قال الدكتور عبدالمنعم السيد، مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، وتنطلق القمه الإفريقية الروسيه وسط اجواء واحداث جيوسياسية واقتصادية بالغه التعقيد
خاصه بعد الحرب الروسيه الاوكرانية وردود الفعل الدبلوماسية الأفريقية والعالميه على العملية العسكرية الروسية علي اوكرانيا، وانخفاض معدل النمو الاقتصادي والاحداث الاخيره وهي انسحاب روسيا من اتفاقيه الحبوب وتأثير ذلك علي الدول الافريقيه في ظل انخفاض الامن الغذائي بالقارة الإفريقية
وأكد السيد أنه لاشك أن هذه القضايا سيكون لها تأثير على العلاقات الافريقيه الروسية خاصه مع انخفاض الحضور الافريقي في القمة الافريقية الروسية وقد يرجع انخفاض عدد رؤساء الدول الافريقيه حيث من المتوقع حضور ١٧ رئيس دوله افريقية فقط اي حوالي نصف العدد الذي حضر في عام 2019، ويرجع ذلك الي الحرب الروسية الأوكرانية و تدخل وضغوط الولايات المتحدة وفرنسا ودول أخرى من خلال بعثاتها الدبلوماسية في الدول الإفريقية ومحاولات للضغط على قيادة هذه الدول من أجل منع مشاركتها في القمة
وهذا التمثيل يعد تراجعًا كبيرًا في مستوى تمثيل الدول بالقمة مقارنة بالقمة الروسية الأفريقية الأولى عام 2019، التي حضرها 43 من رؤساء الدول والحكومات الأفريقية.
ومن المتوقع أن يعقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اجتماعا مع الزعماء الأفارقة اليوم الجمعة 28 يوليو؛ لمناقشة القضية الأوكرانية، وسيضم الاجتماع رؤساء دول ورؤساء وفود( مصر و جنوب إفريقيا وجزر القمر وجمهورية الكونغو والسنغال وأوغندا وزامبيا).
وأضاف السيد، أن الموضوعات الرئيسية في جدول أعمال القمة ستشمل قضايا صادرات موسكو من الحبوب والأسمدة ، خاصه بعد انسحاب روسيا من اتفاق التصدير الآمن للحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود بعد سريانه لمدة عام بحجه إن شروط روسيا لتمديد الاتفاق تم تجاهلها.
وأيضا من الموضوعات التي سيتم مناقشتها قضايا التكنولوجيا، وتطوير الصناعة والبنية التحتية الحيوية في القارة السمراء، ومشاريع رقمية بالدول الأفريقية، وتطوير مشاريع الطاقة والزراعة والتعدين، وضمان الأمن الغذائي، ضمن قضايا أخرى.
وقال رئيس مركز القاهرة للدراسات، تحاول روسيا من خلال هذه القمه زياده وتحسين العلاقات الروسيه الافريقيه حيث بلغ حجم التعاون الاقتصادى التجاري بين روسيا وافريقيا ٢٠ مليار دولار.
وتسعى روسيا لزياده التعاون التجاري وعقد اتفاقيات تجاريه واقتصادية بينها وبين الدول الافريقية لبناء علاقات جيده بالقارة الافريقية، وأتوقع أن تشهد القمة اتفاقيات ووضع اطار تنفيذي للعلاقات الروسيه الافريقيه ومن الممكن ان تعقد روسيا اتفاق لتصدير الحبوب الروسيه لدول افريقيه تعويضا عن خروجا من اتفاق الحبوب.
وأكد السيد، أنه لاشك أن روسيا تتعامل مع أفريقيا علي انها ليست فقط امتداداً استراتيجياً ولكن امتداد اقتصادي بالغ الأهمية ، حيث يعمل في القارة عدد كبير من الشركات الروسية خاصه في مجال التعدين ، والصناعة وكذلك مجال الطاقه النوويه، كما بلغ حجم التجارة البينية بين روسيا وأفريقيا في السنوات الأخيرة حوالي 20 مليار دولار سنوياً حتي عام 2021 ولكن في عام 2022 انخفض حجم التبادل التجاري الي 18 مليار دولار بسبب الحرب الروسيه الاوكرانية
وبلغت الاستثمارات الروسيه المباشرة أكثر من 40 مليار دولار مع عدد من الدول الأفريقية، بخلاف المساعدات الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة، وكذلك إلغاء ديون بأكثر من 20 مليار دولار".
كما أنه من المتوقع أن روسيا وبوروندي يعتزمان التوقيع على اتفاقية للتعاون فى الاستخدام السلمى للطاقة النووية، كما اتفقت روسيا وبوروندي على أن يجري خبراء الأمراض المعدية بحثا مشتركا في مختبر جديد في المعهد الوطني للصحة العامة في بوروندي.
وأوضح السيد، أن روسيا تنظر إلى أفريقيا الان على اعتبارها نطاق أعمال مهم للشركات والاستثمارات والبضائع الروسية.
كما أن روسيا التي تعاني من صراع عالمي دولي كبير تجد في القارة السمراء بديلاً أو حلاً إيجابياً كمخرج من العقوبات الامريكيه و الاوروبية عليها
وتحاول زياده التبادل التجاري مع الدول الافريقيه والخروج من هيمنة الدولار.