الخميس 26 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

دول حوض المتوسط تشتعل.. الجزائر الأكثر تضررا.. خبير تنمية محلية: الاحتباس الحراري وراء موجة الحر والحرائق.. وخبير سلامة مهنية يدعو لتوخي الحذر في التعامل مع الكهرباء

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في نفس الوقت من كل عام ومع ارتفاع درجات الحرارة، تشتعل العديد من الحرائق حول العالم، ويبدو أن دول حوض البحر المتوسط كانت هي الأكثر اشتعالا حيث تكافح نحو سبع دول في حوض البحر الأبيض المتوسط ​​ حرائق الغابات التي تسببت فيها موجة الحر التي تشهدها المنطقة، وامتدّت تلك الحرائق لتصل إلى المنازل والمنتجعات وراح ضحيتها العشرات من المواطنين. 

العالم على صفيح ساخن.. وحوض المتوسط يشتعل

تسببت موجة الحر الشديدة في إحداث فوضى بأنحاء العالم هذا الشهر، مع تحطيم درجات الحرارة للأرقام القياسية في الصين والولايات المتحدة وجنوب أوروبا وشمال أفريقيا، لتكون منطقة حوض المتوسط هي الأكثر تأثرا جراء هذه الموجة، حيث تكافح كل من الجزائر وتونس واليونان وتركيا الحرائق الممتدة عبر القرى والمدن.

الجزائر الأكثر تضررًا

وفي الجزائر ما زال رجال الإطفاء يكافحون لإخماد الحرائق العنيفة التي ضربت شمال البلاد وشرقها وتسببت في مقتل 34 شخصا بينهم 10 جنود منذ يوم الأحد الماضي، كما دمرت عددا كبيرا من المنازل والمتاجر، وقالت الداخلية الجزائرية انه تم اخماد ما نسبته 80 % من الحرائق وان عمليات الاخماد تتواصل حاليا على مستوى 13 بؤرة حريق موزعة عبر 7 ولايات فيما تبقى المناطق التي تم إخماد الحرائق فيها قيد المراقبة.

وفي تونس المجاورة، اندلعت في طبرقة الحدودية في الشمال الغربي حرائق خطيرة أمس الاثنين في منطقة دمرتها النيران الأسبوع السابق، ونقلت السلطات أكثر من 300 من سكان قرية ملولة إلى مناطق أكثر أمانا عن طريق البحر وغادر آخرون المنطقة برا.

وكانت درجات الحرارة سجلت 49 درجة مئوية في بعض المدن التونسية من بينها العاصمة تونس هذا الأسبوع، كما أُعلن اليوم اندلاع حرائق في مناطق أخرى من البلاد بما في ذلك مناطق في ولايات بنزرت وباجة وسليانة.

مصرع طيار في تحطم طائرة إطفاء في اليونان 

وفي اليونان لقي طيارا قاذفة مياه مصرعهما بعد تحطم طائرتهما خلال مكافحتها حريق غابة في جنوب جزيرة إيفيا اليونانية فيما تستمر موجة قيظ في البلد الذي يشهد درجات حرارة قياسية منذ 10 أيام، واستمرت الرياح القوية في اشتعال لهيب حرائق الغابات فيما حذر مسؤولون من أن خطر الحرائق مرتفع لأقصى حد في جميع أرجاء اليونان تقريبا.

وتهدد الحرائق التي تشهدها منطقة "رودس" الآن 6 قرى شمال وغرب ليندوس، التي تعد موقعا أثريا، بينما اندلع حريق غابات جديد في الجزيرة قرب قرية فاتي جنوب شرقي الجزيرة.

وفي تركيا كافح رجال الإطفاء حريق غابات بالقرب من بلدة كيمير الشاطئية بإقليم أنطاليا الجنوبي إذ يواجهون الحريق من البر والجو في ظل ارتفاع درجات الحرارة في أنحاء المنطقة، وقال مكتب حاكم أنطاليا في بيان إن الحريق انتشر بسرعة عبر الغابات في المنطقة نتيجة للرياح القوية وانخفاض نسبة الرطوبة، كما تم نقل 6 اشخاص للمستشفى بسبب استنشاق هواء الحرائق.

