استمرارًا للأطر السياسية والقرارات بزيادة الإفراج عن واردات الأعلاف ومستلزمات الإنتاج الحيواني، كشفت وزارة الزراعة عن ارتفاع كميات الأعلاف التي تم الإفراج عنها خلال الفترة بين 16 أكتوبر 2022 حتى 13 يوليو 2023 الجاري، إلى 6.6 مليون طن، منها 4.6 مليون طن ذرة، 2 مليون طن فول صويا، وإضافات أعلاف، وذلك بإجمالي مبلغ 3.4 مليار دولار.
ونقلاً عن وزير السيد القصير وزير الزراعة، فإنه تم خلال الفترة من 7 يونيو الماضي حتى 13 يوليو الجاري الإفراج عن 119 ألف طن من الذرة وفول الصويا بحوالي 65 مليون دولار، موضحًا أن الإفراج شمل 70 ألف طن من الذرة بحوالي 25 مليون دولار وحوالي 49 ألف طن من فول الصويا بقيمة حوالي 37 مليون دولار، وأيضًا إضافات أعلاف بحوالي 3 ملايين دولار.
وأضاف، أن مواصلة الإفراج عن مستلزمات الأعلاف تتم بالتنسيق مع البنك المركزي لتلبية احتياجات السوق المحلية، مؤكدًا أن الإفراج يأتي تنفيذًا لتوجيهات الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بشأن متابعة الإفراج عن مستلزمات الإنتاج من الموانئ المصرية، ويستهدف توفير كميات في الأسواق من الذرة والصويا، وهي المكونات الأساسية لأعلاف الدواجن وأيضًا حيوانات المزرعة.
وأشار القصير إلى وجود هناك متابعة مستمرة وتنسيقا كاملا مع البنك المركزي، وبدعم من رئيس مجلس الوزراء شخصيًا للإفراج عن كميات مناسبة من الذرة وفول الصويا وخامات وإضافات الأعلاف من الموانئ المصرية لدعم هذه الصناعة.
يأتي ذلك في الوقت الذي طالب فيه النائب أبو سريع إمام، عضو مجلس الشيوخ عن حزب الشعب الجمهوري، بضرورة العمل على توطين زراعة فول الصويا؛ من خلال توفير مساحات كافية لزراعته، في ظل الحاجة المستمرة إليه، وذلك باعتباره أهم أنواع أعلاف الماشية التي يتم استيرادها.
وأضاف، أنه يجب التركيز على الزراعات القائمة على علف الحيوان، وتوفيرها بمخزون كاف يلبي الاستهلاك المحلي بشكل أولى، ومن ثم التخطيط لتصدير الفائض، الأمر الذي يدعم وقف استيراد أعلاف الماشية، ويوفر للدولة العملة الصعبة التي كان يتم توجيهها لهذا الملف.
وأشار النائب إلى فكرة توفير المنتجات التي تدخل في تصنيع الأعلاف بمواد مصرية 100%؛ هي فكرة سهلة قابلة للتطبيق دون تحديات، وتدعم أيضا التخلي عن الدولار، وتوفيرها للمربين بأسعار بسيطة، مقارنة بسعرها في حالة الاستيراد، وبالتالي ينعكس ذلك بالإيجاب على أسعار اللحوم وخفضها.
ولفت عضو مجلس الشيوخ، إلى ضرورة تخصيص جزء كبير لزراعة الأعلاف بمشروع الدلتا الجديدة؛ من أجل إيجاد منتج زراعي يدخل في زراعة علف الحيوان، مقترحا منح مزارع الإنتاج الحيواني التي ستعمل بالطاقة الشمسية بدلا من استخدام السولار والجاز، قروضا مدعمة، كنوع من التحفيز.
من ناحيته، أشاد حسين أبوصدام، نقيب الفلاحين، بالاستجابة السريعة للدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء لطلب المهتمين بالشأن الزراعي في ضرورة الإسراع في الإفراج الجمركي عن مستلزمات إنتاج الأعلاف.
وأضاف، أن رئيس مجلس الوزراء في اجتماعه مع محافظ البنك المركزي ووزير الزراعة، تم الاتفاق على توفير العملة الصعبة للإفراج السريع عن شحنات الذرة الصفراء وفول الصويا اللازمة لإنتاج الأعلاف.
وأشار أبوصدام إلى أن قلة المعروض من الأعلاف في السوق المحلي أدى لارتفاع أسعارها ما ساعد في الارتفاع الكبير في أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء، وكذلك البيض ومنتجات الألبان، لافتًا إلى أن زيادة الإفراج الجمركي عن مستلزمات الأعلاف أسهمت في انخفاض أسعارها في السوق بما يؤدي إلى خفض أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء والبيض ومنتجات الألبان ويسد العجز الكبير المحتمل ما بين الإنتاج والاستهلاك من هذه المنتجات.
وشدد على ضرورة وأهمية هذه الخطوة في توفير الأعلاف والحد من استمرار ارتفاع الأسعار إلا أنها تبقى حلا مؤقت للأزمة، متابعًا أن الحل الجذري للأزمة يكمن في تحفيز المزارعين في زيادة مساحات زراعة المحاصيل العلفية ودعم مصانع إنتاج الأعلاف ومربي المواشي ومنتجي الدواجن والاهتمام بالمزارع السمكية مع دعم مصانع منتجات الألبان.