قال رئيس قطاع تمويل التجارة البينية والاستثمار والشركات فى البنك الإفريقى للتصدير والاستيراد "أفريكسم بنك" أيمن الزغبى، إن البنك مهتم بتمويل التجارة البينية، وبتشجيع الصناعات التي تسهم في زيادة الصادرات المصرية إلى القارة الإفريقية، والتي يأتي على رأسها قطاع الإنشاءات والبنية التحتية، إذ يعد الأكثر استحواذا على تمويلات البنك الهادفة لدعم التجارة البينية بين مصر وأشقائها من دول القارة السمراء.
وأضاف "أن مصر من أكثر الدول الإفريقية نجاحا في هذا القطاع، والبنك يستهدف اجتذاب الشركات المصرية بقطاعات التشييد والبنية التحتية إلى العمق الإفريقي".
وعن محفظة تمويلات البنك أوضح الزغبي ـ في حوار مع وكالة أنباء الشرق الأوسط ـ أن محفظة البنك تنمو سنويا بمعدلات كبيرة جدا، حيث بلغت هذا العام ما يقرب من 34 مليار دولار، بقفزة قدرت بستة إلى سبعة مليارات دولار عن العام الماضي، ليس هناك تمويل مستهدف لكل دولة برقم محدد، حيث يتم العمل وفقا لخطة لنمو حجم أعمال البنك، وبالنسبة لمصر فإن العمل قائم مع جميع القطاعات مثل المؤسسات المالية، وقطاع البترول، والبنية التحتية، المصانع، والقطاع الخاص.
وصرح رئيس قطاع تمويل التجارة البينية سابقا بأن محفظة التعاون الائتمانية لمصر مع البنك تبلغ 8 مليارات دولار بما يعادل نسبة 26 إلى 27% من إجمالي محفظة البنك.
وأشار إلى أن التمويلات المتراكمة التي حصلت عليها مصر بلغت ما يقرب من 25 مليار دولار منذ بدء العمليات مع البنك، مشددا على أن جميع البنوك والشركات والهيئات في مصر منتظمة السداد لأقساط التمويلات التي تحصلت عليها، وأنها من أكثر الدول التزاما، مضيفا أن علاقة البنك مع مصر التي تحتضن المقر الرئيس له قوية ومتميزة للغاية.
وأوضح أن التمويلات المخصصة لقطاع البترول في مصر التي يتم تجديدها سنويا تبلغ قيمتها 750 مليون دولار للهيئة العامة للبترول، مضيفا أن البنك يمول المشروعات الصغيرة والمتوسطة من خلال خطوط ائتمان للبنوك المصرية.
وكشف بنديكت أوراما رئيس البنك الإفريقي للتصدير والاستيراد خلال كلمته بالاجتماعات السنوية بأكرا أن "أفريكسم بنك" رتب حزمة ائتمانية بقيمة 2.9 مليار دولار، والتي مكنت شركة الإنشاءات المصرية السويدي من بدء تنفيذ أكبر صفقة إنشاءات في إفريقيا على الإطلاق لتشييد سد ومحطة الطاقة الكهرومائية "جوليوس نيريري" في تنزانيا.
وحول ما إذا كان البنك المركزي المصري قد تقدم بطلب جديد للحصول على تمويل لدعم الاحتياطي النقدي، قال إن البنك المركزي المصري لم يتقدم.
وكان البنك الإفريقي للتصدير والاستيراد قد قدم تمويلا للبنك المركزي المصري بقيمة 500 مليون دولار عام 2016، وأوضح الزغبي أن "المركزي المصري" قارب على الانتهاء من سداد هذا التمويل.
وعن عمليات التمويل المشترك المقدمة من البنك لشركات مصرية، قال " قدمنا تمويلا بقيمة 200 مليون دولار لإنشاء مصنع شركة القناة للسكر بملوي بالمنيا، بالتعاون مع البنوك المصرية والدولية، وحاليا نتفاوض مع بنوك محلية ودولية لتمويل مصنع فوسفات أبو طرطور بالوادي الجديد بحصة تمويلية تبلغ 250 مليون دولار كما أفاد بأنه يجري التفاوض بشأن مشروعات في مجال البتروكيماويات مع الشركة القابضة للبتروكيماويات".