أبرز حرائق دول حوض البحر المتوسط من 2017 حتى 2023: 

 

الجزائر في 2021-2022- 2023

أكثر من 90 شخصا بينهم 33 جنديا قضوا في عشرات حرائق الغابات في الجزائر في أغسطس 2021.

في أغسطس 2022، قضى 37 شخصا في حرائق غابات ضخمة بقيت مشتعلا ايام عدة في ولاية الطارف الواقعة في شمال شرق البلاد قرب الحدود مع تونس.

وأتت النيران على أكثر من 10 آلاف هكتار من أراضي محمية القالة الوطنية المدرجة على قائمة يونسكو للتراث العالمي بسبب تنوّع نظامها البيئي.

وحتى كتابة هذه السطور، لا يزال رجال الإطفاء في الجزائر يكافحون الحرائق العنيفة التي ضربت شمال البلاد وشرقها وتسببت في مقتل 34 شخصا بينهم 10 جنود منذ يوم الأحد الماضي.

اليونان 2007- 2008

في أسوأ حرائق على الإطلاق شهدتها اليونان، قضى 102 شخص حينما اجتاحت حرائق غابات منازل وسيارات في بلدة ماتي الساحلية القريبة من أثينا في يوليو 2018.

ولقي غالبية الضحايا مصرعهم بعدما حاصرتهم النيران وهم في سياراتهم العالقة في الزحام يحاولون الهرب من الحرائق، وقضى البعض غرقا لدى محاولتهم الهرب عبر البحر.

في العام 2007 قضى 67 شخصا على الأقل في حريق ضخم اشتعل في أواخر أغسطس واستمر 12 يوما وأدى إلى تدمير 800 منزل في شبه جزيرة بيلوبونيز.

واجتاحت النيران معظم بساتين الزيتون في المنطقة، كما تضرّرت بشدة جزيرة إيفيا في بحر إيجه. وقضى في ذاك الصيف ما مجموعه 77 شخصا من جراء الحرائق.

البرتغال 2017

اشتعل أعنف حريق شهدته البرتغال في تاريخها في منطقة ليريا الواقعة في وسط البلاد إبان موجة حر ضربت الأراضي البرتغالية في يونيو 2017 وأتت خلال 5 أيام على هضاب مغطاة بأشجار الصنوبر واليوكاليبتوس، وتوفي غالبية الضحايا الـ 63 وهم محاصرون في سياراتهم خلال محاولتهم الهرب.

وفي أكتوبر شهد شمال البلاد موجة جديدة من الحرائق قضى خلالها 45 شخصا في البرتغال وأربعة في إسبانيا المجاورة. وخلصت التحقيقات إلى أن تلك الحرائق كانت في الغالب مفتعلة.

خبير تنمية محلية: الاحتباس الحراري كلمة السر وراء موجة الحر والحرائق 

وفي هذا الشأن، أرجع الدكتور حمدي عرفة، استاذ الإدارة المحلية، اندلاع حرائق الغابات في تونس وعددًا من دول أوروبا على وقع ظاهرة الاحتباس الحراري، حيث قال إن تغير المناخ يؤثر في ارتفاع درجه الحرارة بفعل الإنسان على النظم التي تحافظ على الحياة، من أعلى الجبال إلى أعماق المحيطات، مما يؤدي إلى تسارع ارتفاع مستوى سطح البحر، مع آثار متتالية على النظم البيئية.

وأضاف "عرفة" في تصريحاته لـ"البوابة نيوز" أن تأثير الإنسان على النظام المناخي واضح، فالانبعاثات البشرية الأخيرة لغازات الاحتباس الحراري هي الأعلى في التاريخ، وقد كان للتغيرات المناخية الأخيرة تأثيرات واسعة النطاق على النظم البشرية والطبيعية، داعيا إلى ضرورة تكثيف الجهود لخفض درجات الحرارة. 

