الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

«الجارديان»: سباق الصين للنمو آخذ فى التلاشى.. وحلمها بأمن الطبقة الوسطى على المحك

الصين
الصين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أعلنت الحكومة الصينية فى الأسبوع الماضى أنها لم تخفض البيع عن قصد، وأنها ستتبع استراتيجية من ٣١ نقطة. وذلك بينما كانت هناك وجوه مقلقة فى بكين من الأخبار التى تفيد بأن الناتج المحلى الإجمالى قد تحسن بنسبة ٠.٨٪ فقط فى الربع الثانى من عام ٢٠٢٣، مما أدى إلى الشعور بأن اقتصاد الصين بحاجة إلى دفعة سريعة.

القطاع الخاص بين الرفض والقبول
وذكرت صحيفة «الجارديان» البريطانية أنه على مدى السنوات القليلة الماضية، كان القطاع الخاص هدفًا لحملة قمع بارزة من قبل الحزب الشيوعى الصينى (CCP)، قلقًا من أن شركات مثل Tencent وAlibaba كانت تتمتع بمكانة عالية للغاية. الآن، تقول إنها تريد أن تجعل المناخ لرواد الأعمال "أكبر وأفضل وأقوى".

وأضافت الصحيفة البريطانية أن هذا الأمر يبدو ملحًا، لأن التعافى الاقتصادى فى الصين يبدو أنه قد توقف، ولا تزال مكانة الحزب الشيوعى الصينى فى الداخل تعتمد على قيام حكومة شى جين بينغ بخلق "الحلم الصيني" بأسلوب حياة الطبقة الوسطى. كما يبدو أن نهاية قيود Covid، قبل ثمانية أشهر فقط، كانت بمثابة بداية انتعاش قوى فى الاستهلاك؛ كانت وكالات السفر محاصرة من قبل الأشخاص الذين حجزوا إجازات كانوا محرومين من ما يقرب من ثلاث سنوات.

بطالة الشباب فى ازدياد
وذكرت «الجارديان» أنه فى الأشهر القليلة الماضية، كان هناك المزيد من المؤشرات المقلقة؛ بطالة الشباب آخذة فى الازدياد: حوالى واحد من كل خمسة من الصينيين الذين تتراوح أعمارهم بين ١٦ و٢٤ عامًا كانوا عاطلين عن العمل فى يونيو. وقد اضطر العديد من خريجى الجامعات إلى تولى وظائف كسائقى توصيل نظرًا لعدم توفر وظائف مهنية، كما أن وسائل التواصل الاجتماعى مليئة بصور الشهادات التى حصلوا عليها بشق الأنفس ولكنها تبدو غير مجدية.

وفى الواقع، هناك الكثير من الوظائف لمن يريدها؛ إذ تعانى الصين من نقص حاد فى المعلمين فى الريف، مما يعنى أن أطفال الريف يميلون إلى الحصول على تعليم غير مكتمل. لكن قلة من خريجى المدن يرغبون فى العيش فى قرية لا تزال المياه الجارية فيها رفاهية، ويعنى نظام "تصريح الإقامة" الصارم (هوكو) فى الصين أن الشباب الذين ينتقلون إلى الريف قد لا يسمح لهم أبدًا بالعودة إلى المدينة الكبيرة.

سياسة الطفل الواحد وتقلص عدد السكان
ورأت «الجارديان» أنه فى غضون سنوات قليلة، ستواجه الصين المشكلة المعاكسة؛ وذلك بفضل ثلاثة عقود من سياسة الطفل الواحد؛ إذ سيتقلص عدد السكان فى سن العمل فى الصين اعتبارًا من ٢٠٣٠. كما ستحتاج التكنولوجيا إلى التكيف لخلق وظائف جديدة لقوى عاملة أصغر، مع توفير نمو كافٍ لدفع المعاشات التقاعدية والرعاية الصحية للسكان المسنين الذين يتزايد عددهم بسرعة.

