وصل مساء الجمعة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو برفقة معاونه المطران باسيليوس يلدو وسيادة مطران تركيا الجديد صبري انار الى مطار اربيل الدولي.
استقبل رسميا بحفاوة بالغة، وكان في مقدمة المستقبلين الأستاذ فاضل ميراني ممثل رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني والأستاذ فوزي حريري ممثل رئيس الإقليم والوزيران بشتيوان صادق عبدالله وانو جوهر ممثلان لرئيس حكومة الإقليم، وقائم قام عينكاوا ومدير بلديتها ومديرة ناحية القوش، والسادة الأساقفة: يوسف توما، نيقوديموس داود شرف، نثنائيل نزار عجم، نجيب ميخائيل موسى، فيليكس الشابي وثابت مكو وممثلون عن الأديان في الإقليم والمنظمات المدنية والحزبية.
وفي المؤتمر الصحفي الذي عقده د. بشتيوان بالكاردينال ساكو، اكد انه في بيته وبحماية الإقليم ونحن نحترم شخصية الكاردينال الدينية والوطنية وكل المرجعيات.
من طرفه شكر الكاردينال ساكو على حفاوة الاستقبال قائلا:
يعيش البلد حالة من الفوضى والتناقض. بغداد لا تحترم الرموز الدينية اذ يهين رئيس جمهوريتها بضغط من ميليشيا بابليون رئيس الكنيسة الكلدانية الأعلى في العراق والعالم بسحب المرسوم الجمهوري منه ويهجره، ويرعب المكون المسيحي بينما حكومة إقليم كردستان تستقبله بحفاوة بالغة لأنها تحترم المرجعيات الدينية وتقيّم دورها الديني والوطني. وقد كان قد اقترح علي مكتب السيد نوري المالكي الذهاب الى النجف الاشرف حيث استقبل بحفاوة، فشكرته قائلا، ليس لنا مسيحيون في النجف الاشرف، بينما في الإقليم وسهل نينوى لدينا أساقفة وكنائس.
للأسف رئيس الجمهورية استمع الى أربعة نواب من بابليون من دون استشارة القانونيين (كان في المرة الأولى قد استشارهم فقالوا له هذا غير قانوني)، بل بناه على مزاعم بابليون الكيدية والكاذبة لتتمكن من الاستحواذ على مقدرات المسيحيين...
رئيس الجمهورية منصب تنفيذي وليس تشريعيا. قرار السحب لا أرضية قانونية ولا دستورية له ولا مسوغ والمعروف ان الحزب الذي ينتمي اليه رئيس الجمهورية هو حزب اشتراكي علماني (الاتحاد الوطني الكردستاني).
الاعتراف بالبطريرك تقليد قديم منذ زمن العباسيين والعثمانيين والعهد الجمهورية، هل كان هذا التاريخ الطويل الذي مر عليه 14 قرنا على خطأ والرئيس على حق. هل يمكن للرئيس رفع الاعتراف بالمرجعية الشيعة الأعلى في النجف الاشرف أو السنية؟ الرئيس ارتكب خطأ كبيرا بعدم احترام مرسوم رؤساء الجمهوريين الذين سبقوه، ولم يحترم مرسوم بابا الفاتيكان الذي يعترف بي رئيسا اعلى للكنيسة الكلدانية وكذلك مرسوم ترقيتي الى الكاردينالية وهو منصب عالمي. البطريرك شخصية عراقية وطنية وعالمية معروفة. على رئيس الجمهورية التفكير والاستشارة ومعرفة البروتوكول قبل اتخاذ القرار.. لا يحق له استدعاء القائم بأعمال السفارة الفاتيكانية ولا السفيرة الامريكية، لانه هذا من اختصاص وزارة الخارجية العراقية.. ثم في التصريح الذي نشره مكتبه عقب استدعاء القائم بالأعمال بالسفارة الفاتيكانية جاء أن ليس للفاتيكان ملاحظات حول قرار الرئيس، بينما الحقيقة ان القائم بالأعمال قال له: انه ليس لي تعليمات من الفاتيكان، وعلى اثره أصدرت السفارة تكذيبا للمعلومة؟
الكنيسة في مواجهة الظلم والإهانة من قبل رئيس الجمهورية، وكتائب بابليون المتكررة والمعروفة اجتماعيا وسياسيا وأخلاقية لدى كل العراقيين وغيرهم. كتائب بابليون نصبت فخا لي بهدف إيقاعي فيه، لكنها أوقعت نفسها مع رئيس الجمهورية.
أود أن أؤكد للمسيحيين والعراقيين اني لن استسلم للباطل والتهديدات أبدًا وبأي ثمن كان. رئيس الجمهورية يتغير بعد أربع سنوات، بينما البطريرك باق إلا إذا أخذ الله أمانته أو اغتالته ميليشيا بابليون.
أدعو المسيحيين إلى البقاء والصمود وعدم القلق، الكنيسة والشرفاء في العراق والعالم يدافعون عنكم. شكرًا على حملة التضامن من داخل العراق وخارجه.
إني باق في إقليم كردستان إلى حين استعادة المرسوم ورد الاعتبار وعندما توقف الحكومة العراقية أي رئيس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة والحشد الشعبي، تجاوزات هذا الفصيل المنفلت عند حده.
الحق ينتصر والباطل يندحر.