من المعروف أن أسعار الدواجن تتأثر بعدة عوامل، ومنها توافر الأعلاف وتكلفتها، حيث إن انخفاض أسعار الأعلاف يؤدي إلى انخفاض تكلفة إنتاج الدواجن وبالتالي انخفاض أسعارها في الأسواق، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤثر ارتفاع درجات الحرارة على سعر الدواجن، حيث يجبر المربون على بيع الدواجن مبكرًا وعدم بقائها في المزارع بسبب تأثير الحرارة على صحة الدواجن.
وشهدت أسعار الدواجن في مصر انخفاضاً جديداً خلال الفترة الأخيرة، حيث تراجعت أسعار الفراخ البيضاء بشكل كبير، وهو ما أثر على الأسواق والبورصة في بداية تعاملات أمس الأحد 23 يوليو 2023.
وكشف ثروت الزيني، نائب رئيس الاتحاد العام لمنتجي الدواجن، عن بعض الأسباب الرئيسية لهذا التراجع، وأوضح أن أسعار الدواجن تراجعت من 68 جنيهاً إلى 55 جنيهاً في المزارع، أي بقيمة تصل إلى 13 جنيهاً، وقد تم رصد أيضاً أسعار الدواجن والبيض في البورصة والأسواق.
وتحدث الزيني، عن العوامل التي أدت إلى هذا الانخفاض، منها تراجع أسعار الأعلاف وتوافرها بصورة كبيرة بالإضافة إلى ذلك، مشيرا إلى أن خروج روسيا من اتفاقية تصدير الحبوب قد يؤثر على أسعار الدواجن في المستقبل.
وأوضح أن هناك توقعات بأن انخفاض أسعار الدواجن قد يستمر في الفترة المقبلة، ومن المتوقع أن يستفيد المستهلكون من هذا التراجع في الأسعار، حيث ستصبح الدواجن أكثر ملائمة من الناحية المالية.
ومن جانبها، تعمل الجهات المعنية في مصر على متابعة الأسواق وضبط الأسعار لضمان استقرارها ومنع أي تلاعب فيها.
وتوجهت الحكومة المصرية بالدعوة للمزارعين والمنتجين للتعاون وتقديم الدعم اللازم للحفاظ على استدامة قطاع الدواجن والحفاظ على جودة المنتجات.
ويعد انخفاض أسعار الدواجن في مصر فرصة مهمة للمستهلكين للحصول على منتجات ذات جودة عالية بأسعار معقولة.
ومن المتوقع أن تستمر جهود الحكومة والجهات المعنية في متابعة الأسواق وضبط الأسعار لضمان استقرار القطاع وتوفير الدعم اللازم للمزارعين والمنتجين.
وفي هذا السياق صرح عبدالعزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن بالغرفة التجارية، بأن أسعار الدواجن كانت ثابتة لفترة طويلة بين 60 و65 جنيها، لكنها انخفضت في الأيام الأخيرة إلى ما بين 54 و55 جنيها.
وأوضح في تصريحات خاصة أن الأسباب وراء هذا الانخفاض هي الموجة الحارة الشديدة وردة فعل عيد الأضحى والوضع الاقتصادي السيئ.
وأكد أن هذا الانخفاض يضر بالمنتجين ويؤدي إلى خروج بعضهم من السوق، مما يؤدي في النهاية إلى ارتفاع الأسعار بسبب نقص الإنتاج.
وأشار إلى ضرورة أن يكون الانخفاض في الأسعار مبنيًا على التكلفة الفعلية للمنتج وأن يتم تحديده بواسطة آليات تسعير الأعلاف ومستلزمات الإنتاج.
وأكد أن استمرارية الانخفاض في الأسعار يعتمد على الظروف الجوية، وعندما تعود درجات الحرارة إلى الحالة المعتدلة فإن المنتج سيرتفع ليتوازن مع التكلفة.
وختم تصريحه بتحذير من خطورة الانخفاض في الأسعار بدون ضوابط منطقية، والتي قد تؤدي إلى خروج المزيد من المنتجين وتفاقم الأزمة.
وقال حسين عبدالرحمن، نقيب الفلاحين، الانخفاض الحالي يعتبر تأثيرًا مباشرًا وواضحًا لانخفاض أسعار الأعلاف وتوافرها في السوق، كل ذلك أدى إلى زيادة المعروض في الأسواق وانخفاض الأسعار بشكل مباشر.
وتابع نقيب الفلاحين في تصريحات خاصة، أن استمرار انخفاض أسعار الأعلاف يعتمد على الجهود الحكومية ومدى استمرارها في توفير الإمدادات اللازمة. وإذا استمرت الجهود بهذا المعدل، فسنشهد انخفاضات أخرى وتحسنًا في السوق، ومع ذلك، إذا حدثت أزمة في مستلزمات الأعلاف، فقد ترتفع الأسعار مرة أخرى. الأزمة الحالية هي أزمة إدارية، ونؤكد أن لدينا اكتفاء ذاتي في إنتاج الدواجن. المشكلة الرئيسية تكمن في تأمين الأعلاف لأنها تمثل 70% من ثروتنا الداجنة.
وأشار إلى أننا نعتمد على الجهود الحكومية لضمان توفير الاستقرار في سوق الأعلاف وعدم حدوث اضطرابات تؤثر على إنتاج الدواجن وأسعارها.
وتابع: ندعو الجهات المعنية للعمل على حل مشكلة الأعلاف وضمان استمرار تواجدها في السوق بأسعار معقولة، حتى نتمكن من تلبية احتياجات سوق الدواجن المحلي والحفاظ على استقراره.
ومن جانبه قال الدكتور حسام خفاجي، طبيب بيطري، متخصص في الثروة الداجنة، بالفعل يشهد قطاع الدواجن تراجعًا في أسعار الأعلاف مؤخرًا، حيث وصل سعر طن العلف من 30 ألف جنيه إلى حوالي 21 و22 ألف جنيه. وهذا التراجع في قيمة العلف بمقدار 8 آلاف جنيه قد أثر بشكل واضح على أسعار الدواجن في البورصة. سجَّل سعر الكيلوغرام من المزرعة قيمة قد تصل إلى 52 جنيهًا ويصل إلى المستهلك بحوالي 57 جنيهًا، بينما يتم بيعها للمستهلك بأسعار تصل إلى 75 و80 جنيهًا."
وتابع “خفاجي” في تصريحات خاصة، أنه من الواضح أن توافر مواد الأعلاف مثل الذرة والصويا في الموانئ وعدم وجود نقص فيها يساعد في ضبط سعر العلف بشكل يتراجع عليه أسعار اللحوم، لذلك نحث على استقرار أسعار الذرة والصويا وعدم حدوث أزمات أخرى تؤثر على أسعار الدواجن، مؤكدا أن استقرار أسعار الأعلاف وتوفر المواد الأساسية هو أمر بالغ الأهمية لضبط أسعار الدواجن وتحقيق رضا المستهلكين، ونأمل في أن تتخذ الجهات المعنية الإجراءات اللازمة لضمان استقرار السوق وعدم حدوث اضطرابات تؤثر على القطاع.
وطالب بتوفير بيئة مستقرة وعدم حدوث تقلبات كبيرة في أسعار مواد الأعلاف، حتى لا تنعكس آثارها على أسعار الدواجن وبالتالي على المستهلك. ونهيب بالجهات المعنية بالقطاع أن يولوا اهتمامًا خاصًا بتوفير الموارد اللازمة وتعزيز الاستقرار في قطاع الدواجن بحيث يتمكن المزارعون من توفير منتجات عالية الجودة بأسعار معقولة للمستهلكين.
