الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة ستار

المشهد المسرحي في دراما أسامة أنور عكاشة

أسامة أنور عكاشة
أسامة أنور عكاشة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تميز الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة 27 يوليو 1941 – 28 مايو 2010، بأعماله الفنية الخالدة، التى حفرت له اسما كبيرًا بين كُتَّاب الدراما التلفزيونية الناجحة، فبدأ كاتبًا للقصة القصيرة والرواية فى أوائل الستينيات، واتجه للكتابة التلفزيونية فى أوائل السبعينيات، ليترك إرثًا إبداعيًا غزيرًا، من بينه «ليالى الحلمية، وضمير أبلة حكمت، والراية البيضاء، ورحلة أبوالعلا البشرى، والشهد والدموع، وزيزينيا» وغيرها.


ويفخر التليفزيون المصرى بما لديه من أعمال عكاشة الدرامية، ومن بين المسلسلات المفضلة لدى مؤلفها يحتل مسلسلين «عابر سبيل، وقال البحر» مكانة كبيرة ومحببة إلى قلبه، لأنها عبرت عما بداخله من هواجس.


استحوذت عليه دراما التلفزيون، ولم تستفد منه السينما بقدر فائدة التلفزيون الذى احتل نصيب الأسد من أعماله، بينما حظى المسرح فى مشوار عكاشة بنحو ست مسرحيات، شاهدها جمهور القطاعين العام والخاص، وفقا للتسلسل الزمنى وهى «الأنون وسيادته، والبحر بيضحك ليه، والناس اللى فى الثالث، وفى عز الظهر، وليلة 14، وولاد اللذين»، وكانت مسرحيته الشهيرة «الناس اللى فى الثالث» التى قدمت على خشبة المسرح القومى، ولاقت إقبالًا ونجاحًا كبيرًا.

الكاتب أسامة أنور عكاشة

مكاسب الحركة المسرحية
ينتمى عكاشة لجيل كبار الكُتَّاب الذين أثروا الحياة الثقافية بالمجالات المتعددة منها الرواية، والسيناريو، والمسرح، وله تجارب إبداعية مهمة ومؤثرة ليست مجرد تجارب فقط، لأنه يمتلك رؤية وبعدًا حسيًا فى أعماله سواء فى الرواية أو التليفزيون أو المسرح.


وكانت الأعمال الروائية بمثابة المرحلة الأولى فى حياته كمؤلف قصص وروايات وهذا الاتجاه أدى إلى المجال الآخر وهو التليفزيون، الذى أبدع فيه بلا جدال، ويعد سيد الدراما التلفزيونية ولا أحد يختلف على هذا الرأى، لأن أعماله تناولت عدة قضايا مهمة فى المجتمع والوطن، ودمج بينهما وكأنه يضع لبنة الاتجاه الصحيح فى الدراما التليفزيونية، ومن بين الأعمال التى اتخذت نفس منهجه الآن ما نراه فى مسلسل «الاختيار» بأجزائه الثلاثة، التى تجمع بين قضايا المجتمع والوطن أيضا، فهو يعد مؤسس هذا الاتجاه «الدراما الاجتماعية والوطنية».


اتجه عكاشة لمجال المسرح فى بعض مراحل حياته الإبداعية، فعشقه له نابع بإيمانه ودوره المهم فى مجتمعنا، خاصة أنه قدم قضايا مسرحية مهمة دمج خلالها بين الجانبين الاجتماعى والوطنى، ويحسب له أنه مارس التجربتين سواء فى مسرح الدولة أو القطاع الخاص، فله ثلاث مسرحيات قدمت على المسرح القومى وهى «الناس اللى فى الثالث، وفى عز الظهر، وولاد اللذين»، وأخرى على الهناجر بعنوان «ليلة 14» بخلاف عرضين فى القطاع الخاص وهما «الأنون وسيادته، والبحر بيضحك ليه»، وعلى الرغم أن البعض يرى بأن المسرح لا يؤدى دوره بأكمل وجه، لكن بمجرد دخول "عكاشة" هذا المجال أصبح مكسبا كبيرا للحركة المسرحية.

مسرحية الناس اللي في الثالث

بداية متأخرة وإنتاج قليل
تتلمذ على يد الأديب العالمى نجيب محفوظ، فهو روائى جيد له خلفية اجتماعية وسياسية واسعة، هكذا أوضح الناقد والمخرج المسرحى الدكتور عمرو دوارة، مؤكدا أن للمسرح مواصفات خاصة، فهو اجتهد فى هذا المجال، لكن لا نستطيع تصنيفه ضمن كبار كتاب المسرح، لأنه بدأ متأخرا فيه وأقل إنتاجا.


