السبت 21 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بالعربي

Le Dialogue بالعربي

آلان بليش يكتب: إبادة جماعية فى مرسيليا!.. فرنسا العلمانية والديمقراطية تجد صعوبة متزايدة فى احتواء الموجة الاحتجاجية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

الأحداث الأخيرة التى وقعت فى جميع ضواحى فرنسا تقريبًا مع عدد كبير من المهاجرين العرب الأفارقة أو المنحدرين من المهاجرين المسلمين غير الأوروبيين تدفعنا إلى الكتابة فى ضوء الأحداث التى شهدتها كوسوفو وانهيار يوغوسلافيا السابقة فى عام 1999.
والعواقب الجيوسياسية الدراماتيكية المحتملة لسيناريو «الانفصالية الإسلامية» التى يخشاها إيمانويل ماكرون منذ عام 2019 وحتى السيناريوهات الأكثر مأساوية التى طرحها إريك زمور حول «الحرب الأهلية» الفرنسية؛ والتى من شأنها أن تجعل السكان الفرنسيين الأصليين وغيرهم من غير المسلمين من الفرنسيين أو الأجانب الموجودين فى فرنسا فى مواجهة مع ذوى العقيدة الإسلامية والمتطرفين المنتمين للجماعات الإسلامية المقربة من الإخوان المسلمين والسلفيين الراديكاليين، وحركة ميلى جوروس التركية أو الإسلاميين الباكستانيين الأصوليين، وجميعهم الذين يمثلون أشكال عديدة لـ«الانفصالية الإسلامية» وعادات المسلمين الغربية الذين يشجعون على محاربة أى شكل من أشكال «الانفصالية الإسلامية» وقوانين العلمانية للجمهورية.
مرسيليا: عام 2030
التركيبة السكانية المتسارعة لسكان شمال أفريقيا الذين كانوا فى يوم من الأيام أقلية تجعلهم الآن أكثر المجتمعات أغلبية عددية.
وعلاوة على ذلك، فإن الفراغ الروحى الذى يواجهه الشباب الفرنسى تملأه بشكل كبير عوامل الجذب فى الخطب الإسلامية الراديكالية من جماعة الإخوان المسلمين! لكننا ما زلنا فى الجمهورية الفرنسية!


وحقيقة، تجد فرنسا العلمانية والديمقراطية صعوبة متزايدة فى احتواء الموجة وجمهورية مرسيليا الإسلامية هى الآن أمر واقع! القوة المركزية مجبرة على قمع المتمردين الانفصاليين الذين يستفيدون أيضًا من الدعم المعنوى واللوجستى للجزائر المجاورة.
بداية حرب أهلية وقتال عنيف
الجيش الفرنسى مجبر على اتخاذ إجراءات صارمة؛ لكن المتمردين الانفصاليين يتشاركون فى نفس العرق ولا يهم إذا كان هؤلاء المعتدون يطالبون بأراضى لا تخصهم وإذا لم يكونوا جميعهم من الإسلاميين المتطرفين المتشددين وكلهم فرنسيون من أصل شمال أفريقى أو شمال أفريقى طبقا لمكان ميلادهم.
فى الحقيقة، القمع الجمهورى الفرنسى، الذى يهدف فى الواقع إلى منع ظاهرة انفصالية و«انفصالية»، ينظر إليه من قبل البعض على أنه «إبادة ثقافية وعرقية» للسكان العرب - البربر - السود - الأفارقة المسلمين فى فرنسا؛ لذلك، يُنظر إلى القمع العسكرى والأمنى الفرنسى على أنه «عنصري» و«معاد للإسلام» من قبل العديد من الدول الديمقراطية الأخرى - ليس فقط من قبل جماعة الإخوان المسلمين الذين يبكون الإبادة الجماعية - الذين يرون أن هذا غير مقبول!
لذلك يجتمعون جميعا من أجل معاقبة فرنسا المتهمة بارتكاب هذه الجريمة التى لا تغتفر.. الصواريخ تسقط كالمطر على الأراضى الفرنسية مسببة أضرار جانبية جسيمة وآلاف الضحايا المدنيين.. هل تذكرك تلك الأحداث بأى شيء؟
شبح «اللبننة» و«المتلازمة اليوغوسلافية"
نعم! لقد أعمى ظهور الإبادة الجماعية هذا الضمائر الغربية، التى لم تكتف بتفكيك يوغوسلافيا (حلم هتلر القديم)، وأخضعت الصرب للإذلال والمصائب غير المستحقة، لكنها مبررة تمامًا فى نظر الفكر الغربى الصحيح، بتأييد أشهر الفلاسفة الذين تفرض حروفهم الأولى البسيطة احترامًا لأنظمة «أيات الله"؛ ولكن علينا الحذر، فإن «مرسيليا الغد» يمكن أن تشبه «كوسوفو البارحة».

معلومات عن الكاتب: 
آلان بليش.. طبيب معروف فى الغرب بكتاباته التحليلية ذات النظرة الفلسفية العميقة للأشياء.. الأحداث الأخيرة التى وقعت فى جميع ضواحى فرنسا تقريبًا دفعت الكاتب إلى كتابة هذا المقال القصير بأسلوب الخيال العلمى الجيوسياسى.