الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

عمارة إبراهيم عن رحيل سامي الغباشي: كان مهمومًا بالوضع الثقافى

الشاعر عمارة إبراهيم
الشاعر عمارة إبراهيم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تحدث الشاعر والناقد عمارة إبراهيم عن بدايات علاقة الصداقة التي جمعته مع الشاعر الراحل سامي الغباشي، والتي بدأت منذ أكثر من ١٠ سنوات بعد أن اكتشف أنهم جيران بنفس المدينة.

وقال: «أن سامي الغباشي كان شاعرًا من جيل التسعينيات، التقيت به في الملتقيات الأدبية مثل ندوة محمد جبريل في جريدة المساء وغيرها من المنتديات الشعرية التي يقيمها بعض الأدباء بجريدة الجمهورية، وكانت العلاقة بيننا في البداية هامشية، مجرد شعراء يلتقى كل منا الآخر في تلك المنتديات نتبادل القصائد الشعرية ونتحدث عنها، وكل يمنح نفسه، حتى من عشر سنوات فوجئت بأنه يقيم بجواري بمدينة حلوان وتوطدت العلاقة بيننا، واكتشفت أنه إنسان يحمل كل الجمال فهو خجول ولا يفرض نفسه بشكل أو بآخر على الوسط الثقافي».
وتابع «عمارة» قائلاً :«كان مهووسا بالنحت وتوجد لديه أكثر من ورشة لإنتاج التماثيل من منحوتات الخشب، وزرته في معرضه بحلوان بعمارة التطبيقيين كما أن لديه مرسم آخر في وسط القاهرة وبالتحديد في حدائق القبة، وسامي كانت صدقاته قليلة، فقد كان صديق للشاعر على منصور، وكان مهموم بالوسط الثقافي وكان مهتما بالقضايا الثقافية والحديث بينا كان يتناول بعض الإشكاليات التي تواجه الثقافة المصرية، لاسيما في الفترة الأخيرة، وكيف أصبحت بعض الشخصيات التي ليست قيمة ثقافية أو إبداعية وكيف اعتلوا هذه المنابر الشعرية والثقافية، وأصبحوا يتصدرون المشهد الثقافي، بل ويعتلون مناصب من شأنها التحكم بمصائر المبدعين».
وتابع عمارة حول كيف فضل سامي غباشي الابتعاد عن الوسط الثقافي والانعزال عنه وسط الأشياء التي يحبها وهي النحت،: «كانت أسرته صغيرة مكونة من زوجته التي اعتزلت التواجد في الوسط الثقافي على الرغم من أنها قاصة، من لحظة زواجها لولاده ولد وبنت، يحملان إرث والدهما الذي كان مهمومًا جدًا بواقع الوسط الثقافي، والتدني الذي وصل إليه هذا الوسط، وهذا الواقع الذي أجبر الكثير من المبدعين الحقيقيين أن يبتعدوا بشكل ما أو بآخر عن هذا الوسط .. إلا من رحم ربي - وكان مهموما في آخر عام بهذا التدني، وأصبح ينشر على فترات متقطعة بعض قصائده، وكانت تتلقفها المجلات الأدبية والثقافية التي كانت تعرف قيمته كشاعر، وفي السنوات الأخيرة قد منح نفسه لعمل النحت وكان عمله الذي يأكل منه العيش فقد كان يبحث عن لقمة العيش الذي تمنحه القيمة الإنسانية من خلال عمله، كما أن له إسهامات كبيرة وكثيرة في هذا المجال مثل كتابته  الشعرية المتفردة». 
مضيفًا: سامي تعرض لمشاكل صحية كثيرة جدا وللأسف الشديد لم يقف معه ، اتحاد كتاب مصر والذي كان سامي حريصًا كل الحرص على أن يواظب على دفع اشتراكاته السنوية بانتظام إلا أنه كان أنه يدفع اشتراكات دون أن يحصل على خدمات في المقابل. 
لافتًا إلى أن سامي الغباشي كان انسان يقترب إلى الملائكة، لا يتسبب في إزعاج أحد أو ضرر أحد ولا ينهش في لحم أحد، وكان يرصد بعض السلبيات الموجودة ويتحدث معي بها بشكل مستمر.
وأوضح أن سامي كتب القصيدة العمودية مثله مثل أي شاعر حقيقي بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ، وكانت القصيدة تكتبه، فعندما تأتي إليه يمنحها قلمه فقط ويكتبه بكل كيانه ومشاعره، فهو رحمة الله عليه- كان مهموما بصيغة وجمال الفن أيا كان هذا الفن، وعلى المستوى الشخصي كانت علاقاته محدودة جدًا ولا يقرب منه سوى بعض الشخصيات القليلة، وكان مهووسا بأشعار حلمي سالم ورفعت سلام وتأثر بقصائدهما، كان شاعرا من طراز التفرد الشعري ولم يلبث ثوب أحد، فكان يبحث عن الشعرية في الآخرين كدرس أو معرفة ولم تتأثر قصائده بأي منهم.