تُعد مياه الشرب النقية والصحية أمرًا بالغ الأهمية للحفاظ على صحة الأفراد والوقاية من الأمراض المائية. وبالنظر إلى جودة مياه الشرب، لجأ العديد من الأفراد إلى استخدام فلاتر المياه لتحسين جودتها وتنقيتها من الملوثات المحتملة. ومع ذلك، فإن صحة الفلتر المتاح في الأسواق قد أثارت مخاوف حول فعاليتها الحقيقية في إزالة الملوثات والمعادن الثقيلة.
وفي الواقع، تُظهر الأبحاث أن فلاتر المياه المتاحة للبيع في الأسواق، والمكونة من مرحلة واحدة أو مرحلتين، غالبًا ما تكون غير فعالة في إزالة المعادن الثقيلة الموجودة في الماء. فعلى الرغم من قدرتها على إزالة الكلور والروائح غير المرغوب فيها عن طريق الفلتر الكربوني، إلا أنها غالبًا لا تتمكن من إزالة المعادن الثقيلة التي يمكن أن تكون مضرة للصحة.
ومن جانب آخر، فإن الفلاتر التي تتضمن ثلاث مراحل تُعتبر أكثر فعالية في إزالة المعادن الثقيلة. ومع ذلك، قد يكون سعر هذه الفلاتر مبالغًا فيه بالنسبة للكثير من الأفراد، مما يجعلها غير متاحة للجميع. وهذا يعني أن العديد من الأشخاص يستخدمون فلاتر متاحة في المتاجر التجارية مكونة من مرحلة واحدة أو مرحلتين، وهو ما يعرض صحتهم للخطر.
وبالنظر إلى هذه المعلومات، فإنه ينبغي أن يتم توعية الجمهور حول أهمية استخدام فلاتر المياه ذات الفعالية العالية في إزالة المعادن الثقيلة. كما ينبغي توفير الفلاتر المؤمنة بثلاث مراحل بأسعار معقولة لجميع الأفراد، لتحقيق هذا الهدف. وفي الوقت نفسه، يجب على المستخدمين أن يكونوا حذرين ويتحققون من فعالية وجودة الفلاتر قبل استخدامها، لحماية صحتهم وصحة أسرهم.
بهذا التوضيح، يُنبغي أن نضع في الاعتبار أن السلطات المختصة والهيئات الصحية تلعب دورًا حاسمًا في ضمان جودة المياه المقدمة للمستهلكين. ينبغي على الحكومات والشركات المعنية أن تعزز التوعية حول أهمية استخدام فلاتر المياه ذات الفاعلية العالية وزيادة إمكانية الوصول إليها مقابل أسعار معقولة.
وبالإضافة إلى ذلك، ينبغي على المستهلكين القيام بأبحاث واسعة النطاق لاختيار العلامات التجارية الموثوقة والمعترف بها في سوق فلاتر المياه. يجب التأكد من أن تلك الفلاتر تحتوي على مراحل متعددة لإزالة المواد الملوثة والمعادن التقيلة، وأنها مصممة وفقًا للمعايير الصحية والبيئية.
لذا يجب أن نواصل زيادة الوعي والمعرفة بشأن جودة المياه التي نشربها، والتحسين المستمر لنظم معالجة المياه وتوفير فلاتر المياه ذات الفعالية العالية. فالماء هو عنصر أساسي للحياة وصحتنا، والاهتمام به وحمايته يعد أمرًا بالغ الأهمية لجميع الأفراد.
وفي هذا السياق قالت الدكتورة أسماء الدحدوح، خبيرة التغذية، قد يكون هناك مخاطر عند اعتماد الفلاتر المائية لفترة طويلة دون القيام بالصيانة اللازمة.
وتابعت في تصريحات خاصة للبوابة نيوز، إذا لم يتم تنظيف واستبدال الفلاتر بانتظام، فقد تتراكم الرواسب والشوائب في الفلاتر وتصبح بيئة مثالية لنمو البكتيريا والجراثيم. في هذه الحالة، قد يتم تلويث المياه المنقاة بدلاً من تنقيتها، وهذا يؤثر على صحة الإنسان.
وأوضحت أن فعالية الفلتر في إزالة الجراثيم والعدوى تعتمد على نوعه وجودته، هناك بعض الفلاتر التي تستخدم تقنيات متقدمة مثل الفلاتر النانوية أو أشعة فوق البنفسجية لتعقيم المياه وإزالة الجراثيم. ومع ذلك، يجب مراعاة أن جميع الفلاتر ليست متساوية في الأداء، وبعضها قد يكون أكثر فعالية من غيره في إزالة الجراثيم.
