أكد النائب عادل اللمعي، عضو مجلس الشيوخ، أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالجلسة العامة للقمة الروسية الأفريقية الثانية بسان بطرسبرج، كشفت حقيقة الرؤية المصرية لأولويات الشراكة الإفريقية الروسية، في المرحلة الراهنة للارتقاء بقدراتها وإمكاناتها حتى تتمكن من تجاوز التحديات وتلبي تطلعات شعوبها نحو التنمية المستدامة، لا سيما أن مشاركة الرئيس بالقمة تأتي بصفته الرئيس الحالي للوكالة الإنمائية للاتحاد الأفريقي "نيباد- الذراع التنموي للاتحاد"، وهو ما يجعل هناك تركيز رئيسي على حشد الموارد المالية التي تمكن من تنفيذ المشروعات القارية الرائدة لأجندة أفريقيا التنموية 2063، وتعزيز الجهود القائمة لتحقيق الاندماج القاري.
وأضاف "اللمعي"، أن كلمة الرئيس أكدت على أهمية إرساء أسس السلام، إيمانا بقوة المنطق لا منطق القوة، وبأن العالم يتسع للجميع، كما أنها استعرضت المرتكزات الرئيسية لتنامي وتعميق التعاون القائم، والتي أبرزت ضرورة الأخذ في الاعتبار احتياجات الدول النامية وعلي رأسها دول القارة الأفريقية فيما يتعلق بالتداعيات شديدة الوطأة على اقتصاداتها جراء الصراعات والتحديات القائمة، وما جنته من آثار سلبية في محاور الأمن الغذائي، وسلاسل الإمداد وارتفاع أسعار الطاقة.
وأشار عضو مجلس الشيوخ، إلى أن الرئيس وضع الأطراف المسئولة عن التداعيات الحالية أمام مسؤولياتها في التحرك العاجل من أجل دعم القارة السمراء حيث إن أفريقيا هي المنطقة الأكثر تأثرا بانعدام الأمن الغذائي في العالم، وهو ما يعكس ما تحمله الدولة المصرية على عاتقها للتحدث باسم شواغل القارة والتعبير عنها في كافة المحافل الدولية.
ولفت "اللمعي"، أن مطالبة الرئيس حول حتمية وجود صوت أفريقي مؤثر وفعال، داخل المحافل الدولية القائمة، تشكل خطوة مهمة وضامنة لتوحيد موقف الدول الإفريقية بخارطة موحدة تعبر عنها وتحقق القدر المطلوب من التوازن عند مناقشة القضايا ذات التأثير المباشر على مصالحها، مؤكدا على أهمية ما طرحه الرئيس بشأن ضرورة إيجاد حلول عاجلة لتوفير الغذاء والأسمدة بأسعار تساعد أفريقيا على تجاوز هذه الأزمة، مع البحث عن آليات تمويل مبتكرة تدعم النظم الزراعية والغذائية في أفريقيا، وما يتعلق بشأن اتفاقية تصدير الحبوب، وذلك بما يمكن أفريقيا من عبور صعوبات تلك المرحلة وآثارها على معيشة الأشقاء الأفارقة ووضع حدًا للارتفاع المستمر في أسعار الحبوب وما يتبعها من موجات تضخمية أخرى.
واعتبر "اللمعي"، أن تأكيد الرئيس بالتزام مصر باستمرار انخراطها في جهود تعميق الشراكة الاستراتيجية مع روسيا وحديث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول الاهتمام باستكمال مشروع إنشاء منطقة صناعية روسية في قناة السويس، يعكس وجود إرادة مشتركة لتعزيز التعاون المشترك، خاصة وأن تلك المنطقة تشكل قاعدة انطلاق توسيع الأعمال التجارية للشركات الروسية ومنح فرص جديدة للاستثمار الأجنبي في السوق المصرية، وهو ما يبرز أهمية امتلاك مصر لمقومات استراتيجية متفردة وهو ما سيكون له الدور في توطين مزيد من الصناعات وتوفير مزيد من المنتجات التي تلبي احتياجات القارة الإفريقية والشرق الأوسط، بالاستفادة من سهولة النفاذية للأسواق العالمية والإقليمية، كما أن إقامة تلك المنطقة الصناعية ستعمل على المساهمة في نقل التكنولوجيا والمعرفة، فضلًا عن خلق فرص عمل جديدة في قطاعات مختلفة.