أكد مسئولون أمريكيون أن جنديًا أمريكيًا يواجه إجراءات تأديبيًا فر إلى كوريا الشمالية يوم الثلاثاء الماضى، ويعتقد أنه محتجز هناك؛ مما تسبب فى أزمة جديدة لواشنطن مع الدولة المسلحة نوويًّا.
حيث تمكن جندى أمريكى من الفرار عبر الحدود شديدة التحصين من كوريا الجنوبية إلى جارتها الشمالية، وذلك بعد أن هاجم سيارة شرطة ولَكَم رجلًا فى وجهه بملهى ليلى فى سيول، وفقًا لصحيفة «التلجراف».
وأفاد الكولونيل إيزاك تايلور، المتحدث باسم القوات المسلحة الأمريكية فى كوريا الجنوبية، بأن جنديًا أمريكيًا كان فى رحلة عند المنطقة الأمنية المشتركة بين الكوريتين "عبر بإرادته ودون تصريح من (إدارة) خط ترسيم الحدود العسكرية إلى جمهورية كوريا (الشمالية) الديمقراطية الشعبية".
وأضاف تايلور "نعتقد أنه محتجز حاليًا فى كوريا (الشمالية) الديمقراطية، ونعمل مع نظرائنا فى الجيش الشعبى الكورى لحل هذه الواقعة" فى إشارة إلى جيش كوريا الشمالية.
وترافيس كينج، البالغ من العمر 23 عامًا، تسبب فى أزمة دبلوماسية جديدة لواشنطن فى التعامل مع الدولة المسلحة نوويًا، وكان قد أقر بأنه مذنب بالإعتداء على السلع العامة وتدميرها خلال حادث فى أكتوبر الماضى، وتم تغريمه 4 آلاف دولار.
ونُقل الجندى كينج بواسطة حراسة عسكرية إلى المطار لكنه فر فى منطقة الجمارك وسافر إلى «قرية السلام» فى بانمونجوم حيث انضم إلى مجموعة سياحية فى المنطقة المنزوعة السلاح (DMZ) قبل أن يفر إلى كوريا الشمالية.
كان الجندى قد أنهى للتو فترة احتجازه لارتكاب مخالفة وكان من المقرر أن يعود إلى قاعدته فى فورت بليس، بولاية تكساس الأمريكية، حيث يواجه إجراءً تأديبيًا من قبل الجيش الأمريكى.
وأعربت والدته، كلودين غيتس، من راسين بولاية ويسكونسن، عن صدمتها من فرار ابنها، وقالت: «لا أستطيع أن أتخيل ترافيس يفعل أى شئ من هذا القبيل»، وذلك بعد أن أبلغها الجيش أن كينغ قد عبر طواعية إلى كوريا الشمالية وأنه محتجز الآن هناك.
وقالت إنها سمعت عن ابنها آخر مرة «قبل أيام قليلة»، عندما أخبرها أنه سيعود قريبًا إلى الولايات المتحدة، وأضافت أنها أرادت فقط «عودته إلى المنزل».
ووفقاً لوثائق محكمة فى سيول اطلعت عليها وكالة «رويترز»، قام الجندى كينغ بلكم رجل فى وجهه فى نادٍ عدة مرات فى 25 سبتمبر، لكن القضية تمت تسويتها.
بعد أسبوعين، تحدثت الشرطة عن تقرير حول مشاجرة أخرى للجندى، وتم الإبلاغ عن «سلوك عدوانى».
قالت المحكمة إنه شتم الكوريين والجيش الكورى والشرطة الكورية، وركل باب إحدى سيارات الدورية عدة مرات، مما تسبب فى أضرار بنحو 460 دولارًا.
وبعد فترة قصيرة من الاعتقال، تم الإفراج عنه وإرساله إلى قاعدة كامب همفريز العسكرية الأسبوع الماضى قبل أن تتم مرافقته إلى مطار إنتشون الدولى فى سيول.
وأشار سائح رافق كينج فى بانمونجوم إلى أن المجموعة أصيبت بالذهول عندما ركض الجندى الأميركى بين الأكواخ الزرقاء المتاخمة للحدود إلى الجانب الآخر وهو يضحك بصوت عالٍ.
وأوضحت الحكومة الأميركية وقيادة الأمم المتحدة المتمركزة فى المنطقة الحدودية إنهما تعملان على حل الأزمة وإطلاق سراح الجندى كينغ.
وتقع المنطقة الأمنية المشتركة فى حدود منطقة منزوعة السلاح التى فصلت الكوريتين منذ نهاية الحرب الكورية 1950-1953.
وتحظر وزارة الخارجية الأمريكية على مواطنيها دخول كوريا الشمالية "بسبب استمرار الخطر الجاد بالاعتقال والاحتجاز طويل الأجل للمواطنين الأمريكيين".
وطُبق الحظر بعدما احتجزت السلطات الكورية الشمالية الطالب الجامعى الأمريكى أوتو وارمبير خلال جولة فى البلاد.
وتوفى وارمبير فى 2017 بعد أيام من إطلاق سراحه من السجن وعودته إلى الولايات المتحدة فى حالة غيبوبة.
ويأتى فرار كينج وسط تراجع شديد فى العلاقات بين بيونغ يانغ وواشنطن وكوريا الجنوبية، وأدان الحليفان بشدة تجربة كوريا الشمالية لإطلاق صاروخ باليستى عابر للقارات.