أعرب أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، عن أسفهم الشديد لتكرار واقعة حرق المصحف الشريف في دولة السويد، مؤكدين أنها جريمة مكتملة الأركان، ترفضها كل القوانين والمواثيق الدولية، مطالبين بإصدار قانون دولى لتجريم الإساءة للمقدسات والكتب السماوية، ومحاكمة مرتكبي حرق المصحف، ومقاطعة المنتجات السويدية ومنع التعامل معها أو السفر إليها.
إصدار قانون دولي لتجريم الإساءة للمقدسات الدينية
واستنكر الدكتور إيهاب رمزي، عضو مجلس النواب وأستاذ القانون الجنائي، تكرار حرق نسخة من المصحف الشريف على يد مجموعة من المتطرفين في السويد في تحدٍ سافر ومتعمَّد وغير مسئول مِمَّا يؤجج مشاعر الكراهية والفتنة على مستوى العالم .وأكد أن مثل هذه الإساءات المتكررة والمتعمدة وغير المسئولة تؤجج مشاعر الكراهية، وتبث الفتنة وتعكس مظاهر الإسلاموفوبيا البغيضة، بما يحتم ضرورة تدخل المجتمع الدولي بجميع منظماته وهيئاته وكافة المنظمات والهيئات الإسلامية على مستوى العالم للتصدي لهذه المهاترات والإساءات، ومواجهة كل ما من شأنه إثارة سموم الفتنة ونشر الكراهية.
وقال "رمزي"، إن إصدار قانون دولى لتجريم الإساءة للمقدسات والكتب السماوية أصبح مطلباً عالمياً، وأنه يجب على المجتمع الدولى أن يتدخل وبسرعة لإصدار قانون دولي يجرِّم الإساءة للأنبياء والأديان والمقدسات والرموز الدينية حفاظًا على السِّلْم العام على مستوى العالم وحتى لاتكرر مثل هذه التصرفات الخطيرة، والتى تمثل خطراً داهماً على السلم والأمن الدوليين، مؤكداً أن هذه الإساءات المتكررة تمثِّل إساءة صريحة وتحدِّيًا صريحًا لمشاعر جميع المسلمين على مستوى العالم.
وأضاف، أن صمت السلطات السويدية على مثل هذه التصرفات لا يندرج أبداً تحت مسمى حرية الرأى والتعبير، لأنه لا توجد حرية رأى أو تعبير فى أعمال تتنافى مع ما هو متعارف عليه عالمياً بأنه إساءة بالغة للأديان السماوية، مطالباً من الحكومة السويدية سرعة الاعتذار عن مثل هذه الأعمال الإجرامية، وأيضاً التعهد بعدم تكرارها وتطبيق القوانين وأشد العقوبات ضد المجرمين الذين يرتكبون مثل هذه الأعمال الاجرامية.
مقاطعة منتجات السويد
كما طالب المهندس محمد المنزلاوى، وكيل لجنة الصناعة والتجارة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر بمجلس الشيوخ، الدول العربية والإسلامية بمقاطعة المنتجات السويدية، وعدم السفر إلى السويد، مع اتخاذ مواقف جادة في هذا الصدد لنصرة الدين الإسلامي والمصحف الشريف.
ووصف "المنزلاوى"، قرار السلطات السويدية بالسماح بحرق المصحف الشريف، وذلك من خلال تنفيذ سويدي متطرف بتدنيس القرآن الكريم وأقدم تحت حماية السلطات السويدية على تمزيق وحرق المصحف الشريف خارج المسجد الرئيسي في استوكهولم عاصمة السويد، ومزق المتطرف السويدي صفحات من نسخة للقرآن الكريم ومسح بحذائه عليه، ثم وضع دهن ولحم الخنزير المقدد في القرآن الكريم وأشعل فيه النار، بالمؤسف والخطير لأنه أدى الى استفزاز أكثر من ملياري مسلم بمختلف دول العالم.
وأكد، أن تلك الانتهاكات ضد كتاب الله "المصحف الشريف" تعد جريمة مكتملة الأركان ترفضها كل القوانين والمواثيق الدولية التي تؤكد ضرورة احترام الأديان والكتب المقدسة ومنع ازدراء الأديان، مشيرا إلى أن هذه الاستفزازات تثير مشاعر المسلمين، وهي مرفوضة جملة وتفصيلا.
وطالب المهندس محمد المنزلاوى، بإصدار قرارات حاسمة بوجوب مقاطعة المنتجات السويدية ومنع التعامل معها أو السفر إليها، مشددا على ضرورة سن تشريع دولى لتجريم الإساءة إلى الأديان والكتب السماوية.
تتنافى مع الجهود الدولية لتجريم ازدراء الأديان
كما أكد النائب خالد طنطاوي، عضو مجلس النواب، أن واقعة حرق المصحف الشريف تتنافى مع ما يسمى بحرية الرأى عن التعبير، كما تتنافى مع الجهود الدولية واسعة النطاق لتجريم ازدراء الأديان والحض على الكراهية ونشر ثقافة التسامح والعيش المشترك والتسامح والإخوة الإنسانية.