وأوضح أن هناك مجموعة كبيرة من كتاب المسرح أيضا بذلوا جهودا فى الدراما التليفزيونية فى مقدمتهم: يسرى الجندى، ومحمد أبوالعلا السلامونى، ولينين الرملى، لكنهم يعدون الأعلى كفاءة فى المسرح.

ومن وجهة نظر "دوارة" يرى أن الوحيد الذى جمع بين المجالين وبرع فيه وحقق نجاحا كبيرا هو الكاتب الراحل محفوظ عبدالرحمن، لأنه يعد حالة إبداعية خاصة، لذا لكل قناة فنية رجال سواء فى الرواية، والدراما التليفزيونية، والمسرح، ويظل "عكاشة" فى التليفزيون يحتل مكانة كبيرة بين كتاب الدراما التليفزيونية.


كتب عكاشة 6 مسرحيات قدمت على خشبات مسارح الدولة والقطاع الخاص وهى «الأنون وسيادته» التى قدمتها فرقة مسرح الفن فى العام 1990، للمخرج جلال الشرقاوى، ومن بطولة الفنانين يونس شلبى، وشيرين، ونجاح الموجى، وسعاد نصر، و«البحر بيضحك ليه» قدمتها فرقة الفنانين المتحدين فى العام 1990، للمخرج محمد فاضل، ومن بطولة الفنانين صفية العمرى، وصلاح السعدنى، ويحيى الفخرانى، ووحيد سيف"، و«الناس اللى فى الثالث» إنتاج فرقة المسرح القومى فى العام 2001، للمخرج محمد عمر، ومن بطولة الفنانين سميحة أيوب، ورشوان توفيق، وفاروق الفيشاوى، وعبدالعزيز مخيون، ورياض الخولى، وعفاف حمدى، و«فى عز الظهر» قدمتها فرقة المسرح الحديث فى العام 2003، للمخرج محمد عمر، ومن بطولة الفنانين سميحة أيوب، وعمر الحريرى، وتوفيق عبدالحميد، وماجدة الخطيب، وإيفا، وصبرى عبدالمنعم، و«ليلة 14» إنتاج فرقة الهناجر المسرحية فى العام 2005، للمخرج محمد عمر، ومن بطولة الفنانين محمود الحدينى، وعايدة فهمى، وفتوح أحمد، وإيمان رجائى، وآخرهم «ولاد اللذين التى قدمتها فرقة المسرح القومى فى العام 2007، للمخرج محمد عمر، ومن بطولة الفنانين: "محمود الحدينى، ومحمود الجندى، ويوسف داود، ومحمد متولى.


وتجدر الإشارة إلى معظم أعمال أسامة أنور عكاشة المسرحية أخرجها محمد عمر، منها: 2 على خشبة المسرح القومى، وواحدة على المسرح الحديث، وأخرى على مسرح الهناجر.

المؤرخ المسرحي عمرو دوارة

تجربة فريدة من نوعها
تجربة فريدة من نوعها، بدأت بالكتابة فى القصة القصيرة، لكنه لم يحقق مثل ما حققه فى الرواية، فهو موهبة سمعية وبصرية، هكذا أشار الدكتور أسامة أبو طالب، رئيس البيت الفنى للمسرح الأسبق، وأستاذ الدراما والنقد بالمعهد العالى للفنون المسرحية بأكاديمية الفنون، إلى ذلك.

«عكاشة» كتب رواية طويلة بعنوان «وهج الصيف» وهى رواية جيدة، لقد تحدثا سويا بشأن هذه الرواية، وتحمس لها لتحويلها إلى سيناريو عمل تليفزيونى، لكن لا يعلم «أبو طالب» بعد ذلك إذا قد تم بيع هذا العمل لشركة إنتاج تليفزيونى أو جهة أخرى، أو عن كتابة السيناريو ذاته، فلم يقرأ أبوطالب سوى هذه الرواية فقط من أعمال عكاشة الروائية.


