الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

د. غادة عبدالرحيم تكتب: الروشتة "٩" لا للتنمر.. نعم للتمرن

د. غادة عبد الرحيم
د. غادة عبد الرحيم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

من جمال اللغة العربية أنها تمنحك حرية ترتيب الحروف وفقا لروحك، فإن كانت روحك وثابة للخير شكلت من الحروف وردة، وإن غلبها تشاؤم النفس شكلت منها شوك، انظر معي حروف التنمر هي نفس حروف التمرن، ماذا لو جعلنا سلوكنا لا للتنمر ونعم للتمرن على الحب والخير ورؤية الجانب المضىء في حياتنا وحياة من حولنا.. فيا أعزائي مرنوا أولادكم على الحب واحموهم من التنمر، فهو سلوك غير مرغوب فيه، يكون بقصد الإيذاء لشخص آخر والتقليل منه سواء جسديًا أو عقليًا أو عاطفيًا ويكون باستخدام القوة أو التهديد والإكراه في المعاملة لشخص ضعيف بغرض السيطرة عليه.

متى يحدث التنمر؟
يحدث التنمر في أي سياق يتفاعل فيه البشر مع بعضهم البعض، ويشمل ذلك الأسرة ومكان العمل والمنزل والمدرسة أو النادي.

أنواع التنمر
غالبًا ما يتم تصنيف التنمر إلى أربعة أنواع منها الفردي والجماعي ويعتبر التنمر الجسدي واللفظي والنفسي أكثرهم انتشارًا في  المدارس الابتدائية ويبدأ في مراحل مبكرة عن ذلك. 
*التنمر الجسدي 
الذي يضر بجسد شخص ما أو يدمر ممتلكاته مثل السرقة والضرب والقتل وتدمير الممتلكات. 
*التنمر اللفظي
الذي يتم عن طريق التحدث أو التسمية بأسماء غير لائقة وبها شيء من السخرية أو نشر للشائعات أو تهديد لشخص ما، وهذا التنمر هو أكثرهم شيوعًا من بين كل هذه الأنواع. 
*التنمر السردي
يقصد به الإضرار بسمعة شخص ما أو الإضرار بمكانته الاجتماعية بين الناس وهذا النوع مرتبط ارتباط وثيق بالتنمر اللفظي والجسدي.

*التنمر النفسي
شائع بين الأطفال ويتمثل في النظرات السيئة والتربص والتلاعب  وإشعار الطفل بأن التنمر من نسج خياله وهذا النوع غير علني ويستمر لفترة طويلة دون أن يلاحظ أحد هذا.

*التنمر الإلكتروني
هو استخدام التكنولوجيا لمضايقة شخص آخر أو تهديده أو استهدافه وهي جريمة جنائية سيكون لها عواقب قانونية قد تصل إلي عقوبة السجن يتضمن ذلك الرسائل الإلكترونية علي شبكات التواصل الاجتماعي والرسائل النصية والمكالمات الهاتفية.

*أسباب التنمر عند الأطفال
* الغيرة
تعد أولها وأهمهما إذا كان المتنمر يعاني من الغيرة من أحد ما، فغالبًا ما سيحاول صب غيرته وانزعاجه على ذلك الشخص، الشعور بالإهمال والتجاهل من الآخرين أو من الأبوين والافتقار إلى الشعور بالأمان والنقص العاطفي فيلجأ الطفل إلى استخدام القوة والسيطرة على الآخرين، كما أنا المشاكل المنزلية تساهم في ذلك، معظم المتنمرين لديهم مشاكل داخل أسرهم مترجمة في صورة تعنيف جسدي ولفظي أو جنسي أو عاطفي فيلجأون إلى تفريغ هذا الغضب على الآخرين كوسيلة للتغطية على عدم الشعور بالارتياح في المنزل.

