رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

محمود حامد.. رجل المهام الصعبة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أخيرا يأتى التكريم المستحق، سنوات طوال والكاتب الصحفى والسياسى الملتزم محمود حامد صامدا كنخلة فى الصحراء، لن تراه إلا فيما هو جاد وعملى ومنجز على الأرض، لذلك كانت ثقة قيادات حزب التجمع- وهو واحد منهم- فى محمود حامد مطلقة، ويعتبره الكثيرون أنه رجل المهام الصعبة، لا يعرف التهاون ولا يعرف التأجيل ومن الصعب أن تقنعه بأى مبرر تسبب فى تعطيل ما تم الاتفاق عليه.
لذلك نحن أمام رجل من الزمن القديم، يعرف جيدًا ضرورة الورقة والقلم وترتيب الأولويات للوصول إلى الهدف المنشود، نحن أمام رجل كانت أولى خطواته فى الحياة الحزبية والصحفية فى مدرسة الالتزام الصارم، وهى مدرسة حزب التجمع المشهود لها، وكذلك مدرسة جريدة الأهالى الدقيقة والمنضبطة، والتى تشرفت بأن محمود حامد «أبومازن» هو واحد من أهم صناعها.
سنوات طوال وأبومازن يجوب مصر طولا وعرضا من أجل صيانة وترميم وتطوير البناء الحزبي، وإن كانت سلطته فى الصعيد كانت أقوى بحكم علاقته الوطيدة بقيادات الجنوب باعتبار جذوره الممتدة هناك، وبينما عقل حامد فى الصعيد إلا أن قلبه كان بمنطقة القناة، حيث كانت مدينة القنطرة شرق صاحبة ذكريات الشباب بحكم عمل والده هناك، لذلك يستطيع المتابع أن يقول وهو واثق بأن القائد السياسى محمود حامد هو كادر عابر للمحافظات وأن رؤيته للبناء تتجاوز التخندق الإقليمي.
هذه فرصة طيبة، وقد أحسنت مؤسستنا نبض قلوبنا «البوابة نيوز» عندما قررت الاحتفاء باسم وتاريخ المناضل والكاتب والإنسان محمود حامد، وإن كان هذا ليس غريبا على روح عمود الخيمة الصديق العالمى الباحث والمناضل عبدالرحيم علي، وإن كنت أتعشم أن تكتمل فرحتنا بهذا الاحتفاء ومجمع تلك الشهادات فى كتيب، حتى يتمكن محمود حامد من إهدائه إلى ولده النابة مازن ليقول له إنه يحبه، وأن حامد لم يضيع سنوات عمره سدى، لكنه أمضاها دفاعًا عما يعتقد بين رفاقه وأهله ملح الأرض اليسار المصري.
تعرفت على الأستاذ محمود حامد منتصف ثمانينيات القرن الماضى عندما كنت طالبا بالجامعة أدرس الصحافة وأعمل مراسلا لجريدة الأهالى من الإسماعيلية، تعرفت عليه ليس من موقع الصديق، ولكن من موقع التلميذ الذى يتعامل مع الأستاذ، لفت الدنيا ودارت وصارت إقامتى بالقاهرة وانتقل مقر جريدتنا من ٢٣ عبدالخالق ثروت إلى ١ شارع كريم الدولة وفى المقر الجديد لابد أن يبحث حامد عن أقرب مقهى لضمان جودة الشيشة، حامد لا يحب رائحة السجائر، لكنه شيخ طريقة مع الشيشة، وكانت قهوة التكعيبة المجاورة للمقر، هناك يمكن أن أقول إننا شربنا شايا يكفى كامل سكان وسط البلد، وهناك مصنع الأفكار الصحفية بل والمؤامرات الطيبة الحزبية، وصار أبو مازن صديقى الذى يسألنى كلما التقينا عن ابنتى «ليلى».
يسبقنى حامد فى العمر والمقام، وبالرغم من ذلك عندما صرخت ميادين مصر قبل يناير بسنوات مطالبة بالتغيير كان محمود حامد هناك أكثر شبابا من جيلى وأكثر حيوية، متواضعا يرفع اللافتة كمشارك فاعل ويرد على الهتاف كما طالب جامعي، وبينما الحال كذلك لا يعرف المشاركون فى تلك المظاهرات أو تلك الوقفات الاحتجاجية أن أغلب البيانات التى نقوم بتوزيعها فى الميادين هى من صياغة المنضبط الصلب محمود حامد.
أبو مازن.. هذه كتابة سريعة لا تعبر بشكل كامل عن اسمك وتاريخك فهل يساعدنى الزمن على كتابة أكثر شمولا، ربما لو عدنا إلى مقهى التكعيبة قد نجد هناك التفاصيل التى تحاول الاختباء فى زوايا الأيام الصعبة.