وذكر أنه ضمن مبادرة تمويل صناعة السيارات في قارة إفريقيا التي كان البنك قد رصد لها مليار دولار، فإنه بصدد تقديم تمويل بما يقارب 50 مليون دولار لإنشاء مصنع للصناعات المغذية للسيارات تقيمه شركة تونسية في مصر.
ورشة عمل في نوفمبر المقبل تضم جميع شركات الإنشاءات بمصر
وعلى صعيد المبادرات الهادفة إلى تعزيز التجارة والاستثمارات البينية بين الدول الإفريقية، أوضح أن البنك أطلق مبادرة كبرى لشركات الإنشاءاتconstructive initiative ABCمن أجل دعم تحسين البنية التحتية الإفريقية، والتي يعمل من خلالها على مساعدة الشركات الإفريقية وأيضا المصرية على أن تفوز بتعاقدات في مجال الإنشاءات في الدول الإفريقية، مضيفا "وردتنا بعض ردود الأفعال المتعلقة بأمور يجب على الشركات الالتزام بها لكي تستطيع منافسة نظيرتها الأخرى من خارج القارة".
وذكر أن هذه المبادرة قامت على مسح شاركت به دول وحكومات إفريقية كثيرة للتعرف منهم على الأولويات المفضلة لديهم في العروض المقدمة من الشركات، ومن ثم عرضت نتائجه، مشيرا إلى أن البنك سينظم ورشة عمل في نوفمبر المقبل في مصر تضم جميع شركات الإنشاءات بمشاركة وزارة التجارة والصناعة والبنك المركزي المصري لاستعراض المعلومات وتعريف الشركات المصرية بعدد من المقترحات التي يفضل أن تلتزم بها ليتسنى لها الفوز بالمزيد من التعاقدات مع حكومات إفريقية.
وأوضح أن "أفريكسم بنك" أقام أيضا منصة رقمية تسجل بها شركات المقاولات، وتعرض بها الحكومات الإفريقية المناقصات والعطاءات المتاحة لديها، كما تتضمن إعلاما من البنك بالفرص الاستثمارية التي يوفرها في جميع أنحاء القارة، لتحقيق التشبيك بين المستثمرين والمشروعات المتاحة.
وعن استراتيجية البنك خلال السنوات الخمس الحالية الممتدة من 2021 حتى 2026، قال إنها ستواصل البناء على ما حققته خلال السنوات الخمس السابقة عليها خلال الفترة ما بين 2017 /2021 من تدعيم التجارة البينية والاستثمارات بين الدول الإفريقية والتصنيع وتطوير الصادرات وتمويل التجارة.
وقد أوضح بنديكت أوراما رئيس بنك التصدير والاستيراد الإفريقي أن "أفريكسم بنك أنفق أكثر من 20 مليار دولار في 5 سنوات حتى عام 2021، وأنه يعتزم مضاعفة هذا المبلغ إلى 40 مليار دولار في السنوات الخمس حتى عام 2026.
*نشاط للعمليات خلال الأزمات والمخاطر
وعن تأثير المستجدات التي طرأت خلال السنوات الماضية من تضخم بفعل الحرب الروسية الأوكرانية ووباء كورونا على عمليات البنك في الدول الإفريقية، ذكر أن عمليات البنك تنشط خلال مثل هذه الأزمات حيث يطلق برامج تمويلية للتقليل من آثارها على الدول الأعضاء، فمع اندلاع أزمة وباء كورونا أطلق برنامج PATIMFA بقيمة ملياري دولار لفتح المجال لوصول اللقاحات المضادة لفيروس كورونا إلى الدول الإفريقية، وعقب أزمة أوكرانيا أطلق البنك آلية أخرى هيUkraine crisis impact facilityوtrade finance facilityوالمعروفة اختصارا باسم UKAFPA بقيمة بلغت ستة مليارات دولار لتلبية الاحتياجات العاجلة مثل واردات الحبوب والأسمدة وارتفاع تكلفة خدمة الديون والعجز في عائدات السياحة، كذلك قدم تمويلات كثيرة لبنوك مركزية أو للحكومات للتقليل من تداعيات الأزمة، حيث ساعد في توفير اللقاحات المضادة لفيروس "كورونا".
وعن جهود البنك لدعم الاستثمار، قال إن البنك أطلق صندوق تمويل الاستثمار "FEDA" ومقره في رواندا برأس مال 100 مليون دولار، ويهدف إلى الاستثمار في التصنيع من أجل التصدير.