*الجوانب التي تتأثر بالتنمر
التنمر لا ينحصر على سن معينة أو فئة معينة ولكن يكون تأثيره أشد على الأطفال والمراهقين لأنهم لا يزالون في طور النمو العاطفي وتكوين الشخصيات والشعور بالذات، فالتنمر يؤثر بشكل واضح وعام على الجانب النفسي والاجتماعي مما يجعل الطفل غير قادر على الانخراط في المجتمع ويجد صعوبة في تكوين الصداقات بسبب ضعف شخصيته وعدم تقديره لذاته فيشعر بالوحدة ويكون لها تأثير واضطرابات في الأكل والنوم وتبقى هذه الآثار لفترة طويلة إذا لم يتم التعامل مع الأمر بجدية من قبل الأهل المتخصصين، قد يحدث تأثيرًا  لدى الطفل في الجانب الجسدي يظهر في صورة صداع وآلام بالمعدة وقد يتفاقم الأمر ويصل إلى أمراض بالقلب.

الجانب الأكاديمي 

الأطفال الذين تعرضوا للتنمر يكون لديهم قلة في التركيز وكثرة نسيان وعدم انتباه وتوتر دائم، ويرفضون الذهاب الى المدرسة وتتدني درجاتهم العلمية، كما أن الأهل يتأثرون بالتنمر إذا تعرض فرد منهم للتنمر ويشعرون بخيبة أمل لأنهم لم يستطيعوا حماية طفلهم.

*علامات تدل على أن الطفل تعرض للتنمر
نجد الطفل انخفضت درجاته المدرسية، وفقد الاهتمام بالمدرسة وعدم رغبته في الذهاب إليها، يفقد أصدقاءه ويتجنب مقابلتهم أو الانخراط معهم في اللعب، ونجده يتجنب المواقف الاجتماعية ويعاني من قلة النوم والأرق والكوابيس المتكررة ويفرط في تناول الطعام والانطواء والعزلة.
أما إذا كان التنمر جسديا فيظهر عليه علامات الضرب والكدمات وفي هذه الحالة يرفض الطفل التحدث عنها ويفقد الثقة بنفسه.

*كيف أساعد طفلي على مواجهة التنمر وتقوية شخصيته أمام المتنمرين

يجب تعليم الطفل أن كل شخص مختلف عن الآخر وأن البشر يوجد لديهم فروق شخصية وفردية تميزهم وتجعلهم متفردين بها عن غيرهم ويجب علينا تقبلها.

*نعلمه أن يعامل الناس كما يحب هو أن يعاملوه وأن يكون متعاطفا مع الآخرين ويهتم  لمشاعرهم، ويجب أن نثقف الطفل بكل شيء عن التنمر وتسلط الأصدقاء.

*يجب تنمية فن الرد لديه باستخدامه لغة حازمة وغير متعاطفة مع المتنمر دون اللجوء للتعامل الجسدي.

* تجاهله للمتنمر وعدم التعامل معه وإخبار من هم أكبر منه سواء معلميه في المدرسة أو الأهل في المنزل.

*عدم القيام برد فعل تجاه المتنمر مثل البكاء أو غيره بحيث لا يعطيه فرصة أن يشعره أنه نجح في أذيته.

*يجب علي الأهل إظهار الحب والتقدير من جهتهم  للطفل وبأنهم فخورين به دائمًا، ويذكرونه بمواطن قوته وتجنب النقد غير البناء له، وعدم التقليل من شأنه واحترام رأيه.

* لابد من تقوية قدراته البدنية والجسدية حيث يصبح لدى الطفل شعور بأنه قادر على حماية نفسه من التنمر الجسدي.
* ينصح خبراء الصحة النفسية بعدم ترك الطفل فترات طويلة على الإنترنت ومتابعته على شبكات التواصل الاجتماعي فهذا يساعد على حمايته من التنمر والأذى النفسي ويتيح التدخل السريع والمباشر في حال أنه تعرض للتنمر.

*تشجيع الطفل على تكوين علاقات اجتماعية إيجابية تساعده في تطوير مهاراته وذاته، توجيه الطفل للدفاع عن نفسه وإجبار المتنمر على التوقف عن مضايقته ولا يترك وحيدًا في المواجهة ويجب أن يشعر بدعم من عائلته ومدرسته ولابد الدعم أن يكون بحساب وتكون مواجهة المتنمر متروكة في المقام الأول للطفل ولكن بتوجيه من قِبل من هم أكبر منه.

حلقات أسبوعية تكتبها د. غادة عبد الرحيم