وتابعت الفلاتر المتعددة المراحل توفر أفضل أداء في إزالة الشوائب والملوثات من المياه، لذا فلاتر المراحل الثلاثة على سبيل المثال تعمل على إزالة الرواسب والشوائب الكبيرة في المرحلة الأولى، ثم تقوم بإزالة الكلور والمواد الكيميائية في المرحلة الثانية، وأخيرا تستخدم مرشحات أكثر دقة في المرحلة الثالثة لإزالة الشوائب الدقيقة والجراثيم. ومع ذلك، يجب الانتباه إلى أن حجم المسام في الفلاتر يمكن أن يؤثر على قدرتها على إزالة الشوائب.
الفلاتر المتعددة المراحل تستطيع إزالة الشوائب الدقيقة مثل الجراثيم والبكتيريا بشكل أفضل. وبالتالي، فإن استخدام فلاتر مراحل متعددة يمكن أن يوفر مياه نظيفة وصحية بشكل أكبر.
ولفتت بعض الفلاتر المتقدمة قد تحتوي على مرشحات معدنية مثل الفحم النشط أو الزيوليت لامتصاص المعادن الثقيلة. ومع ذلك، يعتبر استخدام فلاتر الفحم النشط وحدها غير كافٍ لإزالة جميع أنواع المعادن الثقيلة بشكل فعال التي تضر بصحة الإنسان. لذا، قد يكون من الأفضل النظر في استخدام نظام معالجة المياه الذي يتضمن تقنيات إزالة المعادن الثقيلة إذا كانت مشكلة المعادن الثقيلة موجودة في المياه.
عند الاعتماد على مياه الفلتر لفترة طويلة، فقد تواجه بعض المخاطر المحتملة. على الرغم من أن فلاتر المياه تقوم بإزالة الكلور وتحسين طعم ورائحة المياه، إلا أنها قد لا تكون فعالة في إزالة الجراثيم والعدوى بشكل كامل. يجب عليك أن تتأكد من فعالية الفلتر المستخدم وقدرته على إزالة الجراثيم.
ومن جانبها قالت الدكتورة داليا الجمل، أخصائية التغذية العلاجية، أن هناك بعض المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها الإنسان عند الاعتماد على مياه الفلتر لفترة طويلة.
وتابعت في تصريحات خاصة للبوابة نيوز، قد يحدث تراكم الشوائب والرواسب في الفلتر مما يمكن أن يؤدي إلى نمو البكتيريا والعفن في الفلتر. بالإضافة إلى ذلك، إذا لم يتم تغيير الفلتر بانتظام وفقًا لتعليمات الشركة المصنعة، فقد يؤثر ذلك على جودة المياه المنقاة.
فلاتر المياه الحديثة، وخاصة تلك التي تحتوي على مرحلة العناصر النانوية والفحم المنشط، قادرة على إزالة الجراثيم والعدوى من المياه. ومع ذلك، يتوقف أداء الفلاتر على جودة التصميم والمكونات المستخدمة واحتباسية الفلتر.
وأكملت من الضروري التحقق من مواصفات وفاعلية الفلتر قبل شرائه، حيث أن أداء الفلاتر المنتشرة يختلف حسب نوع الفلتر ومكوناته. وبعض الفلاتر تركز بشكل أساسي على إزالة الكلور وتحسين الطعم والرائحة، في حين أن الفلاتر الأخرى قد تصمم لإزالة الشوائب العضوية والجراثيم.
وتابعت صحيح أن الفلاتر ذات المرحلة الواحدة أو المرحلتين قد لا تكون قادرة على إزالة المعادن الثقيلة تمامًا من المياه. لذا فإن استخدام فلاتر المياه ذات الثلاث مراحل يعتبر أكثر فاعلية في إزالة المعادن الثقيلة مثل الرصاص والزئبق. ومع ذلك، أعتبر أنه من المهم أن نتحرى الدقة في مصدر المعلومات ونتأكد من فاعلية وجودة الفلاتر التي نستخدمها.
واختتمت بشكل عام، من الأهمية بمكان الاهتمام بجودة الماء وتنقيته قبل تناوله للحفاظ على صحة الجسم. يوصى دائمًا بمراجعة وتقييم فعالية الفلاتر المتاحة والتأكد من احتياجات التنقية المناسبة لتلبية الاحتياجات الفردية.