وكان البنك قد أعلن تأسيس صندوق "FEDA" عام 2019 لتوفير رأس المال والقروض لسد فجوة التمويلات اللازمة لتعزيز قطاع التجارة في إفريقيا والتي تقدر بمليارات الدولارات.
وحول شركة التأمين "Afrinsurance" التي أطلقها "أفريكسم بنك" على هامش اجتماعاته السنوية الثلاثين في أكرا خلال يونيو الماضي، قال إنها أنشئت نظرا إلى أهمية قطاع التأمين وازدياد الطلب عليه في كل العمليات التجارية في القارة، ولإيجاد بديل إفريقي لشركات التأمين الأجنبية ينفذ معاملات للبنك ولغيره من الشركات، وتكون موجهة لمشروعات لتنمية القارة والعمليات التجارية الهادفة لخدمة التجارة البينية في الدول الإفريقية وتخدم طموحات البنك في إفريقيا والمصالح الإفريقية أكثر من المؤسسات الدولية الأخرى، لتقدم التأمين الخاص بعمليات التجارة ومخاطر التعثر في سداد التمويلات.
وبشأن مبادرة دعم الصناعات الترفيهية Creative Africa Nexusالمعروفة اختصارا بـ CANEXوالتي أطلقها البنك على هامش معرض التجارة البينية الإفريقي في ديربان عام 2021، ورصد لها 500 مليون دولار، قال إن البنك قام بتمويل عدد من المشروعات السينمائية، وفي قطاع الرياضة مول إنشاء استاد بدولة كوت ديفوار بقيمة 200 مليون دولار، لافتا إلى أن هناك مشاورات قائمة لتمويل مشروعات الاقتصاد الإبداعي وصناعة الترفيه في مصر.
وعلى صعيد دعم البنك لقطاع النقل الجوي في إفريقيا ضمن جهود تعزيز التجارة البينية، أكد أن البنك قدم الكثير من التمويلات لشركات الطيران، وأحدثها تمويل بقيمة 44 مليون دولار للشركة المصرية "سياف" لتأجير الطائرات والمعدات، قائلا "نجري مشاورات مع شركات الطيران في أفريقيا لربط القارة برحلات طيران مباشرة مع دول الكاريبي".
*مد جسور التواصل بين القارة والأفارقة في المهجر
وحول المستهدف من عقد "أفريكسم بنك" لاتفاقية الشراكة لتعزيز وتنمية التجارة بين إفريقيا مع الدول التسع الأعضاء بالبحر الكاريبي في سبتمبر الماضي، قال "نعتمد استراتيجية التجارة البينية للأفارقة وليس لإفريقيا فقط لذا فهذه الاستراتيجية تشمل جميع الأفارقة في دول الشتات، حيث يعد الاتحاد الإفريقي، منطقة الكاريبي هي الإقليم الإفريقي السادس ومن هنا نشأت الرغبة في توسيع التجارة والعلاقات، فضلا عن توسع دور البنك ليتخطى الإقليمية إلى العالمية".
وأضاف أنه بانضمام هذه الدول إلى رأس مال البنك يتحقق له النمو وتتوسع عملياته إلى نطاق عالمي، لافتا إلى أن شركات مصرية كثيرة تستفيد من هذه المبادرة لتنفيذ مشروعات في دول البحر الكاريبي.
وكشف أن معظم الشركات التي أقدمت بالفعل على الاستثمار في دول البحر الكاريبي مصرية، وضمن آليات الربط اصطحب البنك الشركات إلى المنتدى الأول للتجارة والاستثمار بين إفريقيا والكاريبي ACTIF لاستكشاف الفرص وكيفية الاستثمار وتمويل المشروعات، مشيرا إلى أن القطاعات الاستثمارية التي ستعمل عليها هذه الشركات هي الاستزراع السمكي والبنية التحتية والموانئ والكهرباء والطاقة والطرق والكباري. وقال إن البنك رصد محفظة تمويلات بقيمة مليار ونصف المليار دولار لدول منطقة الكاريبي لتنفيذها خلال السنوات الثلاث المقبلة.
وكان أفريكسم بنك قد أعلن خلال اجتماعاته السنوية الثلاثين في يونيو الماضي عن عقد النسخة الثانية من منتدى التجارة والاستثمار بين إفريقيا والكاريبيACTIFفي غيانا في أكتوبر المقبل.