الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بالعربي

Le Dialogue بالعربي

رولان لومباردى يكتب: قمة المناخ.. لماذا يدعم ماكرون COP 28 المقرر انعقاده فى دبى؟.. الرئيس الفرنسى: الإمارات العربية المتحدة حليف جيواستراتيجى قوى وأساسى لباريس

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أكد الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، فى أحدث تصريحاته لموقع العين فى فرنسا، دعمه الكامل لرئاسة الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف المقرر عقدها فى الإمارات العربية المتحدة فى الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر 2023، رغم الانتقادات!
وردًا على أسئلة العين الإخبارية حول استعدادات بلاده لمؤتمر COP28 على هامش مشاركته فى القمة التى جمعت قادة الاتحاد الأوروبى وأمريكا اللاتينية فى بروكسل، ذكّر الرئيس الفرنسى: «من الواضح أننى أدعم رئاسة مؤتمر الأطراف» وأضاف إيمانويل ماكرون: «إنها دائمًا مسئولية كبيرة، وبالتالى سنبذل قصارى جهدنا لإنجاحها».
وشدد الرئيس الفرنسى على أهمية هذا الاجتماع المناخى، محذرًا من الاضطرابات المناخية التى يشهدها العالم حاليا منذ عدة عقود ويتابع إيمانويل ماكرون «إنه عام مهم للاجتماعات وما نمر به فى بلادنا يظهر ذلك بوضوح شديد»، محذرًا من: «الاضطرابات المناخية موجودة وعلينا أن نكافحها ونتعامل معها».
ولفت ماكرون النظر إلى جهود أوروبا لتحقيق الحياد الكربونى وخفض الانبعاثات حيث أشار ماكرون إلى أن أوروبا هى «المنطقة الأكثر تنظيمًا فى العالم» وقال: «أوروبا قارة تحتل الصدارة، لأننا لم نعتمد فقط حياد الكربون 2050، ولكن أهداف 2030 لخفض انبعاثاتنا بنسبة 55٪».
COP28.. الواقعية والبراجماتية
لكن دعونا لا ننخدع، وراء هذه العناصر اللغوية، وهذه الكلمات الجميلة التى يستخدمها إيمانويل ماكرون، يجب أن نفهم أن هناك، لمرة واحدة، جرعة كبيرة من معانى ومبادئ الواقعية السياسية الدولية.
ومع ذلك، فى حين أن الإمارات العربية المتحدة هى سابع أكبر منتج للنفط فى العالم، بمتوسط إنتاج يصل إلى 3.79 مليون برميل يوميًا، وفقًا لأحدث البيانات الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية فإن الدولة تسعى جاهدة لتخفيض انبعاثاتها الكربونية وزيادة الاستثمارات فى هذا المجال علاوة على ذلك، أعلنت الإمارات رسميًا أنها تريد تحقيق الحياد الكربونى بحلول عام 2050.
ولكن على عكس جيرانها مرة أخرى، سرعان ما عرف القادة الإماراتيون، الذين يتميزون بالذكاء والمهارة، كيفية تنويع مواردهم وأنشطتهم الاقتصادية، مستندين فى البداية بشكل أساسى إلى ثرواتهم الهيدروكربونية؛ لذلك تحولوا بسرعة كبيرة إلى التجارة والتمويل والعقارات والحركة الجوية والسياحة الفاخرة والمناطق الحرة ووسائل الإعلام والموانئ الحرة والعبور والتعليم والثقافة والتكنولوجيا العالية والبحث العلمى (ونتذكر هنا أيضا «أمل»، أول قمر صناعى عربى تم إطلاقه فى مدار عام 2021 حول المريخ!) وحتى التنمية المستدامة (الطاقة الشمسية وإعادة تدوير وتحلية المياه). وفى الحقيقة كل ذلك أدى إلى تنمية اقتصادية كبيرة لا تعتمد حصريًا على عائدات النفط والغاز، مما أعطى البلاد مظهرًا يشبه نسخة شرق أوسطية من هونج كونج.
وفى الواقع، توصل مؤتمر الأطراف السابع والعشرون الأخير فى شرم الشيخ، مصر، قبل بضعة أشهر، إلى حل وسط بشأن مساعدة البلدان الفقيرة المتأثرة بتغير المناخ، لكن الأطراف لم تضع أى طموحات جديدة للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى.
ومع ذلك، فإن الاختيار الرمزى للغاية لمكان انعقاد القمة المقبلة فى نوفمبر وديسمبر سيكون فرصة رائعة للجهات الفاعلة المتورطة بالأمس فى أزمة المناخ لتقديم نفسها أخيرًا كمروّجين لحلول الغد، وبالتالى، بالنسبة لرئيس الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف، سلطان أحمد الجابر، سيكون التحدى الرئيسى هو إثبات أننا يمكن أن نكون جزءًا من المشكلة ولكن أيضًا جزءا مهما من الحل، من خلال تدارك أخطاء الماضى لبناء المستقبل.
كما هو الحال فى جميع مواقفهم السياسية والقضايا الأخرى، وعلى عكس العديد من الدول الأخرى فى المنطقة، أظهر الإماراتيون دائمًا صدقهم من خلال الحقائق والأفعال؛ لذلك يمكننا أن نصدق بسهولة الرئيس الجديد لمؤتمر الأطراف المستقبلى، الذى قدم كما قلنا، خطة واقعية لاستراتيجية تهدف إلى تحقيق الحياد المناخى فى بلاده بحلول عام 2050. وذلك عندما أعلن وأظهر رغبته الحقيقية فى العمل مع صناعة الطاقة لتسريع إزالة الكربون منها، لا سيما من خلال تعزيز الحلول من أنواع مختلفة، مثل الهيدروجين الأخضر، الذى يمثل أحد تحديات عالم الطاقة فى الغد.