هل ستصبح الصين أكبر اقتصاد فى العالم أم ستقع فى الفخاخ؟
وقالت «الجارديان»: لسنوات، إن لم يكن لعقود، كانت هناك توقعات بأن الصين ستصبح أكبر اقتصاد فى العالم. لكن الأزمة الحالية قد تجعل الأمر يبدو كما لو أن الانحدار الآن لا مفر منه.

فى الواقع، هناك الكثير من العوامل التى يمكن أن تحسن وضع الصين. وهى تنفق ٢.٥٪ من الناتج المحلى الإجمالى على البحث والتطوير، وهو استثمار يؤتى ثماره فى مجالات مثل قطاع التكنولوجيا المبتكر للغاية. كما أن لديها ثانى أكبر سوق منفردة فى العالم بعد الهند، والتى أصبحت هذا العام أكبر دولة فى العالم من حيث عدد السكان، ويبلغ متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلى الإجمالى ١٢٠٠٠ دولار، أى أكثر من ضعف نصيب الفرد فى الهند.

لكن الصين تنصب الفخاخ لنفسها. أصبح "الأمن" المصطلح السياسى الرئيسي: كلمة anquan لها معنى مزدوج لكلمة "أمان" فى اللغة الصينية، مما يمنحها حلقة مطمئنة. ومع ذلك، يغطى المصطلح مجموعة واسعة من القضايا، ليس فقط العسكرى التقليدى أو الأمن القومي، أو الأمن الاقتصادى وحتى الثقافي.

وذكرت «الجارديان» أنه فُرضت رقابة على التقارير الصحفية حول الديون الضخمة للحكومات المحلية، وهُدد الصحفيون بالملاحقة القضائية لتهديد الاستقرار المالى للخطر.
من غير الحكمة قول الحقائق المزعجة
هناك خطر فى الصين يتمثل فى أن الاقتصاديين ورجال الأعمال على حد سواء سيجدون أنه من غير الحكمة قول الحقائق المزعجة، فالتدفق الحر للمعلومات أمر بالغ الأهمية للاقتصاد الحديث؛ ومع ذلك، هناك خطر فى الصين من أن الاقتصاديين ورجال الأعمال على حد سواء سيجدون أنه من غير الحكمة قول الحقائق المزعجة. الخوف من المخاطرة فى حالة انتقام الدولة سوف يؤدى إلى تفاقم نزعة تلخيصها فى قافية: Bu zuo، bu cuo ("إذا لم أفعل شيئًا، فلن أفعل شيئًا خاطئًا").

وهناك عامل واحد من شأنه أن يؤدى بالتأكيد إلى توقف الاقتصاد: المواجهة حول تايوان. أى مواجهة عسكرية فى المنطقة ستؤدى إلى انهيار سلاسل التوريد، ودفع المستثمرين إلى الفرار، وتؤدى إلى عقوبات متبادلة ضخمة بين الصين وشركائها التجاريين الغربيين.

الحقائق الاقتصادية لا تستبعد الصراع، لكن مهنيًا صينيًا من الطبقة المتوسطة يستيقظ فى الصباح يريد الأمن المالي، ورهنًا عقاريًا أرخص، ومعاشًا آمنًا، ورعاية صحية مدعومة، بما فى ذلك رعاية صحية أرخص لوالديهم. إن الحرب القومية التى تؤثر على أسلوب حياتهم لن تحظى بشعبية كبيرة.

واختتمت الصحيفة البريطانية بأنه من بعض النواحي، يعتبر تحول الصين إلى الداخل نموذجًا للعالم الأوسع ككل، فأصول الصين حقيقية، بما فى ذلك مستويات عالية من التعليم الحضرى وقطاع خاص مبتكر. ولكن لكى تزدهر، تحتاج إلى إعطاء الأولوية للانفتاح والشفافية فى الداخل وعلاقة سلمية وتعاونية مع شركائها التجاريين فى الخارج. بدون هذه العوامل، لن تكون الخطة المكونة من ٣١ أو ٥٦ أو ٩٣ نقطة كافية.