا الجديدة وسريلانكا - لأول مرة لرئيس فرنسي .
في غضون ذلك، يسافر وزير ماليته برونو لو مير إلى الصين في نهاية هذا الأسبوع لتعزيز العلاقات الاقتصادية، حيث التقى بممثلين من شركة "BYD" لصناعة السيارات على أمل أن تبني مصنعًا للسيارات في فرنسا.
"إذا كان الاستقلال يعني أنك ستقرر غدًا أن يكون لديك قاعدة صينية هنا، أو أن تعتمد على أسطول بحري آخر ، حظًا سعيدًا في ذلك - هذا ليس الاستقلال!" وأبلغ ماكرون حشودًا في نوميا، عاصمة كاليدونيا الجديدة، يوم الأربعاء ، بعد أن رفض بعض القادة المؤيدين للاستقلال مقابلته. ونفت فانواتو في السابق تقارير إعلامية من ٢٠١٨ تفيد بأن الصين تخطط لبناء قاعدة عسكرية في الجزيرة.
وبعد مغادرة الأرخبيل الذي سيطرت عليه فرنسا في القرن التاسع عشر ، شجب ماكرون في فانواتو "هيمنة أو إمبريالية" "بعض القوى المجاورة الكبرى" التي تقدم تحالفات مقابل استثمارات ، وقال ماكرون إن فرنسا ستفتح قريبا سفارة في جزر ساموا ، وأول سفارة في بولينيزيا ، ومكتب وكالة تنمية في فانواتو ، وتنشر ٢٠٠ جندي إضافي وترقية معدات دفاعية في كاليدونيا الجديدة.
وحسب الإليزيه، فإن هذه الزيارة هي الأولى من نوعها التي يسافر فيها رئيس فرنسي إلى دول مستقلة في منطقة المحيط الهادئ، وليس فقط إلى أقاليم ما وراء البحار التي يبلغ عددها في المحيط الهادئ خمسة.
وفي بيانه عن زيارة ماكرون إلى كل من فانواتو وغينيا الجديدة، قال الإليزيه إنها تهدف إلى "إعادة إشراك" فرنسا في المحيط الهادئ، بقدر ما هو "تقديم بديل" للتأثير المتزايد للصين في المنطقة.
تأتي هذه الزيارة في وقت تعيش فيه فرنسا وضعاً دبلوماسياً متأرجحاً في علاقتها بالمحيط الهادئ، وسط زخم التنافس الكبير الذي تعرفه المنطقة بين الولايات المتحدة والصين. كما استمرار مصالح البلاد في كاليدونيا الجديدة، على الرغم من تاريخها الاستعماري الدامي في تلك الجزر.
ووفق ما نشرت وسائل إعلام فرنسية، تحمل زيارة ماكرون كاليدونيا الجديدة رغبة في فك الانسداد التي تعرفه الجزيرة، بين الفعاليات المدافعة عن البقاء تحت السلطة الفرنسية وحركة "جبهة تحرير كاناك" التي تطالب منذ مدة باستقلال البلاد.
وعرف الأرخبيل ٤ استفتاءات للاستقلال، آخرها كان عام ٢٠٢١، وقاطعته الحركة الانفصالية.
ومنذ عام ١٨٥٣، تبسط فرنسا نفوذها على أرخبيل كاليدونيا الجديدة. ونجح الانفصاليون في فرض مسار تقرير المصير على الحكومة الفرنسية، وهو ما اتُّفق عليه في معاهدة "نوميا" عام ١٩٩٨، التي تمنح الجزر فترة انتقالية يجري خلاها بحث مستقبل الحكم فيها. ومنذ ديسمبر ٢٠٢١، تعطلت المباحثات بين الانفصاليين ومناصري البقاء مع فرنسا.
ووفق الموقع الرسمي للخارجية الفرنسية فإن منطقة المحيط الهادئ "ذات أهمية كبيرة للبلاد"، إذ تحظى فرنسا هناك بموطئ قدم عبر أراضيها الخارجية، حيث يقطن نحو ١.٦٥ مليون من مواطنيها. كما تقع ٩٣٪ من المنطقة الاقتصادية الفرنسية الخالصة في المحيطين الهندي والهادئ، فضلاً عن ٨ آلاف جندي من قواتها مرابطة هناك.
ومنذ سنة ٢٠١٨ تسعى فرنسا لتقديم نفسها في المنطقة كـ"قوة وسيطة" بين التجاذبات والاستقطاب الحاد الذي تعرفه، والدفاع عن مصالحها الاقتصادية والاستراتيجية بتعزيز شراكاتها مع مختلف الأطراف الفاعلة هناك، وهو ما كشفت عنه وثيقتها الاستراتيجية في هذا الصدد.