حذر ألكسندر وانج الرئيس التنفيذي لشركة "Scale AI"، البالغ من العمر 26 عاما، الذي تساعد شركته وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) في تبني تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، من أن الحكومة الصينية تنفق ثلاثة أضعاف ما تنفقه الحكومة الأمريكية لتصبح الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي بلا منازع في العالم.
وبحسب ما ذكرت شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، قال وانج لأعضاء لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأمريكي: "الدولة القادرة على دمج التكنولوجيا الجديدة بسرعة وفعالية في القتال ستفوز بسباق الذكاء الاصطناعي. إذا لم نفز بسباق الذكاء الاصطناعي، فإننا نخاطر بالتنازل عن النفوذ العالمي والقيادة في مجال التكنولوجية والديمقراطية لخصوم استراتيجيين مثل الصين".
وأشارت الشبكة إلي أن وانج، الذي نشأ على يد والدين كانا عالمي فيزياء نووية في مختبر لوس ألاموس الوطني، أنشأ شركته في عام 2016 بعد تركه معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا عندما كان يبلغ من العمر 19 عاما. وبلغت قيمة شركته "Scale AI" مؤخرا أكثر من 7 مليارات دولار، وأخبر وانج المشرعين أنه تعرف علي حجم طموح الصين فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي خلال رحلة لحضور حدث خاص بالمستثمرين هناك قبل أربع سنوات.
وقال: "الصين تحرز تقدما سريعا في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل التعرف على الوجه ورؤية حاسوبية واستخدامها للمراقبة والقمع المحليين. الصين تستثمر القوة الكاملة لقاعدتها الصناعية للذكاء الاصطناعي".
وأضاف: "هذا العام، الصين في طريقها لإنفاق ما يقرب من ثلاثة أضعاف الحكومة الأمريكية على الذكاء الاصطناعي. يستثمر الجيش الصيني أيضا بشكل كبير في أسراب الطائرات بدون طيار ذاتية القيادة المدعومة بالذكاء الاصطناعي وأنظمة الرادار التكيفية والمركبات ذاتية القيادة، وقد أطلقت الصين أكثر من 79 نموذجا لغويا كبيرا منذ عام 2020".
وبينما تسعى الصين لأخذ زمام المبادرة في السباق من أجل الهيمنة على الذكاء الاصطناعي، أشار وانج إلى عدة أسباب تجعل الولايات المتحدة لا تزال رائدة في هذا المجال، وقال إن الولايات المتحدة لا تزال "المكان المفضل" لعلماء الذكاء الاصطناعي الأكثر موهبة في العالم، متابعا إن إتاحة الوصول إلي البيانات في أمريكا يمنحها ميزة مهمة أخرى.
وأضاف: "عندما يتعلق الأمر بالبيانات، فإنني أوافق أيضا على أن لدينا ميزة قوية جدا محتملة هنا، وتحديدا عندما يتعلق الأمر بالتنفيذ العسكري. في أمريكا، لدينا أكبر أسطول من العتاد العسكري في العالم".
وأوضح وانج إن الأسطول يولد 22 تيرابايت من البيانات كل يوم، وهي بيانات يمكن تسخيرها لتدريب الذكاء الاصطناعي ومنح الولايات المتحدة "ميزة بيانات لا يمكن التغلب عليها عندما يتعلق الأمر بالاستخدام العسكري للذكاء الاصطناعي".
ومع ذلك، قال وانج إن الولايات المتحدة بحاجة إلى اتخاذ خطوات سريعة لضمان استفادتها من هذا الكم الكبير من البيانات مضيفا أن جمع البيانات هو حقيقة جديدة يجب على البنتاجون التكيف معها إذا كانت ستبقى أمريكا في المقدمة فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي.
وتابع وانج: "أعتقد أن هذا أحد أهم الأشياء التي يمكننا القيام بها لضمان أن تظل أمريكا لعقود وعقود رائدة في الاستخدام العسكري للذكاء الاصطناعي".
لكنه شدد على أنه لا يمكن تجاهل الصين ورفض احتمال أن تكون الولايات المتحدة والصين قادرتين على العمل معا بشأن الذكاء الاصطناعي لأن كلا البلدين قد يشعران بالتهديد من أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تسعى إلى الاستيلاء على حكم مواطنيهما.
وأردف وانج: "أعتقد أنه سيكون من المبالغة القول إننا (الصين وأمريكا) في نفس الفريق بشأن هذه القضية"، مشيرا إلى أن غريزة الصين الأولى كانت استخدام الذكاء الاصطناعي لأنظمة التعرف على الوجه من أجل التحكم في مواطنيها.