وزير الصناعة الإماراتى، يعرف جيدًا مشاكل وقيود واحتياجات العاملين فى مجال الصناعة وهو أفضل من أى شخص آخر لأنه ستكون لديه رؤية ونهج عملى للتعامل مع المشكلات المثارة واتخاذ القرارات الصحيحة من أجل محاولة مواجهة تحدى المناخ.
لطالما كانت قضية ما بعد النفط أساسية بالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة، والتى، كما رأينا، أصبحت على علم بها قبل وقت طويل سابقة كل جيرانها فى هذا الملف. وباعتبارها رائدة فى هذا المجال، فهى فى النهاية مصلحة وجودية لهذه الدولة وعلينا أن نثق فى قادتها فى كل الأمور وتحديدا فيما يتعلق برغبتهم الحقيقية فى جعل الأمور تتطور بشكل إيجابى فى هذا المجال.
ويجب ألا ننسى أيضا أن تنظيم الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف فى دولة الإمارات العربية المتحدة هو أيضًا اعتراف سياسى دولى لهذا البلد الذى رسخ نفسه لمدة عشر سنوات كنوع من «جمهورية البندقية الجديدة» فى العالم العربى بسبب نفوذها الكبير وتأثيرها الإقليمى فى المنطقة، وهكذا فإن الإمارات لديها قوة مسلحة يصل تعدادها إلى 65000 جندى محترف وقوات خاصة مؤهلة ومجهزة جيدًا وقبل كل شيء مدربة تدريبًا جيدًا. 
الإمارات حليف مهم للغرب وخاصة لفرنسا 
فى الحقيقة، وقعت الإمارات العربية المتحدة، وهى أيضًا عضو فى مجلس التعاون الخليجى، العديد من اتفاقيات التعاون الدفاعى والعسكرى، خاصة مع فرنسا والولايات المتحدة (ولكن أيضًا مع روسيا والصين) وفى الوقت نفسه، فى السنوات الأخيرة، كانت دبلوماسية أبو ظبى نشيطة للغاية فى العالم العربى. الإمارات العربية المتحدة وضعت نفسها على رأس الحربة ضد الإرهاب والإسلام السياسى، إلى جانب مصر السيسى والمملكة العربية السعودية «الجديدة» لمحمد بن سلمان، كما لم يحدث فى الماضى.
كما وقعت الإمارات اتفاقيات إبراهيم التاريخية (مع البحرين والمغرب والسودان) فى سبتمبر 2020 مع إسرائيل حيث تم الاستماع إلى وجهة نظرها والأخذ فى الاعتبار تأثيرها فى المنطقة بشكل كبير، وأصبحت منذ ذلك الحين أحد أعمدة التوجهات السياسية المنفتحة والآفاق التجارية الرحبة بين الدول العربية الأخرى وجميع دول المنطقة.
أخيرًا، دعونا لا ننسى أن الإمارات هى أيضًا جزء من 88 دولة ناطقة بالفرنسية أو الفرانكوفونية، وعضو فى المنظمة الدولية للفرانكوفونية.
أهلا بالسياسة الواقعية الفرنسية ولكن..!
بالنسبة لفرنسا، ورئيسها يعرف ذلك جيدًا (لقد كان محقًا فى مقاومة الضغط من دعاة حماية البيئة!) أن هناك العديد من الشراكات الثقافية والبيئية المهمة جدًا لنا، كما رأينا للتو. ولكن قبل كل شيء هناك أيضا أهمية كبيرة للشراكات الاقتصادية والتجارية وربما يكون هذا، وللأسف، السبب الوحيد الصحيح فى نظر إيمانويل ماكرون!
فى كل الأحوال، هذا هو الشيء الأكثر أهمية، فإن دولة الإمارات العربية المتحدة هى أيضًا حليف جيواستراتيجى قوى وأساسى بالأخص لباريس.. وفرنسا لديها العديد من اتفاقيات التعاون الدفاعى والعسكرى (وكذلك فى مجالات الاستخبارات ومكافحة الإرهاب) مع هذا البلد.
لذلك، تعد الإمارات العربية المتحدة نموذجًا وناقلًا للتحديث والتنمية فى المنطقة ولكن أيضًا للسلام (اتفاقيات إبراهيم مع إسرائيل). وقبل كل شيء، دعونا لا ننسى، أنهم فى الطليعة - مع مصر السيسى والمملكة العربية السعودية «الجديدة» لمحمد بن سلمان - فى محاربة الجهادية والإسلام السياسى.. وهذان العنصران هما «الأعداء» المشتركة والأساسية والوجودية لبلدنا.

معلومات عن الكاتب: 
رولان لومباردى رئيس تحرير موقع «لو ديالوج»، حاصل على درجة الدكتوراه فى التاريخ، وتتركز اهتماماته فى قضايا الجغرافيا السياسية والشرق الأوسط والعلاقات الدولية وأحدث مؤلفاته «بوتين العرب» و«هل نحن فى نهاية العالم» وكتاب «عبدالفتاح السيسى.. بونابرت مصر».. يخصص افتتاحيته، لهذا العدد، لمؤتمر المناخ المقرر عقده فى دولة الإمارات العربية المتحدة، والذى أعلن الرئيس الفرنسى عن دعمه للمؤت