أدوات قديمة كأنها قطع أثرية تم استخراجها من مقبرة فرعونية، تعكس عمرًا طويلاً لهذه المهنة التي ظهرت منذ آلاف السنين، مرتديًا الجلباب المصري التقليدي وطاقية قديمة بالية ترسم على وجهه الابتسامة المدفونة، تُظهر تجاعيد العمر على وجهه، ولكن النظرة الحية في عينيه تبدي شغفًا لا يُنكر بحلاقة الحمير، يبدأ عم إبراهيم بتجهيز أدواته لبدء عمله.
يمسك إبراهيم بمقص كبير ويبدأ في سنه حتى يسهل عليه المهمة، باستخدام حجر السن يمرره عليه عدة مرات حتى يصبح جاهزا تماما، يقوم بتقييد الحمار حتى لا يتعرض لخطر ركلة قد تصيبه إصابة بالغة، فيقوم بربط أحد الأقدام الأمامية بالقدم الخلفية التي تخالفها مع وضع قطعة خشب بفمه ويبدأ عمله، باستخدام مشط حديدي يقوم بتنظيف الشعر من الوساخات حتى يتمكن من قصه بأفضل طريقة، ثم يبدأ المقص في إنجاز المهمة.
حلاقة الحمير تعتبر من المهن التقليدية في القرى المصرية، حيث كانت تستخدم للحفاظ على صحة ونظافة الحيوانات وتحسين مظهرها. وعلى الرغم من تقلص أعداد الحمير في المنطقة وتطور التكنولوجيا، إلا أن "عم إبراهيم" حلاق الحمير صاحب الـ 47 عاما يعمل في هذه المهنة منذ أكثر من 30 عاما حيث تعلم المهنة من والده وظل مستمرا في ممارسة مهنته بإخلاص وإصرار، ويقضي كل لحظة في عمله متجاوزًا التحديات والمخاطر، حيث إن هذه المهنة موسمية، تبدأ ببداية الصيف، حيث يتم قص الحمير لتجنب تعرضها للحر والعرق أثناء العمل فيستمر العمل خلال شهرين في العام فقط ثم يعود إبراهيم للعمل في الفلاحة وزراعة الأرض مرة أخرى.
كانت الحمير تمثل شيئًا أساسيًا في القرية المصرية، ولكن تغير الأمر مع التطور التكنولوجي، حيث استبدل الناس الحمير بالدراجات النارية والموتوسيكلات لتسهيل سرعة التنقل، مما أدى إلى تراجع أعداد الحمير ونقصانها المستمر، فقد تناقصت أعداد الحمير بشكل كبير حتى أصبحت المهنة شبه منقرضة حيث بدأ حديثه قائلا" «هي الحمير راحت فين المهنة بتنقرض زمان كنت بحلق أكتر من 400 حمار في السنة في بلدنا والبلاد اللي حواليها دلوقت في الموسم كله ممكن ممكن أعمل أقل من 50 حمار بس هنعمل أيه أهو أكل عيش».