الخميس 30 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بوابة العرب

السودان بين شظايا الحرب وتحديات السلام| الأمم المتحدة تحذر من تحول الصراع إلى كارثة إنسانية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تتواصل المعارك الدامية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، التي انفصلت عن قائدها، في مناطق مختلفة من الخرطوم ومدينة أم درمان، في وقت تحذر فيه الأمم المتحدة من تحول الصراع إلى كارثة إنسانية.


شهود عيان
وأبلغ شهود عيان عن سماع دوي انفجارات وإطلاق نار في الشوارع، ورؤية طائرات حربية تستهدف بعض مواقع قوات الدعم السريع، التي يرأسها محمد حمدان دقلو، الملقب بحميدتي.


وذكرت منظمات حقوقية أن الاشتباكات، التي اندلعت في ١٥ أبريل، خلفت ٦٧٦ قتيلًا على الأقل، وأدت إلى إصابة ٥٥٠٠ آخرين، كما أجبرت أكثر من ٧٠٠ ألف شخص على نزوحهم داخل السودان، وهرب أكثر من ٢٠٠ ألف للجوء إلى بلدان مجاورة.


وساطة عربية ودولية
وتتوسط الولايات المتحدة والسعودية بين الجيش وقوات الدعم السريع في محاولة لوقف القتال، إذ قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها تشرف على مفاوضات في جدة، تهدف إلى التوصل إلى وقف إطلاق نار قصير الأمد، لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المتضررين.


وكان ممثلان عن الجيش وقوات الدعم السريع قد وقعا "إعلان جدة"، الذي يهدف إلى بلورة هدنة تسمح بإخراج المدنيين من مناطق القتال، والسماح بإيصال مساعدات إنسانية إليهم، غير أن الهدنة انتهكت، وسط اتهامات متبادلة بين طرفي النزاع بتحمل مسئولية ذلك.


حلول للأزمة
وفي محاولة لإيجاد حل للأزمة، شهدت الأيام الماضية عدة مبادرات دولية ومحلية، للتقريب بين الأطراف المتصارعة في السودان.


ومن بين هذه المبادرات، دعوة الأمم المتحدة عبر بعثتها «يونيتامس» إلى مشاورات سياسية بين السودانيين، وعرض منظمة «الإيجاد» للتوسط في مفاوضات بين الفاعلين بالبلاد، ومبادرة من جنوب السودان لمواصلة دور الوساطة بين الجيش وقوات الدعم السريع.


كما طرحت إريتريا مبادرة لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء السياسيين في السودان، وتلقت جامعة الدول العربية مبادرة من شخصيات مدنية سودانية رفيعة المستوى تحت عنوان «المبادرة الوطنية لحل الأزمة السودانية».


مبادرة وطنية
وفي الداخل، طرح مديرون بالجامعات السودانية مبادرة للوفاق الوطني، بينما يقود عناصر في حزب الأمة القومي وعدد من الرموز السياسية تحركات مماثلة في سبيل إنهاء الأزمة.
ولكن رغم كثرة المبادرات، فإن نجاحها يعتمد على مدى استعداد وتوافق الأطراف المتورطة في الصراع على حل سلمي وديمقراطي.


المسارات المحتملة لتحقيق السلام
وبسؤال المحلل السياسي السوداني، عبد العال الشيخ، عن مسارات تحقيق السلام في السودان قال: «نعم، إن هناك بعض المسارات المحتملة لتحقيق السلام في السودان، ولكنها تواجه تحديات وصعوبات كبيرة، ومنها:
- اتفاق السلام، الذي وقعته الحكومة السودانية مع عدة جماعات متمردة في أكتوبر ٢٠٢٠، بهدف إنهاء سنوات من الصراعات المسلحة في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، ويشمل الاتفاق بروتوكولات عن تقاسم السلطة والثروة والترتيبات الأمنية والحكم الذاتي لبعض المناطق. ولكن هذا الاتفاق لم يشمل بعض الفصائل المهمة مثل جيش تحرير السودان والحركة الشعبية جناح عبد العزيز الحلو ويواجه تحديات في تنفيذه وتمويله.


- الحوار الوطني، الذي دعت إليه الحكومة الانتقالية في السودان منذ اشتداد حراك الاحتجاجات في ٢٠١٩، والذي يهدف إلى إشراك جميع الأطراف في صياغة رؤية مشتركة للديمقراطية والتنمية والعدالة، ولكن هذا المسار يواجه رفضًا من قبل بعض قوى المعارضة مثل تجمع المهنيين السودانيين وإعلان الحرية والتغيير، الذين يطالبون بإسقاط النظام بالكامل. - الوساطات الدولية، التي تقدمها بعض الدول والمنظمات للتقريب بين الأطراف المتصارعة في السودان، مثل دور جنوب السودان في رعاية مفاوضات سلام جوبا، أو دور المجموعة الدولية للقانون والسياسات العامة في عقد اجتماعات في باريس مع قادة سودانيين، أو دور إريتريا في طرح مبادرة للحوار.


وأشار، إلى أن هذه المسارات تحتاج إلى تأثير قوي على أطراف الأزمة لإقناعهم بالتخلي عن مواقفهم المتشددة، وأيضًا إلى التنسيق مع المبادرات المحلية التي تطرحها شخصيات سودانية رفيعة المستوى أو مديرو جامعات أو حزب الأمة».