يحيي سكان ولاية تاميل نادو في الهند سنوياً مهرجان الثيميثي، وهو فعالية دينية تقليدية ترمز إلى أهمية النيران في حياة البشر.
يجمع المهرجان بين الجانب الديني الروحاني والتقليد القديم الذي يعبر عن تقدير البشر للنيران واستخداماتها المتنوعة. وعلى الرغم من مظاهره الثقافية الجذابة، يثير الثيميثي العديد من التساؤلات حول سلامة المشاركين والتحديات التي تواجهه في العصر الحديث.
تتميز النيران بدور متعدد الأوجه في الحياة البشرية، حيث تُعَدّ من الناحية الإيجابية مصدرًا للدفء والإضاءة وطهي الطعام، في حين تُشكِّل التهديد للحياة والممتلكات عند خروجها عن السيطرة. يعكس مهرجان الثيميثي هذه النقيضية، حيث يُعَبِّرون من خلاله عن ارتباطهم الروحي بالنيران، والتطهير من الخطايا، والتقرب من الآلهة من خلال المشي على النيران.
وتنتشر أماكن إحياء مهرجان الثيميثي في مناطق مختلفة من العالم، من ضمنها فيجي في أستراليا، سيريلانكا، سنغافورة، ماليزيا، وموريشيوس بأفريقيا. لكن يظل مركز هذه الفعالية في ولاية تاميل نادو بالهند، حيث يتجمع المشاركون للاحتفال بها خلال شهر إيبيسي في التقويم التاميلي (الذي يمتد بين أكتوبر ونوفمبر).
يتطلب إعداد مهرجان الثيميثي تحضيرات طويلة قبل الموعد المحدد، حيث يتبع المشاركون نظامًا غذائيًا نباتيًا صارمًا وصومًا لتطهير أنفسهم بداخلهم وخارجهم. قبل يومين من المهرجان، يتم تجهيز حفرة مشي النار وتعبئتها بحليب البقر، وهي مهيأة لاحتراقها بشدة قبل بدء المشي عليها.
في اليوم المحدد، ينطلق المهرجان بأجواء من الصلاة والتأمل، حيث يمر رئيس كهنة المعبد أولًا بمشي النار تحت صيحات المشجعين. ثم يليه المشاركون الآخرون الذين يمشون على الجمر المحترق، ويحرص الكهنة على حمايتهم وتجنب أي إصابات. يختتم المهرجان بإطفاء الحفرة المحترقة بالحليب والماء.
بالرغم من أهمية الثقافة والتاريخ الروحي لمهرجان الثيميثي، يواجه المهرجان انتقادات حول سلامة المشاركين، خاصة الأطفال الذين يصاب العديد منهم بجروح أثناء المشي على النار. ينبغي التأكد من أن إجراءات السلامة متبعة بدقة وتحسينها لضمان عدم تعرض أي من المشاركين للأذى أثناء احتفال هذه الفعالية التقليدية الهامة.