وقال "طنطاوي" فى بيان له أصدره اليوم، إن التشدق بحرية الرأى والتعبير المزعومة فى بعض الدول مقيدة باحترام حقوق الآخرين فى احترام الرموز والمقدسات الدينية وعدم السماح أو التسامح مع مرتبكى جرائم ازدراء الأديان والحض على الكراهية، مؤكدا أهمية دور البرلمانات فى الدول التى تكررت فيها تلك الجرائم المخزية وفى مقدمتها السويد بتحمل مسئولياتهم فى إصدار التشريعات المتوافقة مع الجهود المبذولة دوليا، خاصة فى المحافل البرلمانية الدولية، لمنع خطاب الكراهية والتمييز وازدراء الأديان لمساسها الجسيم بالعلاقات بين شعوب العالم ومع مقاصد تأسيس علاقات دولية يسودها الشراكة والتعاون بين الدول والشعوب.
كما طالب النائب خالد طنطاوى بضرورة التزام السلطات السويدية بمنع تكرار مثل تلك الوقائع الماسة بعقيدة أكثر من مليارى مسلم حول العالم وبالشعوب والدول المؤمنة بقيم التعايش الحضارى والتسامح، مشيراً إلى ضرورة أن تسارع الدول العربية والإسلامية بمقاطعة المنتجات السويدية ردا على تلك الوقائع المتكررة.
وأكد النائب خالد طنطاوى، أن التجربة المصرية فى صون حقوق الإنسان وحرياته الأساسية تعد نموذجا متفرداً وعالميا، خاصة أن التشريعات المصرية حرمت ازدراء الأديان بكل صورها، بالإضافة للإجراءات التى كفلت ممارسة شعائر الأديان فى مجتمعنا المصرى الذى يتفرد بقيم التسامح والتعايش بين جميع مواطنيه فى ظل وحدته الوطنية الراسخة الملهمة عالميا، مشيراً إلى أن التجربة المصرية حظيت بتقدير واحترام كبيرين من مختلف دول العالم.
حرق المصحف جريمة تنشر الكراهية ولا تدخل فى إطار حرية الرأي
وانتقدت النائبة سولاف درويش، وكيل لجنة القوى العاملة بمجلس النواب والأمين العام للاتحاد العربى للعاملين والتأمينات والأعمال المالية، بشدة واقعة حرق المصحف الشريف بالسويد، مؤكدة أن حرق المصحف جريمة تنشر الكراهية ولا تدخل فى إطار حرية الرأي.
وقالت "درويش"، فى بيان لها أصدرته اليوم: "لقد آن الأوان لإصدار قانون دولى لتجريم الإساءة للمقدسات الإسلامية والكتب السماوية"، مؤكدةً أن واقعة حرق المصحف ليست تعبيرا عن حرية الرأي بل نشر للكراهية، ولابد من احترام جميع الكتب المقدسة التي يجب أن يكون لها احترامها.
وأضافت النائبة سولاف درويش، أن هذا الحدث مرفوض من الجميع، وتسييس الحريات الدينية غير مقبول، وعلى أي صعيد يجب احترام الآخر، مشيرة إلى أن احترام الأديان من الثوابت المصرية ولا تقبل النقاش.
وطالبت الدول العربية والإسلامية بمقاطعة جميع المنتجات السويدية، منتقدة الموقف السلبى لحكومة السويد وأيضاً المجتمع الدولي على تخاذله وصمته فى مواجهة مثل هذه الجرائم الخطيرة التى أدت إلى استياء وغضب شديدين لدى أكثر من ملياري مسلم بمختلف دول العالم.
محاكمة مرتكبي حرق المصحف بالسويد
ووصف النائب مجدى الوليلى، عضو لجنة الشئون الأفريقية بمجلس النواب، موقف الحكومة السويدية من تكرار واقعة حرق المصحف، بالفعل المخز الذى يستفز مشاعر المسلمين حول العالم، مؤكداً أن هذه الجريمة النكراء تتنافى مع قيم احترام الآخر ومقدساته ويؤجج من مشاعر الكراهية بين الشعوب ويجب محاكمة من ارتكبوها بعد تكرارها.
وقال "الوليلى" في بيان أصدره اليوم، إن تكرار حوادث إحراق المصحف الشريف وتصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا وجرائم ازدراء الأديان مؤخراً في بعض الدول الأوروبية تمثل ظاهرة خطيرة، خاصة أنها تمس الثوابت والمعتقدات الدينية للمسلمين، مطالباً من المجتمع الدولي بجميع دوله ومنظماته بسرعة إصدار قانون دولى لتجريم الإساءة للمقدسات والكتب السماوية.
وقال عضو لجنة الشئون الأفريقية بمجلس النواب، إن المجتمع الدولي يقع على عاتقه مسئولية منع دعوات التحريض وجرائم الكراهية ووقف تلك الممارسات التي من شأنها تقويض أمن واستقرار المجتمعات ومحاكمة كل من يقومون بمثل هذه الجرائم، مؤكداً ضرورة إعلاء القواسم المشتركة من التسامح وقبول الآخر والتعايش السلمي بين الشعوب.
وطالب "الوليلى" من الدول العربية والاسلامية والأفريقية اتخاذ موقف موحد بمقاطعة جميع المنتجات السويدية، ووقف جميع أنواع التعاون الاقتصادى والتجارى مع دولة السويد حتى تعتذر للعالم الاسلامى وتتعهد بعدم تكرار مثل هذه الجرائم الخطيرة والمرفوضة والتى تهدد الأمن والسلم الدوليين.