وتابع: "يجب أن تنخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية بنسبة 7.6 في المائة كل عام على مدى العقد المقبل ان شاء الله إذا كان العالم سيعود إلى المسار الصحيح نحو هدف الحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى ما يقارب 1.5 درجة مئوية، ويشهد العالم بالفعل عواقب ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار درجة مئوية واحدة، وارتفاع مستويات سطح البحر وتناقص الجليد في بحر القطب الشمالي وتتأثر جميع الدول بالاحتباس الحراري، مشكله ارتفاع درجه الحرارة تبدو أن التأثيرات تقع بشكلٍ غير متناسب على الفقراء والضعفاء، وكذلك أولئك الأقل مسؤوليةً عن المشكلة".

وخبير سلامة مهنية: يدعو لتوخي الحذر في التعامل مع الأجهزة الكهربائية

من جهته، قال اللواء أسامة شعبان، مدير الحماية المدنية بالجيزة سابقًا، وخبير الأمن والسلامة المهنية، إن الحرائق التي تشهدها الدول المحيطة تدفعنا بلا شك إلى ضرورة التوعية بكيفية توخي الحذر خلال هذه الأيام. 

وأضاف «شعبان» فى تصريحاته لـ«البوابة نيوز» أن ٥٠٪ من الحرائق في مصر نتيجة للماس الكهربي بحسب تقرير الحريق الصادر عن التعبئة والإحصاء، وهذه الأرقام واقعية وأمينة في ظل عدم تأسيس الكهرباء بدون وجود مهندس أو فني وكذلك بسبب الزيادة الرهيبة في الأجهزة المنزلية فكل منزل الآن به ٢ تليفزيون و٢ ثلاجة وأجهزة كمبيوتر ولاب توب دون مراجعة الأسلاك والموصلات، والأسلاك لا تتحمل كل هذا الضغط على الأحمال الكهربائية، لذا يجب عمل مراجعة شاملة لأسلاك الكهرباء والأحمال الكهربائية وهل هي مناسبة لأقطار السلوك الكهرباء.

وشدد على ضرورة وجود لوحات قواطع الكهرباء، وأن تكون مناسبة للأحمال مما يمثل حماية للمنشأة وكافة الأجهزة، مشيرًا إلى أن الاستخدام السيئ للأجهزة يسبب مخاطر إضافية، حيث أن بعض الأجهزة تعمل على مدار ٢٤ ساعة مما يتسبب فى سخونة الأجهزة مما قد يتسبب فى حرائق كبرى فى حال وجود مواد قابلة للاشتعال بالقرب من هذه الأجهزة.

كما دعا «شعبان» المؤسسات التي بها تجمعات إلى ضرورة عمل توعية دورية عن الإخلاء الذاتي للمنشآت، من خلال توزيع منشور عن طبيعة المكان وأماكن الدخول والخروج والسلالم وأماكن أجهزة الإطفاء وتعليمات في حالات الطوارئ، مما يمكن من السيطرة على الحرائق في مراحله الأولية عن طريق أجهزة الإطفاء اليدوية العاملة بالبودرة الجافة أو ثاني أكسيد الكربون، وكذلك إرشادات حول كيفية مساعدة الفئات التي تحتاج للمساعدة وطرق الإخلاء السريعة. 

وتابع: "التعامل مع الطوارئ في أماكن التجمعات يجب أن يتضمن كيفية التغلب على حالة الزعر في حالات الطوارئ، على أن يساعد الشباب المتواجدون في المكان الأطفال وكبار السن، كما يجب أن يتم الإخلاء من أعلى لأسفل في الأماكن المرتفعة لأن طبيعة الحريق تنشأ من أسفل لأعلى وبذلك يحظر الصعود لأعلى المباني في حالات الحرائق، وهو ما حدث في حادث كنيسة أبوسيفين بإمبابة فكان من الأفضل الإخلاء لأسفل".