أبرز أعماله المسرحية وأنجحها، وفقا لحديث أبو طالب، هى مسرحية «الناس اللى فى الثالث» التى قدمت على خشبة وإنتاج المسرح القومى، أثناء فترة تولى الدكتور أسامة أبو طالب رئاسة البيت الفنى للمسرح آنذاك، ولاقت إقبالا شديدا وحققت نجاحا مبهرا، وأخرجها للمسرح محمد عمر، وشارك فى بطولتها الفنان الراحل فاروق الفيشاوى، وقد اتفق كل من «أبوطالب والفيشاوى» على جولة هذا العرض فى دول العالم العربى، وتحدثا سويا مع مجموعة من المنظمين بالخارج، وتلقا أكثر من دعوة من عدة دول، لكن ترك «أبو طالب» رئاسة البيت آنذاك ولم يعلم هل جاب العرض دول العالم العربى أم لا.


عبر عن دفاعه الحقيقى عن قضايا المجتمع والوطن، هذه الأعمال كلها ذات مستوى رفيع أظهرت على رؤيته للمجتمع وإجادة تحليله للواقع، بالإضافة إلى قراءة الزمن الحقيقى لمصر، سواء سياسيا واجتماعيا وثقافيا، كانت هذه الأعمال نافذة لكبار الممثلين، وكتابته للدراما التليفزيونية تعد أحدث مرحلة حقيقية فى طليعة الكبار، ومن هنا عكف وجسد فهمه ورؤيته لطبيعة الإنسان، بالإضافة إلى المراحل الذى مر بها المجتمع المصرى، وقدمه بطريقة سلسة وناعمة، مما مكن المخرجين فى تقديم هذه الأعمال العظيمة التى لاقت نجاحا كبيرا وحفرت له اسما بين كبار كتاب الدراما التليفزيونية، فقد استحوذ التليفزيون على عطائه الإبداعى وجعل أعماله المسرحية فى الظل، فكتب للدراما الكثير لكن الكتابة للمسرح تتطلب جهدًا آخر.
كان له حظ فى السينما أيضا، لكن عشقه لكتابة الدراما التليفزيونية استحوذ على وقته وجهده، وكذلك ملاحقة المخرجين والمنتجين على أعماله من وقت لآخر، فكان من بين مجموعة كبيرة من كبار كتاب الدراما التليفزيونية الذين فقدناهم ولا يستطيع أحد لاستعادة مجد الدراما التليفزيونية بعد هؤلاء المبدعين.


تظل الدراما التليفزيونية تحتل مكانة ذات طابع خاص برع فى كتابتها مجموعة من كبار الكتاب من بينهم محسن زايد، أسامة أنور عكاشة، محمد عبد القوى، وغيرهم من الذين قدموا لنا أعمالا تلفيزيونية قوية راسخة فى الوجدان، كذلك بشير الديك، وعاطف الطيب، وداود عبد السيد، مجدى محمد على وغيرهم، كلهم صنعوا فنا دراميا سواء فى التليفزيون أو شاشات السينما، لكن يظل الكاتب أسامة أنور عكاشة مدرسة حقيقية فى الكتابة التليفزيونية، لذا طالب "أبو طالب" معهد النقد الفنى بأكاديمية الفنون بتدريس فن الكتابة الدرامية عند عكاشة، وكذلك الإخراج التليفزيونى فى أعماله من قبل كبار المخرجين من بينهم إسماعيل عبد الحافظ، محمد فاضل، أنعام محمد على، إبراهيم الصحن، والإذاعة أيضا، فنحن لدينا مدرسة حقيقية لكتاب الدراما التليفزيونية وكنوز مصرية، ينبغى أن يتخرج فيه أجيال وأجيال وإعادة مشاهدة أعماله مرة أخرى.

الدكتور أسامة أبو طالب أستاذ الدراما والنقد

مواقف حياتية

ذكر الدكتور أسامة أبو طالب، رئيس البيت الفنى للمسرح الأسبق، وأستاذ الدراما والنقد بالمعهد العالى للفنون المسرحية بأكاديمية الفنون، أحد المواقف التى جمعت بينه وبين الكاتب أسامة أنور عكاشة، أثناء فترة توليه رئاسة البيت الفنى للمسرح عندما ذهب سويا فى رحلة مشتركة مع فرقة المسرح القومى إلى الإسكندرية، وقد استضافهم خلالها قائد القوات البحرية الفريق "ماجد" آنذاك، حيث تحمس عكاشة أثناء هذه الرحلة لكتابة مسرحية جديدة وتقديمها فى مدينة الإسكندرية، لكن الظروف وتغير الفترات حالت دون هذا، فكان دائما صديقا عزيزا، صاحب الرؤية والذائقة الفنية والثقافية، والموقف الوطنى العروبى أيضا.

مسرحية ولاد اللذين