داخل عيادة بسيطة بأبو المطامير في البحيرة؛ يستقبل استشاري الجلدية الدكتور حنا متى مرضاه الذين يترددون عليه من كل حدب وصوب في البحيرة؛ إذ لا يتخطى ثمن كشفه الطبي عشرة جُنيهات، بعد أن قرر أن يكون نصيرًا وداعمًا ومُساندًا للفقراء والمحتاجين.
في ثمانينات القرن الماضي، تخرج طبيب الغلابة كما يلقبونه أهالي البحيرة من كلية الطب تخصص جلدية؛ وافتتح عيادته بعد حصوله على ترخيص مُزاولة المهنة؛ وقرر أن يكون ثمن كشفه جنيهًا واحدًا؛ ثم تتدرج سعر الكشف الطبي إلى أن وصل في 2017 لـ10 جنيهات ولغير القادرين مجانًا، رغم أنه يسكن في محافظة الإسكندرية، ويُسافر يوميًا إلى أبوالمطامير لتوقيع الكشف الطبي على المرضى.
يؤكد طبيب الغلابة أنه منذ افتتاح عيادته عام 1984 واتخذ عهدًا على ذاته بأن يكون مساندًا وداعمًا ورؤفًا بالفقراء؛ على مدار 39 عامًا قضاها "متى" في عيادته بين الفقراء تدرج سعر الكشف الطبي من جنيه لـ 10 جنيهات؛ وهو الأمر الذي يدفع المئات يوميًا من السقماء والمرضى لزيارة طبيب الغلابة للحصول على نصائحه وتوجيهاته الطبية؛ مُناشدًا الأطباء زملائه بوجوب إجراء الكشف الطبي على غير القادرين مجانا أو بأثمان تلائم دخولهم ومستواهم المعيشي، وهو الذي يجسد مساندة مجتمعية لهم.